الحلابات: بيوت تتصدع وصدور يغزوها الرعب والغبار

الحلابات: بيوت تتصدع وصدور يغزوها الرعب والغبار
الرابط المختصر

تفزع كريمة من نومها في كل يوم على دوي التفجيرات المزلزلة في الكسارات القريبة من منزلها في الحلابات والذي غزت الشقوق جدرانه سيرة معظم بيوت المنطقة.

وتقول كريمة “منذ سكنت في هذه المنطقة قبل سنوات، وانا استيقظ كل يوم مذعورة بسببب التفجيرات”.

ومن جهتها، تشكو ريم علاوتة من ان التفجيرات تدب الرعب في نفوس الاطفال خصوصا، فضلا عن انها تبعث في كل يوم سحب غبار كثيفة تتسبب بامراض صدرية للاهالي.

ويقول محمد الحويطات ان الكسارات التي يصل عددها الى نحو ثمانية، لا يبعد بعضها عن المنازل اكثر من كيلومترين، وان اكثر من ستين بالمئة من تلك المنازل قد تصدعت بفعل التفجيرات، وبات عدد منها ايلا للسقوط على رؤوس ساكنيه.

ويضيف ان الغبار تسبب ففي افناء جزء كبير من الاشجار والمزروعات في المنطقة، كما ان الثروة الحيوانية والمياه الجوفية تاثرت نتيجة المخلفات التي يطرحها قيام بعض اصحاب تلك الكسارات بشكل عشوائي.

 واكد الحويطات ان احدا من المسؤولين الذين لجأ اليهم الاهالي لم يقم بفعل شئ لانهاء ما وصفه بانه تجاوزات يقوم بها اصحاب الكسارات وتتمثل في عدم التزامهم بانظمة العمل المرعية وباشتراطات حماية صحية المواطنين وسلامة البيئة.

وكما يخبرنا المواطن علي احمد، فقد تسببت التفجيرات بتحطيم زجاج نوافذ منزله وتصدع سقفه، مضيفا ان المسؤولين لم يحركوا ساكنا رغم مناشداته هو والاهالي.

وعلى صعيده، يحذر زايد ابو محفوظ الطبيب العام في مركز صحي الضليل من خطورة الاغبرة الناجمة عن التفجيرات في الكسارات على صحة المواطنين.

ويقول ابو محفوظ ان هذه الاغبرة، والتي قد تحمل معها مواد سامة من اثر المواد المستخدمة في التفجيرات يمكن ان تتسبب للانسان بامراض الربو والحساسية، فضلا عن امراض القلب وذلك مع طول امد التعرض لها.

وفيما تحاشى رئيس البلدية الاجابة على اسئلتنا حول القضية، فقد ابلغنا موظف في البلدية طلب عدم ذكر اسمه، ان بلديته هي المسؤولة عن منح وتجديد التراخيص لبعض تلك الكسارات.

واوضح ان “معظم الكسارات خارج التنظيم ولكنها ترخص من قبل البلدية في حال وجود قوشان (سند تسجيل) للمالك”.

وقال ان الاوقات المسموح خلالها للكسارات بالقيام بالتفجيرات هي من الصباح وحتى الثانية بعد الظهر، الا ان بعضها لا يلتزم بذلك ويستمر في التفجير حتى اوقات متاخرة.

ولم تتضح من هي الجهة المسؤولة عن مراقبة التزام الكسارات بالانظمة.

وقال مدير قضاء الضليل زياد ابو زيد انه لا علاقة للقضاء بمراقبة التزام اصحاب الكسارات بالانظمة مشيرا الى ان شكاوى الاهالي بهذا الخصوص يتم تحويلها الى الجهات الامنية للتعامل معها.

وتتالف الحلابات التي تقع على بعد  25 كم شمال شرق الزرقاء، من اربع تجمعات سكانية يبلغ عدد سكانها نحو 15 الفا، وهي تتبع اداريا لقضاء الضليل وتضم عدة مواقع اثرية من ابرزها قصر الحلابات وحمام الصرح.

وقد عبر البعض عن مخاوفهم من ان تتاثر تلك المعالم التاريخية بفعل التفجيرات، الا ان مطلعين استبعدوا ذلك بسبب سماكة جدرانها ووقوعها على مرتفع صخري متين على حد تعبير احدهم.

 

أضف تعليقك