العمال في الأول من أيار.. وخفوت الاحتفال

العمال في الأول من أيار.. وخفوت الاحتفال
الرابط المختصر

يصادف يوم الاثنين، عيد العمال العالمي، والذي قررت الحكومة تقديم عطلته الرسمية يوما واحدا لتكون مواصلة لعطلة نهاية الأسبوعية، وهو ما جدد الكتابة "الموسمية" في مثل هذه المناسبات السنوية.

 

الكاتب جميل النمري، يلفت إلى غياب النكهة القديمة للأول من أيار، حيث اختفت الاحتفالات والمسيرات الكبرى في العواصم يرفرف فوقها بحر من الرايات الحمراء ويصحبها هدير الأناشيد الثورية، ولم يبق سوى المكسب القديم بعطلة رسمية واحتفالات ضيقة باهتة وخطابات باردة.

 

ويستعرض النمري تاريخ هذه المناسبة، إذ تقرر عيد العمال رسميا في مؤتمر الاشتراكية الدولية في العام 1904 في امستردام، وكان يتم الاحتفال بهذا اليوم إحياء لذكرى عمال شيكاغو الذين هاجمتهم الشرطة بعد سلسلة إضرابات ومظاهرات فقتلت أعدادا، وفوق ذلك اعتقلت ثم أعدمت عددا آخر بتهمة المسؤولية عن القتل.

 

"لكن رواد الفكر الاشتراكي ونظرية الطبقة العاملة لم يتنبأوا بقدوم العالم الرقمي. هم عاصروا المكننة وتطور الآلات في العصر الصناعي وقالوا للعمال الذين أخذوا في بعض الأماكن يحطمون أو يخربون الآلات، إن هذا تطور لا يمكن إيقافه ويجب التعامل معه".

 

إلا أن قضية العدالة الاجتماعية، بحسب النمري، لن تتراجع بل ستستمر، لكن ليس سندا لنظرية حق الكادحين في حصة أكبر من الثروة التي صنعوها بل سندا لمبدأ إنساني وأخلاقي هو حق الجميع في حياة كريمة وحق كل العاملين في ثروة المجتمع والرفاه، وهو ما يقوم عليه برنامج الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية اليوم".

 

ويعرب الكاتب عمر كلاب، عن ملله من كثرة القول والتمني بأن يكون العيد القادم أجمل، لكنه يأتي أكثر سوءا وأقل بركة وأكثر بطالة.

 

ويضيف كلاب "للمرة الأولى كنت أتمنى إلغاء العطلة الرسمية في ما يسمى يوم العمال أو عيدهم، فنحن بحاجة إلى نصف ساعة عمل من أجل محاربة البطالة وجذب الاستثمار، لكن المرفهين والقادرين على التثاؤب ومدّ الارجل في مياه البحر، مارسوا غيّهم بالعطلة التي تستفز غالبية القطاعات التي لا تعرف يوم راحة حتى الجمعة".

 

ويوضح الكاتب بأن عطلة يوم العمال هي ترف فائض عن حاجة مجتمعنا الأردني لانه ببساطة لا يمارس العطلة ولا يتذوق طعمها، فهو يوم للموظفين كي يتثاءبوا كثيرا ويمارسوا طقس الكسل بكل تفاصيله المملة.

 

وإلى أن يحين اليوم الذي نحتفل فيه بتشغيل آلاف الشباب، نعود إلى ترف التثاؤب والإجازة، فنحن ما زلنا نحتفل بدخول آلاف الأسر العفيفة إلى مظلة صندوق المعونة الوطنية، وهذا وحده يكفي لأن نتراجع عن العطلة.

 

أما الكاتب جهاد المنسي، فيرى أن عيد العمال هو يوم تخصصه أغلب دول العالم لإظهار قيم العمل والإنتاج، وتكريم العمال باعتبارهم الجيش الثاني الموكل له مهمة البناء والإعمار، وركنا أساسا للتطور.

 

ويشير المنسي إلى أن الدولة بكل أركانها باتت لا تعنى كثيرا بهذا اليوم، حتى أن الاحتفال الذي كان يقام خصيصا لتكريم العمال في يومهم بات بلا لون ولا طعم، ويغيب عنه المعنيون.

 

فـ"العمال في هذا الوطن لا يريدون سماع عبارات المديح والثناء، وبناء قصور من الكلمات في الهواء، وإنما يريدون قوانين تعنى بهم، تؤمن لهم قوتهم، وترفع مستوى معيشتهم، كما يريدون حياة كريمة، يتوفر فيها تأمين صحي ومعيشي مناسبان، وشعور بان مستقبلهم ومستقبل عوائلهم ليس في مهب الريح"، يقول النمري.