الطائرات الورقية تعيد لأطفال الزعتري فرحتهم المسلوبة

الطائرات الورقية تعيد لأطفال الزعتري فرحتهم المسلوبة
الرابط المختصر

“طيري يا طيارة طيري يابورقا وخيطان .. بدي أرجع بنت صغيري على سطوح الجيران وينساني الزمان على سطح الجيران”.

 

تلك هي الطائرة الورقية التي كانت جزءاً حميمياً من طفولتنا الحالمة وعالماً سحرياً مزركشاً يثير الدهشة والفرح في الصدور الصغيرة، ووسيلة تسلية محببة لدى الأطفال واليافعين على حد سواء يوم لم تكن هناك وسائل تسلية كثيرة ومتنوعة كماهي اليوم ، وكان غاية الحلم لدى الأطفال آنذاك أن يمسكوا بخيط طويل موصول بعيدان من القصب وقماش ملون ومع شد الخيط تحلق الطائرة  بجناحيها عالياً وتعانق السحب لترسم في ذاكرة الصغار عالماً سحرياً كالخيال و أحلاماً وردية  مدهشة.

 

في مخيم الزعتري بدا الشاب زياد العوض جالساً على الأرض ومحاطاً بعشرات الأطفال كل ينتظر دوره للحصول على طيارة ورقية بعد انتهائه من صناعتها وتوزيعها عليهم بشكل مجاني.

 

يقول زياد أنه قام بتنفيذ نماذج من الطائرات الورقية بتمويله الخاص بهدف نشر الفرح والسعادة في قلوب هؤلاء الأطفال اللاجئين الذين حُرموا منها ولا زالوا للأسف وتابع العوض “أطمح لأن تكون هذه اللعبة جزءاً من هوايات الأطفال هنا يمارسونها في أوقات فراغهم لأنها لعبة مسلية وغير مكلفة  وفيها إبداع ويمكن لأي شخص ممارستها في أي وقت، وهي كذلك رياضة تسعد من يمارسها لأن فيها تحدياً ومهارة ولا تعتمد على القوة البدنية كما يظن البعض” .

 

يستعيد الأطفال شيئاً من طفولتهم التي اغتالتها الحرب فيلهون بالطائرات الورقية ذات الألوان الزاهية في مشهد كرنفالي يكسر لون القتامة في المخيم ويعيد لطفولتهم قليلاً من الفرح المسلوب، وهناك التقينا الطفل ” “محسن الحريري” – 12 سنة-      الذي دأب على تطيّير طائرات ورقية ملونة محملة بالحب والسلام،  بهدف تذكير العالم بمحنة الأطفال السوريين وحنينهم للعودة إلى بلادهم ليعيشوا كما يعيش أطفال العالم”.

 

أما “شهد المحمد” فبعثت من خلال طائرتها برسالة للعالم تطلب دعمه من أجل أن يعود أطفال سوريا إلى منازلهم ويعيشون حياة طبيعية.

 

وبدوره أشار الباحث النفسي الدكتور “محمد حباشنة” إلى أن “اللعب هو من أساسيات الطفولة الحقيقية والسليمة، لأنه يعمل على تنمية الحالة العقلية والوجدانية وتحريض الخيال بشكل واقعي وعلى الأرض” وأردف د. الحباشنة أن “للعب علاقة كبيرة جداً بتنمية المهارات الاجتماعية والتعرف على الآخر وإمكانية التبادلية في كل الأمور الحياتية” ولفت محدثنا إلى أن اللعب ليس شيئاً كمالياً– كما يعتقد البعض -بل هو شيء أساسي يصب في مصلحة الطفل وفي تكوين نفسية قادرة على  الحياة والحب  والعطاء والتعلم أيضاً” .

 

يتعلق الأطفال اللاجئون بطائراتهم الورقية الملونة ويمارسون فرحهم من خلالها ليبعثوا برسالة تقول كفى صراعاً ودماء وضحايا فقد عانينا الكثير ونريد العودة إلى ديارنا.