الجوفة..مبانِِ أكل الدهر عليها وشرب

الجوفة..مبانِِ أكل الدهر عليها وشرب
الرابط المختصر

لا يمكن عند دخولك مخيم جبل الجوفة في العاصمة عمان، ألا تلفتك مشاهد التصدعات والقضبان الحديدية الخارجة من هياكل المنازل المتهالكة، والتي يعود بناؤها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

 

إلا أن السكان يجدون ذلك طبيعيا، ولا يبدون خشية من انهيارها، ولا يتوقعون إخلاءهم كما وقع  إثر انهيار عدد منها الأسبوع الماضي.

 

تعود نشأة المخيم إلى عهد دائرة التطوير الحضري وتحديدا عام 1981، وهي الدائرة التي منحت المواطنين تراخيص للبناء  بحسب مخططات هندسية في حينه، بحسب المواطن محمد عوض  الذي يقطن المخيم منذ 50 عاما .

وحمل عوض مسؤولية انهيار العمارات  وإخلاء المنازل المجاورة  وتشريد سكانها  والبالغ عددهم 326 شخصا على كاهل المسوؤلين في دائرة التطوير الحضري، لسوء البنية التحتية ووضع مناهل تصريف المياه  تحت المنازل السكنية .

 

وأشار إلى وجود 8 مناهل لتصريف المياه تحت المباني المنهارة، إضافة إلى وجودها على امتداد المنازل التي تم إخلاءها، إلى جانب وجود منزل مهجور يستخدمه السكان كمكب للنفايات، وبات مسكنا للجرذان  التي تحفر في المناهل.

كما يؤكد المواطن حمد محمد، أن جزءا كبيرا من مسؤولية ماحدث يقع على عاتق أمانة عمان، لغياب الرقابة والصيانة على تلك المناهل منذ إنشائها من قبل دائرة التطوير الحضري.

 

ويقول المواطن عبد الحميد إن معاناة السكان الذين تم  إخلاؤهم إلى شقق فندقية بمنطقة الزهور، ستتفاقم  مع افتتاح مدارس أبنائهم، لبعد المدارس عن عن المساكن التي تم توفيرها، إضافة لمراجعتهم للمركز الصحي ، فضلا عن تعطل أعمالهم، وتغير نمط حياتهم بشكل تام .

 

 

من جانبه، يؤكد مدير دائرة رقابة الإعمار في الأمانة رائد حدادين، على وجود تجاوزات عديدة في الأبنية كبناء أعمدة بطرق غير صحيحة دون دراسة هندسية، وعدم احتساب الأحمال على سطح المنزل، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على قاطني تلك الأبنية.

 

وبحسب مصدر في الأمانة، لم تتضح بعد الإجراءات التي ستتخذها  اللجنة المشكلة من وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الأشغال وأمانة عمان، لمعرفة مصير تلك العائلات ومنازلهم.

 

ولحين معرفة المسؤول، وسبب انهيار مباني الجوفة، يبقى مصير السكان الذين تم إخلاؤهم  مجهولا، بحسب زياد عبد الحميد أحد المتضررين بالإخلاء، والذي يشير إلى أن الجهات المعنية لم تقدم حلا جذريا يعيد الحياة الطبيعة للسكان.

  • هذا التقرير ضمن مشروع انسان

 

أضف تعليقك