"الحياد" الأردني من الحملة الروسية في سوريا

"الحياد" الأردني من الحملة الروسية في سوريا
الرابط المختصر

تفاوتت ردود الفعل الدولية على العمليات العسكرية الروسية في سورية، بين رفض تام، أو تحفظ أو تأييد، فيما بقي الأردن في مربع الحياد، رغم مشاركته الفعلية بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، والتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.

 

الكاتب فهد الخيطان، يصف هذا الحياد بـ"الإيجابي"، مشيرا إلى انسجام ذلك مع سياسة الأردن تجاه الأزمة السورية، تجنبا للاصطفاف الحاد على غرار حلفاء غرقوا في الوحل السوري.

 

ومع أن الأردن "طرف أصيل" من التحالف الذي تقوده واشنطن، إلا أن لديه "هامش" من المناورة، والذي تحكمه المصالح الوطنية الأردنية، ومن بينها العلاقة مع موسكو، وخاصة في المجال الاقتصادي وقطاع الطاقة، بحسب الخيطان.

 

ويلفت الكاتب إلى السياسة المتوازنة للمملكة، التي ظهرت بالمضي في برنامج زيارة رئيسة المجلس الاتحادي الروسي إلى عمان، والتي تزامنت مع تصاعد وتيرة النقاش حول تدخل بلادها في سورية.

 

ويضيف الخيطان "لا يمكن للمرء أن يكون راضيا أو مؤيدا لخطوة عسكرية لن تزيد سورية والسوريين إلا المزيد من الدمار والضحايا.. ويظل الحل السياسي، هو الخيار المفضل لدول مثل الأردن".

 

إلا أنه يؤكد في الوقت نفسه، أن المنطقة تمر في لحظة تاريخية غير مسبوقة، تستدعي حسابا دقيقا للمواقف، وتحركا حذرا ومحسوبا، يأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية دون سواها، مشيرا إلى أن التحول

 

ويؤكد الكاتب فهد الفانك أن مصالح الأردن في سوريا أكبر من مصالح أية دولة أخرى، مشيرا إلى أن زعزعة الأمن في سوريا تؤثر مباشرة على أمن الأردن واستقراره.

 

فمصلحة الأردن تتمثل، بحسب الفانك، في هزيمة الإرهاب في سوريا، الذي لا يمكن أن يظل في سوريا وحدها، وهذا ما تفرضه على الأردن مصالحه الأمنية والاقتصادية ومبادئه الأخلاقية.

 

ويخلص الفانك إلى أن "الحملة الروسية لمساعدة الجيش السوري في محاربة الإرهاب في سوريا تدخل في باب الدفاع عن النفس ، وإذا لم تحارب روسيا الإرهابيين في سوريا فسوف يحاربها الإرهابيون في عقر دارها"

 

 

أهداف التدخل الروسي واستعادة التجربة الأفغانية

 

يرى الكاتب حيدر سعيد، أن لدى روسيا هدفا عسكريا من التدخل في سوريا، يتمثل بمنع الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري من الاقتراب من دمشق، مشيرا إلى "الخلط" بين الجماعات "الراديكالية" حيث تضع تحت تعبير "داعش" حزمة كبيرة من الفصائل المتناقضة.

 

أما الأهداف السياسية المتمثلة بالمصالح الروسية في سورية، وتعزيز المحور الإيراني- العراقي- السوري، فهي "أهداف لاحقة لهذا الهدف العسكري المباشر"، بحسب سعيد.

 

ويتساءل الكاتب إن كانت روسيا ستنسحب من سوريا بمجرد تحقيق الهدف العسكري، لافتا إلى بعض المقاربات التي تشير إلى استعادة التجربة السوفييتية في أفغانستان بالتدخل الروسي في سوريا.

 

أما الكاتب فهد الفانك، فيشير إلى نقد الرئيس الأميركي باراك أوباما لنظيره الروسي فلادمير بوتن بدعوى أن الأخير يعتبر جميع المنظمات المسلحة العاملة ضد الحكومة السورية منظمات إرهابية.

 

ويوضح الفانك بأن "جبهة النصرة" في ذهن أوباما جهة معتدلة كان على الروس أن يستثنوها في حربهم على الإرهاب، متناسيا أنها فرع من "القاعدة"، التي تعد أم الإرهاب الدولي.

 

إلا أن التعاطف الأميركي مع "النصرة" لا يجوز أن يثير الدهشة ، ذلك أن "القاعدة" نشأت في أحضان أميركا لتحارب الاتحاد السوفييتي وتخرجه من أفغانستان، يقول الفانك.