العيد بين سطور كتاب الرأي

العيد بين سطور كتاب الرأي
الرابط المختصر

كان لحلول عيد الفطر ووداع شهر رمضان مساحة ولو ضيقة بين سطور كتاب الرأي والمقالات في الصحف اليومية خاصة مع احتجابها بمناسبة عطلة العيد.

فالكاتب الساخر يوسف غيشان يعبر عن سأمه بتكرار جواب "الكبار" لدى سؤالهم عن الفارق ما بين العيد أيام زمان والعيد في أيامنا، بترحمهم على تلك الأيام وما كان فيه من "محبة تعم الجميع، حيث التكافل الأسري، حيث يحترم الصغار الكبار وينصاعون لأوامرهم ويخدمونهم بكل رضى وتقدير و و و و و و".

ويخلص غيشان إلى اعتقاده بأن "العيد هو ذات العيد وفرحته هي ذات الفرحة والناس ازدادوا اخلاقا وتدينا ولم يزدادوا كفرا وانحلالا ، وأن التغيرات في الشكل هي تغيرات طبيعية اقتضتها التطورات الحضارية".

ويستحضر الكاتب الدكتور محمد العمايرة المتنبي ووصفه لحالة الألم التي كان يعانيها من خلال بيت الشعر الذي طالما تكرر في كل عيد "عيد بأية حال عدت يا عيد..بما مضى أم لأمر فيك تجديد"، ليجيب العمايرة نفسه بنفسه "ليس هناك من جديد.. إلا مشكلات تتراكم ولا حلول.. ومصائر الناس كالمنايا « خبط عشواء من تصب تمته، ومن تخطئ يعمر فيهرم "..

فيما يستذكر الكاتب علاء أبو زينة المثل الشعبي القائل "كل يوم على السعيد عيد"، ورغم تأكيده على أن من الكياسة عدم تنغيص العيد بالتأملات السوداوية، إلا أنه يشدد في الوقت ذاته على أن الاكتفاء بالتعبيرات المتفائلة التي سيجهد المرء في ابتكارها، سيكون ضرباً من الكتمان في أحسن الأحوال، والنفاق والازدواجية في أسوئها.

فـ"لو تكلّف المرء ولا بدّ أن يتكلف- عناء النظر في محيطه القريب والبعيد، لوجد أن اجتراح أسباب للعيد من هذا الاضطراب المفزع هو ما تعوزه الكياسة. ثمّة المعارك الحقيقة التي لا يقف فيها الرصاص على بوابة العيد، ويواصل بعناد رحلته إلى أجساد الضحايا. وثمة الترقُّب الحذر العاطل من اليقين، في مصر، وتونس، والعراق، وفلسطين، وكل حيّ من أحياء هذه المنطقة المتعبة"..

"وهنا في بلدنا، حيث نعيش على وقع الاعتصامات والغضب والعنف والتوتر، كانت أكبر مأثرة للعيد هي تأجيل رفع أسعار الكهرباء بضعة أيام فقط، حتى لا تتسمّم أبدان الناس في هذه الأيام المباركة، ويتأجل الضيق قليلاً وكأنّه ليس لدينا ما يُقلق إلا هذا".

كما أن الكاتب حلمي الأسمر لا يشعر بأي بهجة لا في هذا العيد، ولا في أي عيد مضى، ليس لأنه من أعداء الفرح، بل لأنه يشعر أن العيد هو طقس عبادي محض، يفرح المرء له وفيه حين يشعر بأن كرامته موفورة، وكرامته مصانة.

إلا أن الأسمر يستغل المناسبة لمعايدة شخصيات كالرئيس المصري "الشرعي" محمد مرسي، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ولمتظاهري ميداني رابعة العدوية والنهضة المؤيدين لشرعية مرسي الرافضين لـ"الانقلاب".

من جانبه، يرى الكاتب حسين الرواشدة بأن الفرح في أيام العيد بعد رحلة الصيام يمثل "عبادة"، مشيرا إلى أن "معنى العيد ليس في ساعات اليوم المحددة بمواقيت العطلة الرسمية وإنما في المعنى الذي تختار انت لهذا اليوم، فليكن معنى العبادة حاضرا امامك، وليكن فرح “العبادة” باعثا لحركتك، ولتكن فكرة “السعادة” هي دافعك نحو نفسك والآخرين".

أما الكاتب عمر كلاب فيشير في مقاله عن العيد إلى الانتقال التلفزيوني من الدراما الرمضانية إلى كوميديا العيد، تلك المفارقة التي يعقد مشابهة بينها وبين ثنائية التخطيط والتنمية في الواقع السياسي والحياتي.

ويضيف كلاب "نترك الدراما ونتحرك نحو كوميديا العيد المكرورة مثل بيت الشعر الذي كتبه المتنبي وذاب وانهرى من كثرة الاستخدام، ومن يرصد عناوين المقالات سيجد عددا مهولا منها يحمل مطلع قصيدة المتنبي “عيد بأي حال عدت يا عيد".

ويخلص إلى أن "دراما رمضان ودعتنا مثل شهرها الراحل، وكوميديا العيد نتمنى الا تكون سوداء، فنحن بحاجة الى الفرح بعد ايام صعبة وانتظار ايام اصعب".

أضف تعليقك