الحريات الإعلامية في الأردن.. بين التذبذب والتراجع- صوت
أثار التعامل الحكومي مع جملة من القضايا المتعلقة بواقع الصحافة في الأردن تساؤلات حول إنحدار الإتجاه الذي تسير فيه الحريات الصحفية كرفض إلغاء تعديلات قانون المطبوعات والنشر في جنيف واعتقال ناشري موقع جفرا نيوز وغيرها.
رئيس لجنة الحريات في معهد الصحافة الدولي داود كتاب وصف متسوي الحريات الصحفية في الأردن "بالمتذبذب" بين تراجع وتحسن، جراء ثغرات في القانون وعدم تأطير مفاهيم حرية الصحافة بأطر قانونية ودستورية.
ويضيف كتاب أنه برغم وجود تعديلات دستورية تضمن الحرية الصحفية إلا ان السلطة التنفيذية لا تزال تتغول على هذه الحريات مستغلة وجود ثغرات في القانون لإعتقال الصحفيين وتقييد العمل الصحفي الحر.
وتمنى كتاب على الأردن وقف عمليات إعتقال أي إنسان بسسب آرائه وأقواله وإطلاق سراح أي صحفي معتقل خلافاً لما أوصى به الملك عبد الله الثاني، على حد قوله.
الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور يأمل أن يتم تعزيز مناخ حريات الصحافة والتعبير والحريات بكل أشكالها إلا أن ذلك "لن يتم دون إرادة سياسية حاسمة".
كما أن الرقي بمستوى الحريات يحتاج لتعديل بيئة التشريعات ووقف الإنتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين خارج إطار القانون بحسب منصور، الذي أكد أن ذلك لن يحدث دون "تكريس تقاليد تبدأ بتقبل فكرة حرية الإعلام ووجود إعلام مستقل بعيد ظل وشبح الحكومة".
ويأمل منصور أن تكون إجتماعات جنيف بمثابة رسالة للدولة الأردنية بأن تراجع الحريات على صورتها أمام العالم.
"نشهد إنحساراً بمستوى الحريات الصحفية" يقول وزير الاعلام الاسبق والكاتب الصحفي طاهر العدوان، فالحريات الصحفية في الأردن تراجعت بشكل كبير وأصبح مستواها أقل من مستواها قبل عقد مضى.
ويعتقد العدوان أنه لا وجود لأي حلول تساهم في رفع مستوى الحريات الصحفية في ظل التراجع عن مسيرة الإصلاح والتفاخر المستمر بتراجع وتيرة الحراك الشعبي.
ويعزو العدوان سبب الإنحسار لعدم وجود مؤسسات صحفية قادرة على الدفاع عن الحريات العامة وهو سبب الأزمات المالية الخانقة التي تعانيها الصحف كونها لا تعمل بمهنية كافية تكفل طلبها من قبل الرأي العام.
كما أن الصحفيين أنفسهم لم يعودوا بنفس القوة التضامنية عبر مؤسساتهم أو الجهات الداعمة للحريات بحسب العدوان.
وكان الأردن قد رفض إلغاء تعديلات قانون المطبوعات والنشر خلال مشاركته في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف ووافق على 15 توصية تتعلق بحرية التعبير والإعلام والإنترنت، وترك ثلاث توصيات للدراسة.
وتراجع ترتيب الأردن في مؤشر حريات الصحافة لعام 2013 بـ6 درجات مقارنة بالعام الماضي، ليحتل المرتبة 134 عالميا.
ويصنف الأردن، وفقا للمؤشر الذي أعدته منظمة مراسلون بلا حدود، من بين الدول ذات الوضع الحرج فيما يتعلق بالحريات الصحفية.
إستمع الآن