تردي المعيشة يعيد زرقاويين إلى زمن "الحصيرة"

تردي المعيشة يعيد زرقاويين إلى زمن "الحصيرة"
الرابط المختصر

 

تسأل عن حال أحدهم، فيُكنّى لك عن فقره بالقول إنه "يعيش على الحصيرة"، وهي بساط كان ينسج قديما من سعف النخيل أو سوِق نبات القصب وغيرها، ثم من البلاستيك الملون في مراحل لاحقة.

 

كما تزخر ثقافتنا الشعبية بالكثير من الأمثال التي تضرب للدلالة على حال الفقر تلك، وأحيانا الفاقة، ومنها: "حسدوا الفقيرة على الحصيرة"، و"خذ الأصيلة ولو كانت على الحصيرة"، وكذلك "خذ الأصيلة ونام على الحصيرة".

 

ومع غزو الموكيت بأسعاره المعتدلة للأسواق خلال العقود الماضية، اختفت الحصيرة أو كادت من بيوت الزرقاء، وأصبح استعمالها يقتصر على الزينة، وأحيانا كبساط يصحبه الناس في رحلات التنزه.

 

لكن مع تردي الأوضاع المعيشية وما تبع ذلك من تراجع القدرة الشرائية لدى كثير من الأهالي، فقد باتوا يقبلون على شرائها كبديل أقل سعرا من الموكيت، ناهيك عن الأصناف الأخرى من البسط وأنواع السجاد.

 

ويؤكد محمد قبلاوي الذي يعمل في محل لبيع السجاد، أنه يلمس طلبا متناميا على الحصيرة في الآونة الأخيرة، والتي تباع الصغيرة منها في محله بخمسة دنانير والكبيرة بعشرة دنانير حسب حجم الحصيره طبقتين أو ثلاثة طبقات أو أربعة.

وأشار قبلاوي إلى أن اللاجئين السوريين ساهموا في مضاعفة الإقبال على الحصائر التي يبعيها المحل، وجمعيها منتجة أردنيا وتصنع من ماة البلاستيك، وهي تمتاز بألوانها الزاهية ونقوشها التي تمزج بين التراث القديم وتوجهات الفن الحديث.

 

وقالت الحاجة فتحيه عبد الرحمن إن الناس كانوا قديما يفرشون الحصائر في غرف الضيوف من باب التباهي، لكن مع ظهور السجاد أصبحت الحصيرة مجرد تراث وفراش قديم يخجل الكثير من اقتنائه أو فرشه في بيوتهم وصارت رمزا لحياة الفقراء.

 

وأضافت أن الظروف المادية أعادت الكثيرين إلى الحصيرة نظرا لانخفاض سعرها، كما أن اللاجئين السوريين يقبلون عليها بحكم أحوالهم المعيشية التي يرثى لها.

 

ومن جهتها، تؤكد أم ليان، أن الحصيرة تظل بالنسبة للكثيرين أفضل من الجلوس على الأرض الباردة، مشيرة إلى أنها تلاحظ إقبال جاراتها على شراء الحصائر لغايات فرشها في المطابخ أو تحت السجاد من أجل حمايته من التلف.

 

وقالت أم ليان إن معظم محال بيع السجاد في الزرقاء أصبحت تعرض الحصائر بكثرة، وهو ما يدل على أن هناك طلبا عليها، وهو في ازدياد مضطرد.