المشاريع المنزلية بين التحدي والابداع

الرابط المختصر

المشاريع المنزلية تكسر قيود العمل التقليدي وتفتح افاقا جديدة للريادة خاصة في ظل التحديات الاقتصادية، فبرزت كأحد الحلول الفعالة لتوفير مصادر دخل بديلة، وتعزيز دور الأفراد وخاصة النساء في دعم الاقتصاد المحلي، فمن داخل المطابخ والغرف الصغيرة، تنطلق أفكار مبتكرة تتحول إلى منتجات وخدمات تنافس في السوق، دون الحاجة إلى رأس مال كبير أو بنية تحتية معقدة

أكد المختص بالاقتصاد السياسي زيان زوانه ان بنية التشغيل في الاقتصاد الأردني تستند الى قاعدتين، الاولى، القطاع العام والذي توقف عن الاستيعاب ومعاناته من البطالة المقنعة مرتفعة الكلفة، والثانية القطاع الخاص وأهم مكوناته المشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم التي نمت عددا وأثرا في النشاط الاقتصادي، وما زالت بحيث أصبحت تحتل جانبا أساسيا في النشاط الاقتصادي والاجتماعي وسوق العمل

واكد انه ليس بالضرورة أن تكون البطالة وحدها دافعا للتفكير بالمشاريع المنزلية الصغيرة والمتوسطة، وإن كانت أحد الاسباب المؤثرة، لكن تطور الحاجات الاقتصادية والاجتماعية أحد الاسباب وتفاعلاتها مع مستجداتها، فمثلا تطور نشاط " الدليفري " مع حالة الكورونا، وتتابع تطوره مع تلمس إيجابياته، كذلك، نشاط "التوظيف الذاتي " الذي تطور مع تطور التكنولوجيا والانترنت وهكذا، وتبقى قلة فرص العمل دافعا قويا للبحث عن مورد رزق يقتات الاردني منه

وأشار زوانه الى ان هذه المشاريع تعد كأي نشاط اقتصادي واجتماعي لا يخلو من الايجابيات، مثل تقليل الكلف وإيجاد دخل، كما هي السلبيات مثل إمكانية التعثر والفشل وضياع المال والجهد

ونوه ان المشاريع المنزلية الصغيرة ليس بالضرورة ان تكون تجارية فقط، بل هي اقتصادية تشمل القطاعات كافة والرقابة عليها تتطور مع تطورها، فمثلا طورت أمانة عمان ترخيص العمل المنزلي، بعد أن اتسع هذا النشاط، لكن يلاحظ ضرورة أن تبقى النظم الرقابية محفزة لهذه الانشطة بعيدة عن البيروقراطية وكلفها المرتفعة

وعزز حديثه عن نشاط البنوك التمويلي وان هذا جزء من مسؤولية البنوك الاجتماعية، وهنا يطول الحديث، حيث طالب بتوحيد وتنظيم وتوجيه جهود البنوك وغيرها من الشركات الاردنية عند ممارستها لمسؤولياتها الاجتماعية ليكون لها دورا فعليا مؤثرا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بدل الجهود المبعثرة كما هو الحال الان

واكد انه من الضروري أن تقوم وزارة العمل بتأسيس بنية معلوماتية عن تفاصيل هذا النشاط لتكون السياسات مبنية على واقع معلوم يستند لقاعدة بيانات تتابع تطوره، لتكون السياسات مؤثره 

كذلك يلاحظ زوانه ظاهرة أداء العمل من المقاهي ومثيلاتها حيث نشهد شبانا وشابات مستغرقون في عملهم على كمبيوتراتهم في المقاهي المكيفة والموفرة للنت الممتاز ، بأقل الكلف وبالاستفادة مما توفره هذا المقاهي من خدمات مريحه لقاء تكاليف لا تتعدى ثمن فنجان قهوة أو شاي مع سندويشه خفيفه

تقول سهيلا السالم، صاحبة مطبخ إنتاجي وأم ريادية، إنها بدأت مشروعها من مطبخها المنزلي بصناعة الشطة والزعتر البلدي. وتوضح:

"كنت أعمل كل شي بإيدي: أطحن، أحمّص، أنشف، وأجهز."

