المُثقفات شققَن عادات المجتمع بتثقيف الرجال حول سرطان الثدي

المُثقفات شققَن عادات المجتمع بتثقيف الرجال حول سرطان الثدي
الرابط المختصر

ذيع الخبر في الحي، جهاز جديد لفحص الثدي الاشعاعي ” الماموجرام” سيأتي للمنطقة لتشجيع السيدات الكشف المبكر عن سرطان الثدي بمنطقة المفرق.

للوهلة الأولى مجرد شائعة انتشرت بين النساء، لكن عندما بدأت حقيقة اغلقت العديد من السيدات ابواب بيوتهن ، ورفضن الحديث مع بعض المثقفات اللاتي جئن من محافظة الزرقاء لتدريب السيدات على كيفية اجراء الفحص الذاتي، لسرطان الثدي .

تقول المثقفة فادية البياتي، اصبت بحالة احباط وفقدان الأمل اثناء حديثي مع بعض السيدات في مدينة المفرق، فرفضهن الشديد لذكر اسم المرض ونفورهم منه، جعلني اترك العمل في بداية الأمر، ولكن ايماني بأهمية عملي الانساني التثقفي جعلني اكمل مسيرتي نحو قرى المفرق المختلفة.

البياتي التي تعمل مثقفة منذ ست سنوات في قضايا تثقيفة مختلفة، لم تيأس في وضع خطط جديدة للدخول الى عقول سيدات المفرق، ولطبيعة مجتمعنا الذكوري قررت ان تبدء بالحديث مع الرجال لتوعيتهم بضرورة تشجيع زوجاتهم على اجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي خوفا ً على حياتهم وحياة ابنائهم.

الكشف المبكر ينقذ حياتك

استقبلت ام محمد التي تبلغ الخمسين ربيعا وتسكن المفرق منذ ما يزيد عن العقدين خبر وجود جهاز “الماموجرام” بالحي بسعادة عكس قريناتها ، فجمعت صديقاتها وقريباتها في بيت احداهن لتشرح لهن عن خطورة المرض واهمية الفحص المبكر المجاني، بعد ان خضعت لجلسات تثقيفة مع عدد من المثقفات حول مرض السرطان.

وعلى الرغم من وجود تاريخ عائلي للاصابة بمرض سرطان الثدي بعائلة ام محمد الا انها لم تكثرت لمعرفة المعلومات الكافية حول سرطان الثدي، معللة ذلك” سمعت من بعض السيدات ان الفحص بجهاز الماموجرام مؤلم جدا، بالاضافة الى ارتفاع تكلفة الفحص في حال قررت الذهاب الى احد المستشفيات الخاصة القريبة من بيتي”.

يعتبر التصوير الشعاعي للثدي “الماموجرام” من الوسائل الاساسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث يتم استخدام كمية قليلة من الأشعة لتصوير الثدي بالأشعة السينية “أشعة اكس”.

وحسب المثقفات يساعد الفحص السيدات على الكشف المبكر عن أي نمو أو كتلة في مراحلها الأولى حتى قبل ان تصبح محسوسة أو ملموسة من قبل الطبيب أو المرأة نفسها، وهو غير مؤلم على الأطلاق كما تعتقد بعض السيدات.

المثقفات زرنا قرى لا نعرف اسمها

بدا لنا الطريق وعرَ اثناء تجولنا في قرى المفرق، فسيرك في طريق صحراوي غريب الملامح قد يجعلك لا تفرق بين اسماء المناطق، هكذا تصف المثقفة سوزان الفحماوي لحظات عملها بالبحث عن سيدات في قرى المفرق المختلفة.

تخوف سيدات المفرق من الحديث مع الفحماوي بحجة عدم رغبة ازواجهم وخوفهم من الأشعة الضارة على اجسادهم جعلها تتجه نحو قادة التأثير في كل الحي وتخترق الحواجز في مدينة المفرق.

عقدّن العزم كفريق واجتمعن مع “مخاتير الحارات”، وكبار الحي واصحاب الجمعيات، ليسهلوا عملية الدخول الى البيوت والتحدث مع الأزواج، وبكل سرور وجد الفريق تجاوبا كبيرا من رجال القرية وتخوفا على صحة زوجاتهم.

علميا تعتبر الأشعة السينية “أشعة اكس” غير ضارة كما ترى بعض السيدات، ويتم إجراؤها على فترات سنوية، وفقا ً لتوصيات الخطوط الوطنية التوجيهية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

و تحتل الاردن المرتبة الثانية على المستوى الاقليمي بانتشار مرض سرطان الثدي مسجلا معدل 34 اصابة لكل 10.000 سيدة مقارنة بالدول العربية المجاورة.

مراكز تثقيفة عديدة مدت يد العون لمركز الحسين للسرطان للمساعدة بتثقيف السيدات في مدينة المفرق، كمركز بشرى للدراسات والأبحاث النسائية بمدينة الزرقاء لعب دورا ً كبيرا توعية وتثقيف السيدات في المناطق الاقل حظا حول سرطان الثدي، والسعي لتغير افكارهم حول المرض.

المركز ممثلا برئيسته جيهان مرجان اكدت في حديث لها “لعمان نت” السعي الى ابراز وتفعيل دور المرأة في المجتمع، وأضافت” نحاول جاهدين التركيز على تصحيح السلبيات وتعزيز دور المرأة الايجابي، فنعمل بطرق ممنهجة ونخضع جميع السيدات المتطوعات معنا الى دورات تدريبة وتثقيفة حول مواضيع مختلفة تعود بالفائدة على المجتمع” .

مديرة البرنامج الاردني لسرطان الثدي نسرين قطامش في تصريحات لها اشارت الى ان الحملة قائمة على اساس علمي لتحديد الاحتياجات ودراسة المعيقات التي تحول دون وصول السيدات لخدمة الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

وخلال البرنامج خضعت العديد من السيدات لتدريب على كيفية اجراء الفحص الذاتي وبشكل مستمر، وسيتم تحويل ما يقارب 1500 سيدة من المحافظة لإجراء الفحص الشعاعي المجاني للثدي عن طريق تزويد السيدات ببطاقة تحويل خاصة من البرنامج يتم بموجبها التكليف بإجراء تلك الفحوصات في وحدة الماموجرام المتنقلة التي تتمتع بمستوى عال من الاداء والجودة بفضل اداء الفريق الفني المتخصص التابع للمركز.