بعد قراءة هذا التقرير..هل ستعلمون أطفالكم القراءة؟

بعد قراءة هذا التقرير..هل ستعلمون أطفالكم القراءة؟

منذ عام 2006  نفذت مبادرة "نحن نحب القراءة"  في الأردن وهي تهدف إلى تشجيع حب القراءة لدى الأطفال من خلال إنشاء "مكتبة في كل حيّ، تحتوي على مجموعة من قصص الأطفال المختلفة ، وتخدم الأطفال  من 4 سنوات الى 10 سنوات.

وتهدف المبادرة لإقامة 1000 مكتبة في جميع أنحاء الأردن والوصول إلى شتى بلدان العالم بحلول العام 2020.

تسعى  مبادرة نحن نحب القراءة  لنحو مجتمع يحب أن يقرأ في كل وقت ومكان و إيجاد جيل يحب أن يقرأ من أجل المتعة ،عن طريق تدريب حكواتية من نفس الحي على قراءة القصص بأسلوب جذاب للأطفال  و تنظيمهم في شبكة للإستمرارية و توفير الكتب المناسبة لعمر الأطفال.

وأسست المبادرة الدكتورة رنا الدجاني بعام  2006، حين وجدت أن الأطفال في الأردن لا يحبون القراءة من أجل الاستمتاع،، فبدأت في عقد جلسات القراءة بصوت عالٍ للأطفال في حيّها في المسجد القريب من منزلها.

وتشير دراسات أن أطفال العالم العربي  ليسوا قارئين لعدة أسباب، وبينت نتائج بحث أقيم حول معدل عدد الصفحات التي يقرؤها الشخص في الشرق الأوسط هو نصف صفحة سنويا مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية بمعدل 11 كتابا سنويا .

من جانبها  بينت مدير ة أحد مشاريع مبادرة نحن نحب القراءة، لمى البرغوثي، ان المبادرة تدرب متطوّعين على فن قراءة القصص بصوت عالٍ، ليصبحوا سفراء قراءة ويقرأون الكتب للأطفال في حييهم بشكل منتظم.

ووصل عدد المتطوعين لـ 6500 متطوع، وأنشأت 3900 مكتبة في مختلف المحافظات،وأثّرت المبادرة  على ما يقارب 400 ألف طفل وعقدت حوالي 300 جلسة قراءة، وتم توزيع 34 ألف قصة للأطفال بشكل مجّاني على سفراء القراءة ، في مختلف محافظات المملكة.  

و تشير إحصاءات أن رصيد الدول العربية لا يتجاوز 1.1% من الإنتاج العالمي لكتب الأطفال.

وتنشر"مبادرة نحن نحب القراءة " في 37 دولة منها تركيا، لبنان، فلسطين، أوغندا، تايلند، أذربيجان، المكسيك، وتضم 50 سفير للقراءة .

وبحسب  احصائية أعدها " اتحاد الناشرين العرب"  فإن الطفل العربي يكتب له اسبوعيا كلمة واحدة وصورة واحدة،  مقابل الطفل الاميركي الذي يبلغ نصيبه الاسبوعي، اثنا عشر مجلة .

وعن الية اختيار  قصص الاطفال فتقول البرغوثي ،" اختيار القصص يتم تحت إشراف لجنة مختصة بقصص الأطفال ،بحيث تناسب كل فئة موجهة لها، كما أن  القصص تعليمية تتحدث عن الأمل وانتظار الغد المشرق."

وتحتوي قصص الاطفال  على أساليب تعليمية للمحافظة على البيئة واستخدام الطاقة الشمسية ، بالاضافة لترشيد استهلاك المياه، وفقا للبرغوثي .  

ويرى الخبير التربوي  الدكتور علي الحشكي أن قراءة القصص للاطفال  تحافظ على خيال الأطفال، وتنمي مهارات التفكير والسرد والابداع .

ويقول الحشكي ان ،" القصص تساعد على  اكساب الطفل كلمات لغوية جديدة ، وتشد الطفل بدافع ذاتي  الى الاستماع لما فيها من أحداث وشخصيات ،فضلا عن التفكير العميق وطرح الاسئلة ، اضافة لتنشئة الأطفال على القيم الأخلاقية. "

بدورها  أكدت امينة العمر إحدى متطوعات المبادرة  من محافظة البلقاء ، على أن قراءة القصص للاطفال ساهمت بتطوير  مهاراتهم الابداعية ، من خلال الاستماع والاستمتاع بالقصص، فضلا عن تعديل بعض السلوكيات السلبية للأطفال .  

وتقدر العمر عدد الاطفال الذين تقرأ لهم القصص بـ150 طفل، مشيرة  إلى أن مكتبتها متنقلة بين المدارس والأحياء السكنية وعلى مدار ايام الاسبوع.

وقامت المبادرة بعمل دراسة خاصة بعد فترة من تقديم قصص سلوكية للأطفال ، تبين أن 80 % منهم تغيير سلوكهم ايجابيا ، فضلا عن التطور الأكاديمي،كما تقول البرغوثي .

 

وبينت إحصاءات منظمة اليونيسكو أن متوسط القراءة الحرة للطفل العربي خارج معدل ما يقرأه من الكتب الدراسية لا يتجاوز دقائق معدودة في السنة مقابل 12 ألف دقيقة للطفل في العالم الغربي.

ووفقا لتقرير صادر عن منظمة اليونيسكو فإن معدل قراءة الأطفال في العالم العربي هو الأقل عالمياً، حيث يقرأ الطفل خارج ما يتلقاه في مناهجه الدراسية 6% في السنة، فيما يقرأ كل 20 طفلاً عربياً كتاباً واحداً.

أضف تعليقك