المعشر لراديو البلد: قلق من انتخابات دون توافق وطني.. والمطبوعات "فضيحة"

المعشر لراديو البلد: قلق من انتخابات دون توافق وطني.. والمطبوعات "فضيحة"
الرابط المختصر

- لا يجوز أن تبقى الأجهزة الأمنية تتحكم بالعملية السياسية..

- الحكومة الحالية إقصائية لا تشاركية..

- مسيرة الإصلاح ليست بطيئة بل نعود للوراء..

- التصريحات الأمريكية.. كلام السر غير العلن..

أعرب نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور مروان المعشر عن قلقه من إجراء انتخابات نيابية في ظل عدم وجود توافق وطني على قانون الانتخاب، مشيرا إلى أهمية التوافق الوطني في هذه المرحلة خاصة لما نشهده من اضطرابات في المنطقة، ومحذرا من حالة "تسخين" لا يريد أحد الوصول إليها.

وأشار المعشر في مقابلة مع "راديو البلد" يوم الاثنين، إلى أنه لاحظ خلال زيارته إلى الأردن مؤخرا، أن معارضة قانون الانتخاب لا تقتصر على الحركة الإسلامية وإنما تشمل طيفا واسعا من المجتمع الأردني وبمختلف الاتجاهات، موضحا أن من نصح الملك بأن معارضة قانون الانتخاب تقتصر على الإسلاميين "أسدى نصيحة خاطئة".

وأضاف "لا أفهم الإصرار على إجراء الانتخابات النيابية دون إجراء هذا التوافق"، مؤكدا أن سياسة الإقصاء لن تؤدي إلى إنفراج نحن بأشد الحاجة إليه.

وأكد نائب رئيس مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، ان البلاد تعيش أزمة سياسية واقتصادية خانقة، وان الاختلاف بينها وبين أزمة عام 1989 يتمثل باختلاف طريقة التعامل مع كل منهما، موضحا أن الملك الراحل الحسين بن طلال أدرك ان الأزمة حينها هي أزمة سياسية، مما دفع لإجراء انتخابات أنتجت مجلس نواب حظي بالحد الأدنى من التوافق الوطني.

"أما الآن فالوضع مغاير، وكأننا نقول للناس لا نريد مشاركتكم في الانتخابات"، بحسب المعشر.

مسيرة الإصلاح ليست بطيئة.. بل نعود للوراء:

 وأكد المعشر أن عملية الإصلاح لم تعد بطيئة فقط، وإنما هناك حالة من التردد والعودة إلى الوراء، مشيرا إلى أن قانون الانتخاب الحالي يماثل القانون السابق بالعودة إلى الصوت الواحد، مما سينتج مجلس نواب مماثل للمجالس السابقى، خاصة مع عدم وجود معارضة فيه.

ومع ابتعاده عن الحديث عن شخصية رئيس الوزراء فايز الطراونة وفريقه الوزاري، إلا أنه تساءل إن كانت الدولة أدركت أهمية إدارة الأمور بطريقة مختلفة عن السابق، وأن تقاسم السلطة أصبح واجبا، وأن يكون دور البرلمان التشريعي والرقابي قويا وفاعلا.

وأشار الوزير الأسبق إلى أننا شهدنا تعاقب أربعة رؤساء للحكومة، اختلف تعاملهم مع ملف الإصلاح، "فنحن بحاجة إلى سياسة دولة ثابتة وواضحة، لا ربط الإصلاح بالأشخاص"، مؤكدا أن هذا التغيير من مسؤولية الدولة.

"ومن هنا جاءت الدعوة لميثاق وطني يلبي الحدود الدنيا لكافة مطالب المواطنين"، يضيف المعشر الذي أكد إدراكه لفشل التجارب السابقة كـ"الأجندة الوطنية"، إلا أن المسؤولية تقع على الجميع بإدراك الحاجة لسياسة مغايرة.

"فلا يجوز أن تبقى الأجهزة الأمنية تتحكم بالعملية السياسية كما هو الآن"، على حد تعبيره، مشيرا إلى أداء مجلس النواب خلال الأسبوع الماضي "وكأن هنالك أموامر وإشارات لهم".

وأضاف "لذلك نحتاج لميثاق وطني واضح يمثل عقدا اجتماعيا جديدا بين الحاكم والمحكوم، يكون تبادل السلطة واضحا، فإن كان هنالك احتكار للسلطة من الحكومة أو المعارضة، فلن يؤدي ذلك إلى مستقبل زاهر.

قانون المطبوعات "فضيحة":

وفي تعليقه على أداء حكومة الطراونة، أكد على اختلافه مع سياساتها، بعيدا عن الأشخاص، مستدلا على ذلك بقانون المطبوعات والنشر الأذي أقر مؤخرا، والذي وصفه بـ"الفضيحة".

"فنحن في القرن الواحد والعشرين ولا نزال نتحدث عن رقابة على المواقع الالكترونية"، الأمر الذي لا تستطيع أية حكومة تطبيقه مع التقدم التكنولوجي الهائل.

كما اعتبر أن سياسة الحكومة إقصائية لا تشاركية، إضافة إلى اختلافه مع السياسة الاقتصادية التي أكد أنها يجب ان تكون بعيدة المدى لحل أزمة المديونية والانتهاء من الاعتماد على المساعدات الخارجية.

"فلا يجوز أن نبقى بانتظار منحة سعودية او غير سعودية إذا ما كان هنالك وضع صعب"، بالمقابل نجد أن حجم الإنفاق يتضاعف دون أدنى رقابة.

التصريحات الأمريكية.. كلام السر غير العلن:

أكد الوزير الأسبق في حديثه عن التصريحات الأمريكية حول عملية الإصلاح في الأردن، على ضرورة الابتعاد عن الساحة الأمريكية إن كانت إيجابية أو سلبية، "فتأييد أو معارضة الانتخابات مثلا يأتي لدوافع عدّة غالبا لا تكون داخلية".

وأضاف أن الإصلاح أصبح واجبا داخليا بغض النظر عما يقوله الأمريكان، "فأنا شهدت كثيرا مما يقولونه ووجدت أنه غالبا ما يكون ما يقولونه في العلن غير ما هو في السر".

تحصين الساحة الداخلية في  ظل الاضطرابات الإقليمية:

وحول الأزمة السورية ومدى تأثيرها على العملية الإصلاحية في الأردن، أشار المعشر أنه قد يكون هنالك أثر، "فهناك وجهة نظر أمنية تقول بأن الأوضاع في سورية لا تسمح بإجراء انتخابات نيابية، كما حصل سابقا أثناء الأزمة العراقية".

"ولكن، إذا كانت سورية تشهد اضطرابات، فأفضل ما نصنعه هو تحصين الساحة الداخلية، وأن أسوأ ما يمكن فعله هو إجراء انتخابات في ظل ساحة داخلية غير محصنة"، بحسب المعشر.

أضف تعليقك