ترحيب مقدسي للتسهيلات المقترحة من دائرة الأحوال المدنية
اعرب العديد من المقدسيين عن ارتياحهم من تصريحات مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات فواز الشهوان، لبرنامج ” عين على القدس“ حلو التسهيلات التي تعمل الدائرة على تقديمها للمقدسيين.
واكد كل المقدسيين الذين التقتهم ” شبكة اخبار البلد“ بان هذه التسهيلات ضرورية ومن شأنها ان تساهم بتخفيف الصعوبات التي يواجهها المقدسي في حياته اليومية، ورغم ذلك طالب المقدسيون من الجهات الاردنية اعادة النظر برسوم اصدار الجوازات والتي وصلت الى ٢٠٠ دينار اردني مما اجبر الكثير من المقدسيين عدم تجديد جوازات سفرهم لارتفاع الرسوم ، فاقل عائلة في القدس بحاجة الى الف دينار على الاقل من اجل تجديد جوازرات السفر للعائلة الواحدة .
واضاف عدد من المقدسيين الذين طلبوا عدم ذكر اسمائهم انه يجب اعادة النظر في قرار فك الارتباط مع القدس من اجل الحفاظ على القدس ولتثبيت المقدسي في مدينته دفاعا عن الامة الاسلامية والعربية .
وكان فواز الشهوان مدير عام دائرة الاحوال المدنية والجوازات قد اكد أنه من منطلق اهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، بالقدس والمقدسات والمقدسيين وتثبيت وتمتين هويتهم الوطنية، تساهم دائرة الأحوال المدنية بتقديم تسهيلات وخدمات لمختلف الوثائق التي يحتاجها المقدسيون، امتدادا لدأب الهاشميين على تقديم الخدمات الفضلى لأهل القدس دعما لثباتهم في مدينتهم المقدسة.
وأوضح الشهوان، أن آلية تقديم هذه الوثائق يتم من خلال موظفين موجودين في القدس ومعتمدين لدى وزارة الداخلية، حيث يتم تنظيم هذه المعاملات من خلالهم وتصديقهم عليها، ويتم إرسالها من خلال أصول وفروع المواطنين الذين تقدم كافة التسهيلات لهم .
وأضاف، يتم أيضا قبول هذه المعاملات من خلال الوكالات القانونية المعتمدة أو من خلال حضور الشخص المعني بهذه المعاملات الى دائرة الأحوال المدنية ويقدم له التسهيلات والخدمات المطلوبة، إضافة الى ذلك يوجد في القدس قناة للتواصل لدى المحكمة الشرعية التابعة لدائرة قاضي القضاة الأردنية يتم قبول هذه المعاملات وتنظيمها وارسالها مع أحد أفراد العائلة حتى يتم تسهيل معاملات وإجراءات أصحاب العلاقة بأقصر وقت ممكن، مثلها مثل معاملات الأردنيين المقيمين على أرض المملكة الأردنية الهاشمية .ولفت الشهوان الى وجود مكتب الضفة الغربية في عمان يتابع كل معاملات الأخوة، مشيرا الى التوجه المستقبلي لتجهيز مكتب خاص لأبناء محافظة القدس يتابع معاملاتهم بشكل خاص كمقدسيين.
وقال الخبير في القانون الإسرائيلي، المحامي المقدسي محمد دحله، إن الاحتلال الإسرائيلي وضع المقدسيين في الزاوية، فهم مقدسيون فلسطينيون ولكن من ناحية أخرى هم لا يحملون جوازات سفر لا فلسطينية ولا إسرائيلية، وإنما يحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة تعطيهم إمكانية السفر خارج البلاد.
وأشار دحله في حديثه للبرنامج الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، الى أن المقدسي موجود في الزاوية لأنه لا يعتبر مواطنا في وطنه منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، بل يعتبر أنه مقيم فقط في وطنه كإقامة مؤقتة يمكن أن يخسرها في أكثر من حالة، إذا حصل على جواز سفر أجنبي او إقامة في أي دولة من دول العالم، او إذا سكن خارج حدود مدينة القدس حسب مفهومها الاحتلالي الإسرائيلي، في هذه الحالات يخسر المقدسي هويته الزرقاء التي تمكنه من العيش في مدينته الأم .
ولفت دحلة الى صعوبة الوضع الذي يعيشه المقدسيون في شتى مناحي الحياة بسبب السعي الممنهج لسلطات الاحتلال الإسرائيلي الى تدمير المواطن المقدسي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، عبر تنفيذ خطط عديدة لدفع المواطن المقدسي للهجرة من مدينته بالضغط عليه من خلال سن قوانين جديدة من ضمنها فرض ضرائب باهظة لا قبل له بتسديدها نتيجة سوء الوضع الاقتصادي.
وأشار الى أن المؤسسات الإنسانية التي تدعم المقدسيين آخذة بالتقلص نتيجة عدم توفر دعم خارجي لأنشطتها، ما جعلها تواجه عجزا ماليا مستمرا يحرم الآلاف من المقدسيين من مواصلة العمل فيها .
من جانبه أوضح الكاتب والخبير في شؤون القدس داود كتّاب، أن عدد سكان القدس العرب بشطريها الغربي والشرقي في مطلع العام الحالي يتجاوز 330 ألف عربي مقدسي، يشكلون ما نسبته 37% من سكان القدس بشطريها، منهم حوالي 38 ألفا يعيشون داخل أسوار القدس القديمة، مشيرا الى أن إسرائيل تحاول منذ عام 1967 أن تحد من نمو السكان العرب مسلمين ومسيحيين، عبر سياسات مختلفة منها ما جعل حوالي 150 ألف مقدسي يعيشون خارج الجدار .
وشرح كتّاب عن ماهية الهوية الزرقاء التي تعطي المقدسيين إقامة دائمة في القدس وحرية التنقل في القدس واسرائيل وباقي الأراض المحتلة، بما يجعلها تشمل الإقامة الدائمة، ولكن إذا غاب المقدسي سبع سنوات بالسفر او السكن خارج القدس يفقد الإقامة فيها، لافتا الى أن الاحتلال يسعى في السنوات الأخيرة الى إجراء عملية تسانفير للمقدسيين خارج حدود مدينة القدس عبر طرق وإجراءات إدارية لسحب الهويات الزرقاء من المقدسيين في محاولة لتغيير الواقع الديمغرافي في القدس .
وعبّر كتّاب عن امتنان المقدسيين الدائم للأردن والملك عبد الثاني للتسهيلات الممنوحة للمقدسيين، والجهود الأردنية المتواصلة في توفير سبل الإسناد والدعم على مختلف الأصعدة لتمكين أهل القدس الصمود والثبات في مدينتهم المقدسة .