كسابقاتها لم تخرج الانتخابات البلدية المقررة في 28 آب الجاري من تحت عباءة العشيرة التي تواصل هيمنتها على المشاركة السياسية.
يختار المرشحون الدوائر التي يرغبون بخوض الانتخابات فيها وفقاً للعمق العشائري لهم في تلك المناطق، وجولة بين يافطات الدعاية الانتخابية بشوارع العاصمة تبين أن أبناء العشيرة الواحدة هم من يتنافسون على مقاعد المجالس المحلية بالمناطق التي ينتشرون بها.
الشيخ العشائري نواف العيطان اعتبر سيطرة العشائرية على الإنتخابات بالمجمل أمر ايجابي يساهم برفع نسبة المشاركة ويبقيها أكثر هدوئاً من دون مشاركة أطراف اخرى كالأحزاب.
ويرجع العيطان سبب تمسك المجتمع الاردني بتكوينه الأساسي منذ بداية نشأة الدولة لمحافظة العشيرة على قوتها وحوزتها لمناصب مهمة بالدولة.
ويتلمّس العيطان ضعفاً بالأداء العشائري في بعض مناطق العاصمة، مرجحاً أن تقوم العشائر بمحاولات قادمة لإعادة إثبات الوجود بطرق واعية وبتحسين الاداء.
يضع العيطان ثقته بأبناء العشائر بإدارة مجالس البلديات، معتمداً على التغير الذي نشأ بارتفاع نسبة المتعلمين والمثقفين بأبناء العشائر.
وتعاني بعض العشائر من تجاذبات ونزاعات داخلية بسبب تعدد المرشحين فيها ييحسمها نهاية صاحب السطوة والامتداد الأكبر مالياً وشعبياً.
من جهته أبدى وزير الثقافة ووزير التنمية السياسية السابق صبري اربيحات تخوّفه من استمرار ما اعتبره "غياب للدولة المدنية" وانعكاسه على أداء المجالس المحلية.
ويرى اربيحات أن مفهوم المجالس المحلية بمعناها الحقيقي غائب عن الناخب والمرشح وحتّى السلطات، فهي ليست انتخابات لمخاتير أو وجاهات انما لمجالس قادرة على الانجاز والتطوير في بنية المدن.
غياب البرامج الواضحة والريادية عن الدعاية الانتخابية والمحافظة على الشكل التقليدي بصورة المرشح واسمه بإشارة واضحة لعشيرته يثبت صحة ما جاء به الربيحات الذي حمّل الحكومة مسؤولية استمرار هذا النهج.
مفهوم المواطنة والحقوق غائب وفقاً للربيحات، والمقياس بالاختيار من بين المرشحين ليس كفائة الشخص انما ارتباطه بالعشيرة، مما يوحي بأن المرشحين يتنافسون على مناصب وجاهية ولا يولون لخدمة منطقهم أهمية.
ويدعو الربيحات الحكومة لترتيب الأولويات بخلق الإدراك والوعي المجتمعي بدلاً من الإعلان عن جاهزية الدولة لإجراء انتخابات على أسس بعيدة عن المدنيّة.
هذا وسبقت الانتخابات البلدية في بعض المناطق انتخابات عشائرية داخليه فرزت فيها العشائر مرشحيها للانتخابات، كما سيطرت العشائرية على نتائج انتخابات مجلس النواب التي جرت بداية العام الجاري.