ومع الوقت، بدأت الطلبات تأتي من الأقارب والمعارف، خاصة في العزائم والمناسبات، وهو ما شكل بداية التوسع الحقيقي للمشروع

وترى أن تشجيع العائلة، وخصوصًا دعم بناتها، كان الشرارة الأولى لانطلاقة أوسع وأقوى، حيث كان للدعم المعنوي دور كبير في تعزيز ثقتها بنفسها ومواصلة العمل

وأكدت أن ما يميز مشروعها ليس فقط المنتج بحد ذاته، بل طريقة التقديم، وتنوع النكهات، والعمل بإحساس عالٍ كأنها تطهو لنفسها ولأحبّ الناس إليها. واختصرت ذلك بقولها: 

الضمير هو سر النجاح

أما فيما يتعلق بالتغليف والتوصيل، فأكدت أنها تولي هذا الجانب اهتمامًا كبيرًا، معتبرة أن تجربة العميل لا تكتمل دون تفاصيل دقيقة ومدروسة

وتؤكد سهيلا أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في نجاح وانتشار المشاريع الصغيرة، مشيرة إلى أن المنصات الرقمية أصبحت عنصرًا أساسيًا في التسويق

واختتمت حديثها بنصيحة لأصحاب المشاريع، ولمن يفكرون في بدء مشروعهم الخاص، مشددة على المصداقية، ووضع خطة واضحة، والسعي المستمر للتطور، حيث انهم من أهم العوامل التي تضمن استمرارية أي مشروع وتحقيق النجاح على المدى البعيد

وفي السياق تقول سماء العزاوي صاحبة مشروع تطريز طارات انها بدأت رحلتها من شغف عفوي تحول الى مشروع متكامل كما ان فكرة التطريز لم تكن ضمن خططها وان القصة بدأت من فيديو استوحت منه الالهام لبدء المشروع، كما انها بدأت بخطوات بسيطة دون أدوات او خبرة كافية لكن شغفها وحبها للتعلم دفعها للاستمرار 

اما عن الإعلانات فقد شددت العزاوي على أن توقيت الإعلان هو العنصر الأهم، مشيرة إلى أن اختيار التوقيت المناسب مثل فترة ما قبل إعلان نتائج التوجيهي أو خلال مواسم المناسبات يمكن أن يشكل فارقًا كبيرًا في حجم الإقبال، إذ يكون الناس في تلك الفترات أكثر بحثًا عن الهدايا والقطع المميزة

وعند سؤالها عن التحديات قالت إن الصورة التي تظهر على الصفحات ليست دائمًا تعكس الواقع الكامل، فغالبًا ما تُخفي خلفها الكثير من العمل والتخطيط والجهد المتواصل. وأضافت أن هذه المشاريع المنزلية ليست مجرد منتجات تُعرض، بل هي نتاج ساعات طويلة من التنظيم، والإعداد، والسعي لتحقيق التميز رغم الصعوبات

صورة من المشروع

من جهة اخرى تقول ايمان العبد الله صاحبة مشروع متخصص في صناعة الشموع العطرية، إن فكرة المشروع بدأت بعد تخرجها من الجامعة، حيث حصلت على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال. وبدأت حينها بالتفكير في مشروع يتميز بندرته في السوق، ويتناسب مع شخصيتها الهادئة وحبها للأجواء الدافئة، فوجدت في الشموع العطرية الخيار الأمثل

وعن التحديات التي واجهتها، أشارت إلى صعوبة الحصول على المواد الأولية، مما اضطرها إلى التواصل مع موردين من الخارج لتوفير المستلزمات الخاصة بإنتاج الشموع

وقالت ان ما يميز منتجاتها، أنها مصنوعة من شمع الصويا وشمع النحل الطبيعي، ما يجعلها خياراً صحياً وآمناً، مقارنةً بالشموع التجارية المصنوعة من شمع البارافين، والذي قد يسبب مشاكل تنفسية وأضراراً صحية

وفيما يتعلق بالتسويق، ترى العبد الله أن هذا الجانب يُعد من أصعب التحديات، نظراً لتغيراته المستمرة وضرورة مواكبة التوجهات الحديثة في السوق. وتؤكد أن بناء علاقة ثقة مع الزبائن وتحويلهم إلى أصدقاء هو أحد أسرار النجاح.

صور من المشاريع التي تم التواصل معهم: