الفقر.. الهمّ الأكبر لغالبية اللاجئين السوريين في الأردن‎

الفقر.. الهمّ الأكبر لغالبية اللاجئين السوريين في الأردن‎
الرابط المختصر

ذكر تقرير مشترك أصدرته مجموعة البنك الدولي والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن ما يقرب من تسعة من بين كل عشرة لاجئين سوريين، مسجلين يعيشون في الأردن إما فقراء أو من المتوقع أن يكونوا فقراء في المستقبل القريب، استنادا إلى مستوى المساعدة من المفوضية العليا للأمم لشؤون اللاجئين.

 

وأشارت نتائج تقرير الفقر في الأردن الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، إلى أن قيمة خط الفقر المطلق “الغذاء وغير الغذاء”، بلغت 813.7 ديناراً للفرد سنوياً، كما وبلغ خط الفقر المدقع (الغذاء) 336 ديناراً للفرد سنوياً.

 

مريم الخطيب لاجئة سورية في الأردن، تعزو تدني مستوى معيشتها إلى حد الفقر، لصعوبة الحصول على فرصة عمل، فتصريح العمل مكلف ومرتبط برب العمل، مما يعطيه القدرة على استغلال حاجة اللاجئين، مما ينعكس انخفاضاً على أجر اللاجئ السوري، وانتشار البطالة التي تشمل غالبية اللاجئين من الرجال.

 

إلا أن الخطيب ترى أن مستوى معيشتها يبقى أفضل بكثير من مستوى معيشة اللاجئين في المخيمات، فمساعدات المنظمات متقطعة وشحيحة، وهي تتدبر أمورها بالقيام بأعمال تنظيف المنازل والأعمال اليدوية الأخرى مقابل أجر، رغم عدم استدامة هذا النوع من العمل.

 

ليست صعوبات الحصول على العمل العائق الأكبر أمام اللاجئ السوري محمود المصري، فهو مريض قلب وبحاجة للعلاج، ولا يقوى على العمل بتاتاً نظرا لوضعه الصحي السيء.

 

يعيش المصري وعائلته على المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية حتى الآن، إلا أنه يضطر بين الفينة والأخرى للجوء إلى بيع شيء من جنى عمر العائلة من ذهب في يد زوجته؛ حال انقطاع المعونات وحاجتهم الماسة للمال.

 

في دراسة أجرتها منظمة “كير” العالمية، عن أوضاع اللاجئين الاقتصادية وشملت 1300 عائلة سورية في الأردن، تبين أن أكثر ما يثقل كاهل الأسرة المادي، هو ارتفاع أجور السكن، حسب ما صرح الناطق الإعلامي في المنظمة “لسوريون بيننا” محمود شبيب.

 

وأضاف شبيب أن صعوبة الحصول على تصريح العمل، والتذبذب المستمر في المساعدات الدولية المقدمة، تنعكس سلباً على دخل الأسرة اللاجئة، إضافة إلى عدم وجود رجل قادر على العمل لدى 30% من الأسر اللاجئة والتي تقودها امرأه.

 

وتأتي الإعاقة الجسدية والأمراض المزمنة في قائمة أسباب تدني دخل الأسر اللاجئة السورية حسب شبيب، مؤكداً أن عدداً كبيراً من الذكور في هذه الأسر، قرروا السفر عبر البحر إلى دولة ثالثة، مما زاد من المعاناة المعيشية لعدد كبير من العائلات اللاجئة في الأردن.

 

فيما يشكك المحلل الاقتصادي جواد العناني، بنسبة الفقر بين اللاجئين السوريين في الأردن ، والتي ذكرها تقرير البنك الدولي، رغم  تأكيده بأن غالبية اللاجئين السوريين في الأردن فقراء.

 

وأوضح العناني أن مثل هذه تقارير تحتاج لمسوحات دقيقة، تركز على أوضاع الشرائح المدروسة اقتصادياً قبل لجوئهم إلى الأردن، إضافة إلى الحاجة لدمج مصادر دلالية مختلفة للمعلومات في هذه الدراسة، غير المعلومات التي يعطيها اللاجئ عن نفسه.

 

ويشير إلى أن غالبية اللاجئين “وكطبيعة بشرية” يميلون إلى إظهار الفقر أثناء الاستبيانات، طمعاً في الحصول على مساعدات عينية أو مادية من المنظمات الدولية، مشدداً على أن ذلك لا ينفي عنهم تدني مستوى الدخل والمعيشة.

 

قال: أحدهم يوماً، لو كان الفقر رجلاً لقتلته، ومع تفاقم أزمة اللجوء وعدد الفقراء في العالم يوماً بعد يوم، يحظى الأخير بأعداء أكثر يرغبون في مقتله.