الفايز : الشلن كان يحكي زمان !
حدد رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز صفات أساسية في السياسي الناجح على رأسها الأيمان بالعمل الميداني، وعدم الاعتماد على التقارير الجاهزة التي تصل الى المكتب.
الفايز تحدث عن أهمية وصول رسالة السياسي ببساطة الى الناس وأن يخاطبهم بلغتهم وطريقتهم، يعترف أن مشاكل الفقر أكثر ما يتعب ضمير المسؤول، فمواجهة الفقر أمر صعب، مؤكدا ضرورة الحد منه بشتى الطرق.
جاءت تصريحات الفايز في سياق مقابلة ضمن برنامج "برا الجو" الذي بثت على راديو البلد، ما قاله رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب الأسبق جاء ردا على سؤال "من ماذا تخاف"، الأمر الذي دفعه للعودة للحديث عن السياسية وصفات المسؤول الناجح قائلا "أخاف على الوطن، وأتمنى الوصول الى حلول تخرجنا من عنق الزجاجة في ظل المشاكل التي يواجهها الأردن سياسيا واقتصاديا".
ويشدد الفايز على تدرجه الوظيفي في تسلم مناصب مختلفة " انا ما نزلت بالبارشوت على المنصب"، وحدّ تسلمه لعدة مناصب من حريته الاجتماعية والشخصية، مستشهدا أن نقدا طاله حينما التقطت له صورة وهو يرتدي "طاقية" ونظارة شمسية ويمشي صباحا أمام منزله وهي عادة يومية له وجاءت التعليقات ضمن سياق " الفايز يمشي متخفيا"، معلقا "ان تكون مسؤولاً يعني أن يحد من حريتك حتى في طريقة اللباس، فمثلا هناك من يمشي وهو يرتدي شورت .. انا لا استطيع ذلك".
"الشلن كان يحكي زمان" اشارة للبساطة التي عاشها الفايز في طفولته التي قضاها مرافقا لجده في قرية "أم العمد" لا سيما في أوقات الحصيد، وأيضا يتحدث عن انعدام الفوارق الاجتماعية بين الناس في ستينيات القرن الماضي وان كانت الحالة المادية لبعضهم أفضل من غيرهم، فاللعب التي يمارسها الأطفال في "الحارة" واحدة من "جلول" الى "السيارات سلوك" ، وأثناء عمل الفايز دبوماسيا في وزارة الخارجية اقترض من أجل مشروع زراعي كان ينوي أن ينجح لتحسين دخله، الا أن قرضه الأول افضى الى مشروع خاسر.
"التوجيه، الحزم، الديمقراطية" أسس يتبعها "أبو غيث" -كما يفضل أن ينادى- في التعامل مع أبنائه قائلا " أنا ديمقراطي في طبعي حتى في السلطة ، خلال فترة رئاسة الحكومة كنت ديمقراطيا مع الوزراء واثناء فترة تسلمي منصب رئاسة مجلس النواب كنت ديمقراطيا مع النواب,,, أنا لست سلطويا ".
الفايز الذي صرح مؤخرا لصحيفة الرأي "لدي قناعة تامة بأن الاصلاح لا يتحقق مرة واحده بل لا بد له من ان يمر في مراحله المتدرجة وبخطى ثابتة مدروسة لينضج ويأتي ثماره المرجوة، فالإصلاح له جوانب عديدة ترتبط به ارتباطا مباشرا منها ما له علاقة بالثقافة الديمقراطية لمجتمعنا ومنها ما هو مرتبط بخصوصية الدولة الاردنية التي تختلف عن أي دولة" ، يعيش بعيدا عن صخب الحياة السياسية قضاء وقت فراغه بين أهله ومناسبات اجتماعية.