العربية... بين واقع ناطقيها ودخائل اللغات الأخرى

العربية... بين واقع ناطقيها ودخائل اللغات الأخرى
الرابط المختصر

اختارت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو عنوان "الحرف العربي" لاحتفالية اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف اليوم الخميس الموافق 18 كانون أول.

ومع الإعلان عن الفعالية ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات تحتفي باللغة، كان أبرزها صفحة  “اليوم العالمي للغة العربية”، حيث نشرت الصفحة آراء لكتاب ومفكرين ومستشرقين أشادوا بالعربية ومزاياها.

وحوت  بعض مشاركات الصفحة رأياً للمستشرق الألماني فرنباغ، إذ يقول” ليست لغة العرب أغنى لغات العالم فحسب، بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا يكاد يأتي عليهم العدّ، وإن اختلافنا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق أقام بيننا نحن الغرباء عن العربية وبين ما ألّفوه حجاباً لا يتبيّن ما وراءه إلاّ بصعوبة".

غير أن هناك ما يخالف رأي فرنباغ هذا فيما يخص اللغة والحجاب الذي يخفي ما وراءه بسبب الاختلاف، إذ أن الكثير من الناطقين بهذه اللغة هم أيضاً يجهلون الكثير منها. فعلى المستوى الاكاديمي، يؤكد رئيس قسم اللغة العربية في جامعة فيلادلفيا الدكتور يوسف ربابعة، أن نسبة الطلاب الذي يتجاوزون امتحان المستوى للغة العربية لا يصل إلى نصف المتقدمين له.

ويشير ربابعة أن المشكلة الأساسية في عدم إتقان الطلاب على المقاعد الجامعية للغة العربية، يرجع إلى أن الإنسان يهتم بما يحتاجه، لا بما لا يحتاجه، واللغة المُدرسة في المناهج تختلف عن اللغة المستخدمة في الواقع، وهذا يولد الفجوة الأولى، برأيه.

من جهة أخرى تخضع المعاملات الرسمية والأنظمة والقوانيين الناظمة لحياة الناس في أي دولة، إلى معيار محكم في الصياغة، كي تكون الأبعد عن الخطأ الذي يسبب اللبس في إصدار الحكم والقرار، بحسب الربابعة.

وهذا ما أكّد عليه عضو مجمع اللغة العربية عبد اللطيف عربيات، في حديثه لــ "عمّان نت"، إذ أشار، وبكل أسىً، إلى وجود أخطاء في نصوص القوانيين والأنظمة، سببت في أكثر من مرة لبساً، الأمر الذي دفع المجمع للطلب من وزير العدل بأخذ الإذن في مراجعة هذه النصوص والتأشير عليها.

ويضيف عربيات، ليست قوانيين وزارة العدل وحدها التي فيها هذه الأخطاء، ففي الإعلام ما هو أفدح من ذلك.

المشكلة 

يربط عربيات سبب المشكلة بواقع الأمة العربية، وأن أي تقدم لأي لغة وقدرتها على استيعاب أي مفردات أخرى من لغات ثانية يعتمد على واقع الأمة التي تنطق بهذه اللغة ومدى تقدمها.

في حين يُرجع ربابعة الخلل إلى منهاج اللغة العربية في المدارس، مؤكدا أن واضعي مناهج اللغة العربية، يضعون نصوصاً "فيها من الأخطاء والمشاكل في الصياغة ما فيها".

تتعدد الأسباب في أخطاء اللغة وسوء استخدامها، ومن بينها كما يرى مراقبون دخول لغات أخرى إلى جانب العربية في وسائل الإعلام وتعاملات الناس، كالإنجيلزية في المدارس التي تعتمدها  في نظام التدريس بالدرجة الأولى.

لكن طلابا من هذه المدارس، أقاموا بعض النشاطات، بالإضافة إلى إطلاق دعوات للكتابة بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعي كلفتة منهم لتكريم اللغة والتأكيد على أهميتها، كما تشير الطالبة في مدرسة King's Academy   دينا كتّاب.

وتضيف كتّاب أن هذه المبادرة هي للتذكير بأهمية اللغة، خاصة أن الكثيرين على مواقع التواصل الإجتماعي يستخدمون الإنجليزية للتعبير، بالإضافة إلى "العربيزي".

يوم اللغة العربية بالإنجليزي

تحتفي اليونسكو باللغة العربية في الثامن عشر من شهر كانون أول من كل عام، بفعاليات كثيرة تبدأ بإصدار إعلان موحد يعبر عن هذه المناسبة، وجاء عنوان هذا العام للاحتفاء بالحرف العربي لكن، جاء حاملاً التاريخ حسب التقويم الغربي لا الشرقي، 18 ديسمبر يوم للغة العربية.

أضف تعليقك