بانتظار زيارة ترامب للمنطقة
على أبواب جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط بعد أيام قليلة، والتي ستشمل عقد مؤتمر عربي إسلامي أمريكي في العاصمة السعودية، وهي ما كانت مجالا لتحليل كتاب الرأي في الصحف اليومية للزيارة الخارجية الأولى لرأس الحكم الأمريكي.
الكاتب عريب الرنتاوي، يلفت إلى ما تشهده عواصم المنطقة من حركة محمومة بانتظار مجيء "الزائر الكبير"، فـ"الرهانات كبيرة، وتذهب في كل اتجاه".
ويوضح الرنتاوي أن "البعض يعتقد أن “الدولة الفلسطينية، باتت على مرمى حجر، بل أن القدس الشرقية ستكون عاصمتها، هؤلاء لم يقرؤوا حرفاً واحداً مما قاله الرجل ومساعدوه ومقربوه.. وبعضهم الآخر، بدأ بصياغة كتب النعي لإيران وحلفائها في المنطقة، ويتحضر على أحر من الجمر، للمشاركة في حفلة “قطع رأس النظام السوري”.
ويضيف الكاتب "ترامب في المنطقة، لا بعقلية رجل الأعمال، فعلها من قبله ساركوزي وهولاند، براون وتيريز ماي، كلهم جابوا العواصم العربية، بحثاً عن صفقات وعقود ... ترامب يأتي بعقلية الجابي، ومحصل الضرائب العثماني القديم.
"وسيعود من مغائر علي بابا محملاً بالذهب والياقوت والفضة ... أما فلسطين، فستبقى بانتظار غودو، فلا دولة واحدة ولا دولتين.. وحتى الحلم بضرب إيران وتدمير هلالها.. وقطع رأس الأسد ونظامه ... لن يتحقق.
ويرجح الكاتب عزت جرادات، أن تتعرض القمة العربية- الإسلامية- الأمريكية في الرياض، إلى رؤى قريبة المدى أو متصلة المدى:
"فالقضية اليمنية يمكن أن توصف بالأكثر إلحاحاً، باعتبارها أولوية للدولة المستضيفة، وذات امتداد بأطراف أخرى، وترتبط بالسياسة الأمريكية في حربها المستمرة ضد (القاعدة).. والقضية الإيرانية قد تكون من الأولويات.. وأما الإرهاب وما يسمى (بالاسلاموفوبيا) والإرهاب الإسلامي- على حد تعبير ترمب الخاطئ، فقد يكون من الموضوعات الرئيسية".
ويضيف جرادات "أما القضية الشائكة والأكثر تعقيداً، وهي القضية الفلسطينية، ومستجداتها الآنية، مثل (نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاستيطان، وتهويد القدس، ويهودية الدولة.... وأخيراً أزمة ومأساة الأسرى الحالية) فقد تتلخص بالتأكيد على (المبادرة العربية- ومنها حل الدولتيْن)، وعدم تغيير الواقع في المدينة المقدسة".
ويشير الكاتب إلى أن زيارة ترامب لن تخلو من مناقشة قضايا الاقتصاد والتجارة، إقليمياً ودوليا.
ويؤكد الكاتب بسام الساكت، أن ترامب سيزور المنطقة وهو يُؤْمِن بتحقيق الصفقات ويؤمن بتغيير الاتجاهات والسياسات فوراً عندما لا تلتقي مع هدفه المعلن: "مصلحة أميركا أولا".
ويلفت الساكت إلى الفرق الكبير بين رئيس أميركي مثل أوباما يخاطب بكلمته الشعوب، وآخر مثل ترمب يخاطب القادة !. فهل سيفاجأ العالم والمنطقة ، بحل أميركي للقضية الفلسطينية يرتكز على إفرازات حالة الضعف والاستنزاف الاقتصادي والأمني في عالمنا العربي... وما مدى قدرة احتمال منطقتنا قبول أو رفض الحلول من طرف رئيس أميركي جديد ، له طموحات وهوىً وإستثمار فرصٍ لتحقيق مصالحه–أولاً ؟!!
ويضيف الكاتب "رغم ذلك كله، فالدول العربية يجب ألاّ يغيب عنها مبدأ مركزي دَهْرِيّ: أن التقاءها واحترامها لشعوبها وحُسْنِ حوكمتها، هو بوليصة أمانِها وجدار الصين الآمن لها، أمام أية حلول تفرضها الأحداث أو يفرضها الواقع الحالي ، المُرْ. حتى الرئيس الأميركي الحالي المؤمن بسياسة رجل الأعمال والمصالح وعقد الصفقات فإنه يُدرِكُ ويحترم ذلك المبدأ الدَّهْرِيِّ".
أما الكاتب فيصل ملكاوي، فيختتم مقاله بالقول "بانتظار زيارة الرئيس الأميركي الى المنطقة والتي ستتضح فيها رؤيته لقضاياها، فإن الرئيس الاميركي سيجد إجابات عربية متماسكة لكل القضايا، وروحا غاية في الإيجابية والدعم لجهوده في إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، وليس بحاجة لاختبار الصبر في البحث عن شريك في الجانب العربي".