الملك في الكرملين.. وآفاق الحل السياسي للأزمة السورية

الملك في الكرملين.. وآفاق الحل السياسي للأزمة السورية
الرابط المختصر

عشية عودة الملك عبد الله الثاني قادما من موسكو، كان لكتاب الرأي وأعمدة الصحف اليومية قراءات مختلفة لمجريات هذه الزيارة، واللقاءات التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع زعماء دول المنطقة، والتي كانت الأزمة السورية عنوانها الأبرز.

 

الكاتب فهد الخيطان، سلط الضوء على زيارة الملك الـ13 للعاصمة الروسية موسكو منذ توليه، مشيرا إلى تطور العلاقات الثنائية التي شهدتها كل زيارة، وصولا إلى الشراكة التي "تكتسي طابعا استراتيجيا في المستقبل القريب، خاصة مع اقتراب البلدين من التوقيع على اتفاقية بناء أول محطة كهرونووية في الأردن، بشراكة روسية".

 

كما أن "النسق المتصاعد في العلاقات الثنائية بين حكومتي البلدين، وبين الملك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، ساهم إلى حد كبير في تكوين مواقف مشتركة حيال قضايا المنطقة وأزماتها"، في ظل "تأزم" علاقات موسكو مع عدد من الدول العربية الحليفة للأردن، يقول الخيطان الذي يلفت إلى تأكيد الملك منذ العام الأول على الأزمة السورية والذي جدده في موسكو، حول محورية الدور الروسي لحلها، خلافا لمواقف بعض الدول العربية التي تجاهل هذا الدور.

 

وتناول الكاتب عريب الرنتاوي هذا الدور الروسي بتعبيد الطريق لحل سياسي للأزمة السورية، مشيرا إلى الوفود المتتالية نحو موسكو، الأمر الذي يرجح مصداقية المعلومات حول "تفويض" أمريكي لروسيا للقيام بهذا الدور، حيث تقوم الأخيرة بتطوير علاقاتها مع دول عربية وإقليمية، خليجية بخاصة، غير مسبوقة.

 

 

ورأى الرنتاوي أن هنالك حراكا روسيا نشطا على خط الأزمة السورية، ما أثار قدرا من التفاؤل في الأوساط السياسية والدبلوماسية، حيث تنشط طهران في الحديث عن حل سياسي وقدمت لهذا الغرض مبادرة النقاط الأربع، كما عدلت تركيا من لهجة خطابها حيال سوريا، لافتا في الوقت ذاته إلى عدم احتمال اقتراب هذا الحل.

 

وفي ملف الأزمة السورية، تناول الكاتب محمد أبو رمان بالتحليل، تصريحات السفيرة الأمريكية لدى عمان أليس ويلز، والتي أكدت خلالها أن "الحل المثالي" قصير المدى المناسب للأردن خلال الفترة القادمة، وهو وجود "منطقة آمنة" ذاتياً في جنوب سورية، عبر الجيش الحرّ والمعارضة المعتدلة، من دون الحاجة الملحّة إلى تدخل عسكري مباشر.

 

وأشار أبو رمان إلى اقتراب السفير من صوابية الرأي بوصفها محافظة درعا اليوم بأنّها منطقة "آمنة نسبياً"؛ والتي تسيطر على قسم كبير منها الجبهة الجنوبية "الجيش الحرّ القريب من السياسات الأردنية والسعودية"، والتي تسعى لتحرير درعا البلد بالكامل، عبر تجديد "عاصفة الجنوب".

 

وأضاف الكاتب بأن رهان الأردن على "الجبهة الجنوبية" كبير، موضحا بأن الأردن لعب دوراً كبيرا في القنوات السياسية والأمنية الخلفية، "للجم أي نزاع قد يتطوّر بين الدروز في السويداء والحورانيين، مستثمراً شبكة علاقاته الواسعة بين الطرفين".

 

وخلص أبو رمان إلى القول "يبدو الأردن في وضع جيد في ضوء التطورات الجارية، مقارنةً بالوضع على الحدود الشمالية التركية؛ إذ هناك تهديد أمني حقيقي للأتراك، يتمثّل في وجود كل من حزب العمال الكردستاني و"داعش" في المنطقة الحدودية الممتدة، ما يدفع بالحكومة التركية إلى التدخل العسكري المباشر".