لم تستطع خطوط الحدود التي رسمها الاستعمار الغربي، قطع أواصر القرابة والعمومة بين العشائر السورية والأردنية، خاصة في المناطق المحاذية للحدود بين البلدين، بما أسهم من التخفيف من أعباء اللجوء بالعلاقات الأخوية.
فبعد احتدام المعارك في سورية، لجأ أبناء العشائر في الجنوب السوري إلى مناطق امتدادهم في شمال الأردن، ليحلوا ضيوفا لا لاجئين عند أبناء عمومتهم.
عضو مجلس العشائر السورية في الأردن، شيخ عشيرة الحربات في سوريا يوسف السمير، يؤكد على اللحمة والترابط بين العشائر في البلدين منذ القدم، فالأخوة والعادات والتقاليد وصلة الدم هي التي تجمعهم وتوحدهم، وهي أقوى من حدود “سايكس بيكو”، على حد تعبيره.
ويشير السمير إلى دور العشائر الأردنية في تقديمهم يد العون واستقبال أبناء عمومتهم من السوريين في المجتمعات المضيفة، إضافة إلى مشاركتهم في لجان المساعدة وحل المشاكل في مخيمات اللجوء.
ويستذكر شيخ عشائر السلمان في الأردن عامر السلمان، قدم الرابط العشائري بين سورية والأردن، وتبادل الزيارات والدعوات في الأفراح والأتراح قبل بداية الأزمة في بلاده.
“وبعد الحرب في سورية استقبلنا أبناء عمومتنا السوريين من سكان مناطق الجنوب وأرياف درعا من أبناء العشيرة وحتى من العشائر الأخرى، وقمنا بفتح بيوتنا لهم علنا نخفف مصابهم وما تعرضوا له من تهجير”، يقول السلمان.
ويروي الشيخ يوسف الناصر حكاية رحيل أجداده من مناطق جرش والمفرق إلى محافظة درعا واستقراهم في سهل حوران، إلا أن قصف مدينتهم اضطرهم إلى اللجوء للأردن، “وكأن النهر قد حنّ إلى منبعه”، حيث قام أولاد عمومته من عشائر الناصر في الأردن بالتواصل مع الأجهزة الأمنية وكفالة كل من يريد الخروج منهم من مخيم الزعتري، إضافة إلى تقديمهم الأرض ومساعدتهم على البناء والإقامة بجوارهم.
الباحث الاجتماعي الدكتور محمد الحباشنة، يؤكد أن سورية والأردن يعدان وطنا واحدا يحمل ذات البيئة والدم والعرق، وخاصة في منطقة حوران التي تربط أبناءها وشائج القرابة واللحمة، التي تحد من الشعور بالغربة والوحدة.
وتعد عشائر الزعبي، والسمير والحريري والناصر والشرع والزريقات والرواشدة وبني خالد والسلمان والعتوم والزطايمة والقادري والظاهر، من أكبر قبائل شمال الأردن الممتدة إلى سهل حوران السوري.