تقديم الجيش لرواية "عجلون" .. رهان أم مجازفة؟

تقديم الجيش لرواية "عجلون" .. رهان أم مجازفة؟
الرابط المختصر

شكل ظهور رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن مشعل الزبن في المؤتمر الصحفي برئاسة الوزراء الثلاثاء الماضي، مفاجأة لكل من حضر، كما كان حال المعلومات التي كشف عنها.

 

وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها، حيث لم يسبق أن شارك رئيس هيئة الأركان في مؤتمر صحفي للإجابة على أسئلة الصحفيين، الذي أكد أنه حضر هذا المؤتمر بناء على طلب مباشر من رئيس الوزراء عبد الله النسور.

 

مفاجأة وضع الزبن أمام أسئلة الصحفيين أتت بعد أن "مست شائعات عجلون كل أركان الدولة، وكان لا بد من وضع حدٍ نهائي لها"، بحسب النسور.

 

وكشف الزبن خلال المؤتمر أن "التنقيب" في عجلون لم يكن من أجل "الذهب" وإنما من "أجل انتزاع جهاز تجسس ورصد إسرائيلي" مزروع منذ 45 عاماً.

 

ويصف الكاتب عمر كلاب هذه الخطوة من رئيس هيئة الأركان، ووضع الجيش في "معركة سياسية"، بـ"المجازفة"، وبخاصة بعد أن فشلت الحكومة في التعامل مع "شائعات عجلون".

 

كما يرى النائب الحالي والعسكري السابق ياسين بني ياسين، أن على الجيش أن يبقى بمنأى عن مثل هذه المواضيع حتى لو كان طرفاً فيها، مشيرا إلى أن وظيفة الجيش دائما ما تكون متعلقة بالجانب التقني، أما مسألة الظهور الإعلامي فليست من وظائفه.

 

ويعارض النائب خيرالدين هاكوز الذي شغل مناصب في الجيش سابقا، أن يقوم الجيش بنشر "معلومات سرية إلى هذا الحد"، مشددا على ضرورة بقاء الجيش على حياد.

 

وفشلت حكومة النسور على مدار 11 يوما باحتواء "شائعات عجلون"، ويرى الكاتب كلاب أن تضارب الروايات الحكومية التي قدمها وزير الداخلية حسين المجالي من جهة، ووزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني عملت على تغذية هذه الشائعة وزادت من قوتها.

 

وتعاني حكومة النسور من أزمة ثقة مع الشارع الأردني، حيث أظهر استطلاع للرأي أعده مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أن نحو 54% من الأردنيين يرون أن الحكومة "تسيير بالاتجاه الخاطئ".

 

أزمة الثقة بين الحكومة والشارع، استدعت من النسور الطلب من الزبن الحضور لتقديم "رواية عجلون"، ليزيد من مصداقيتها، بحسب النائب هاكوز.

 

ويشير هاكوز إلى أن الجيش جهة ذات مصداقية عالية عند المواطن الأردني، فكان لا بد من الاستعانة بها لـ"لجم شائعات عجلون".

 

وتحمل الزبن خلال المؤتمر مسؤولية  تضارب التصريحات الحكومية  السابقة حول "ذهب عجلون"، عندما أعلن أنه هو من قام بتزويد المجالي والمومني بالمعلومات المحددة التي قدموها للإعلام، فيما وصف الكاتب الصحفي فهد الخيطان في مقالته اليومية رواية الجيش بـ"المقنعة والمتماسكة".

 

وقدم الجيش رواية موثقة بالتواريخ والصور والمعلومات كشف فيها عن قيام إسرائيل بزرع 6 أجهزة تجسس ورصد في الأردن خلال فترة الستينات من القرن الماضي، كان من بينها الجهاز في عجلون، الذي استعانت الأردن بإسرائيل لإزالته لاحتوائه على متفجرات خطيرة.

 

وبعد تقديم رواية "أجهزة التجسس الإسرائيلية" انتقد الخيطان التأخر في إعلان هذه المعلومات، والتي يرى الخيطان أنها "استنزفت قدرا كبيرا من مخزون الثقة الشعبية الشحيح أصلا".

 

واعترف النسور أن نشر هذه المعلومات أتى متاخراً، رغم إعلانه بأنه كان "مُغيّباً عن هذه العملية لأنها عمل روتيني بالنسبة للجيش".

 

ورغم ذلك اتفق النائبان هاكوز وبني ياسين على أن تصدي الجيش لشائعات عجلون خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر فيها المملكة بعد مشاركتها في حلف ضرب تنظيم الدولة الإسلامية داعش، لن يستطيع أن يزعزع مكانة الجيش عند المواطن الأردني، وبخاصة أن هذه المكانة عززت عبر سنوات طويلة.

 

أضف تعليقك