تساؤلات حول جدوى "دافوس"
مع اختتام أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت، وضع كتاب ومحللون اقتصاديون جملة من التساؤلات والتقييمات حول مخرجات المنتدى، ومدى انعكاساته على الاقتصاد الوطني الأردني.
رئيسة تحرير صحيفة الغد جمانة غنيمات، تشير إلى "التشكيك الشعبي بجدوى هذه المنتديات"، وذلك بسبب بقاء الفرص التي تخلق في أروقة المنتدى، حبيسة الغرف والشاشات التي أعلنت فيها، لافتة إلى أن تآكل الثقة وفقدان الأمل بكل المؤتمرات والمنتديات، مردهما الأساس ضعف النتائج، لاسيما بالنظر إلى المبالغة في تقديم الوعود التي لا يشعر الناس بنتائجها.
وتستعرض غنيمات عددا من القطاعات الاقتصادية المحلية التي لم يكن لها نصيب من الاهتمام، كالاستثمار في قطاع الطاقة الشمسة، والسياحة، والثروة السكانية الشابة.
وتؤكد الكاتبة على أن القدرة على مواجهة التحديات المحلية والإقليمية، بما يجعل ممكناً استثمار الفرص المتاحة أردنيا، تحتاج إرادة وإدارة، مشيرة إلى وجود هذه الروح لدى بعض الوزراء وليس جميعهم.
غياب الأغوار والبحر الميت عن أروقة المندى:
وبعيدا عن المفارقة التقليدية التي تتحدث عن الصفقات والأفكار الذهبية التي يتم تبادلها في هذا الملتقى وسط منطقة تضم واحدا من أكثر المجتمعات فقرا وتهميشا، فإن السؤال الأخلاقي قبل المجتمعي، الذي يطرحه الكاتب باسم الطويسي: لماذا لم تدرج الحكومات الأردنية المتعاقبة خطة لتنمية الأغوار الأردنية، على مدى تسع مرات نُظما في هذا المنتدى.
ويضيف الطويسي بأن مناطق الأغوار، حيث أقيم المنتدى، تمتلك العديد من الفرص للتنمية الزراعية والريفية والسياحية والتعدين، والعديد من الصناعات الأخرى التي لم يستثمر بها بشكل جدي، فـ"رغم كل هذا الضجيج الإعلامي الذي يحتضنه البحر الميت فإن حجم الاستثمار في الغرف الفندقية لا يتجاوز 3 آلاف غرفة فندقية".
ويخلص الكاتب إلى القول إن "الأغوار والبحر الميت غابا عن أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي للمرة التاسعة على التوالي".
رسالة أمن الأردن وسط الإقليم الملتهب:
أما الكاتب خالد الزبيدي، فيرد على المتسائلين عن جدوى المنتدى بالقول إالمنتدى يوفر قاعدة متينة للحوار والبحث عن فرص الاستثمار، وإقامة الشراكات، وبناء أفضل جسور للتعاون، مؤكدا أهمية تقديم أفضل صورة للعالم، لتشجيع استقطاب الاستثمارات، والتأكيد على أن الأردن آمن مستقر وجاذب.
ويلفت الزبيدي إلى الارتياح الذي عبر عنه عدد ممن شاركوا بالمنتدى للأوضاع في الأردن، "والتقدم الذي حققه برغم النيران المستعرة من حوله"، ليخلص إلى القول "مرة أخرى المنتدى حقق أهدافه".
كما يرى رئيس تحرير صحيفة الرأي سمير الحياري، أن الإعلان عن الاتفاقيات والمشاريع على هامش المنتدى، يمثل جزءا من رسالة بأن الأردن يبقى "شعلة أمل ونبراسا لكل ناشدي الأمن والأمان والاستثمار الناجح الآمن"، ورغم محيطه الملتهب.
ويؤكد الحياري أن توقيع الاتفاقيات والأرقام التي رافقتها تُعطي كل منتمٍ العزيمة والقدرة على تخطي الصعاب، من أجل خلق فرص الاستثمار الجديدة ما يوفر 180 ألف فرصة عمل لشباب المملكة وشاباتها.