باعة "سوق الجمعة" يخلفون مكرهة بيئية قرب دوار معصوم

باعة "سوق الجمعة" يخلفون مكرهة بيئية قرب دوار معصوم
الرابط المختصر

يتحول محيط منطقة دوار معصوم، الذي يعد البوابة الغربية لمدينة الزرقاء، إلى مكب نفايات مصغر نهاية كل أسبوع، بفعل تراكم وتناثر بقايا الخردوات والثياب المهترئة التي يخلفها هناك باعة ما يعرف بسوق الجمعة.

 

وتتجلى أوضح صور هذه المكرهة البيئية ضمن الساحة الترابية الواقعة غربيّ الدوار، وكذلك على طول الجدار الذي أقامته البلدية مؤخرا حول السوق.

 

وفي تلك الساحة تحديدا، والتي يتخذها البعض موقفا لآلياتهم الثقيلة من جرافات وقلابات وغيرها، يمكن مشاهدة هذه النفايات وقد انهرست واختلطت بالأتربة بعدما داستها العجلات، الأمر الذي يزيد من صعوبة مهمة البلدية في إزالتها.

 

ووصف عايد العموش أحد المجاورين، مشكلة الساحة بأنها "قديمة ولا تجد حلولا جذرية منذ فترة طويلة".

 

وقال العموش أن آليات البلدية تقوم بتنظيف الساحة عقب انفضاض كل سوق الجمعة، لكنه اعتبر ذلك غير كفيل بوضع حد للمكرهة التي لا تلبث تتجدد كل أسبوع.

 

وأكد أن تراكم النفايات على أحد بوابات الزرقاء من شأنه أن يترك انطباعا وأثرا نفسيا سيئا سواء لدى القاطنين أو القادمين إلى المدينة.

 

وقال محمد الزواهرة أن الباعة "لا يكلفون أنفسهم حمل بقايا بضاعتهم حين انفضاض السوق، بل يتركونها وراءهم، لتشكل منظرا غير مريح للعين والنفس، فضلا عن الرائحة السيئة" التي تنجم عن تعفنها لاختلاطها بالماء وخصوصا خلال الشتاء.

 

وأضاف الزواهرة أن "عمال بلدية الزرقاء يقومون بتنظيف المكان، لكن هناك نفايات قديمة مختلطة بالتراب وباتت إزالتها صعبة".

 

ونوه مواطن آخر هو محمود الشريف إلى أن باعة البسطات يساهمون كذلك في مفاقمة الأزمة المرورية التي تعاني منها منطقة الدوار خلال فترة سوق الجمعة بسبب ضيق الشوارع، مقترحا تصغير مساحة الدوار للتخفيف منها.

 

ومن جهته، عبر محمد الشريف أحد أصحاب الجرافات التي تتوقف في الساحة، عن خشيته هو وأصحاب الآليات الأخرى من احتمال اندلاع حريق في هذه النفايات وامتداده إلى الياتهم، ما سيعني خسارتهم لها.

 

وسبق أن تعرض السوق قبل بضع سنوات إلى حريق أتى عليه بالكامل.

 

وقال الشريف أنهم على استعداد للقيام بمهمة تجريف وتنظيف الساحة من النفايات والانقاض، في حال ضمنت البلدية عدم قيام باعة البسطات باحتلالها يوميّ الخميس والجمعة.

 

وأشار إلى أن أصحاب الآليات قاموا بتنظيف الموقع بالفعل في وقت سابق، لكنهم فوجئوا بشرطة السير تخالفهم وتحيلهم إلى المحافظة، حيث جرى توقيعهم على تعهدات بعدم إيقاف آلياتهم في الساحة.

 

ومن جانبه، أكد خلدون المعايطة مدير المناطق في بلدية الزرقاء، أن البلدية تقوم بتنظيف الساحة كل يوم سبت بعد مغادرة الباعة، مبينا أن السوق الذي أقاموه في هذا الموقع ليس مرخصا.

 

وقال المعايطة إنه "غير مصرح لأحد من الباعة عرض بضاعته في الساحة"، مشيرا إلى أن "هؤلاء كانوا فيما مضى يبسطون على دوار حي معصوم وعندما فتحت البلدية الشارع المؤدي إلى السخنة مباشرة دون الاضطرار للف الدوار، انتقلوا اليها لعرض بضاعتهم".

 

وأضاف أن "البلدية قامت سابقا بإغلاق مدخل الساحة بسواتر ترابية لمنعهم من ذلك، لكنهم وبمساعدة أصحاب الجرافات التي تقف في الساحة أزالوا السواتر وبدأوا في عرض بضاعتهم".

 

ولفت المعايطة إلى أن البلدية سعت مرارا إلى منع قيام سوق من هذا النوع في منطقة الدوار، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب العدد الكبير للباعة.

 

وقال "أعداد البائعين هي بين 300-400، وإذا قمنا بمنع نصف العدد، فلن نستطيع السيطرة على النصف الآخر، وأحيانا تساعدنا شرطة الزرقاء وأحيانا نقوم بكامل الجهد وحدنا، والحاصل هو استمرار السوق بالرغم من عدم قانونيته".

 

وتعهد المعايطة بإعطاء مزيد من الاهتمام لنظافة منطقة السوق، وبالقيام بزيارتها شخصيا لتسجيل كافة الملاحظات تمهيدا لتنفيذ حملة نظافة شاملة فيها.