الثقافة الأردنية في 2014 حصيلة إبداعات رغم "الشوائب"

الثقافة الأردنية في 2014 حصيلة إبداعات رغم "الشوائب"
الرابط المختصر

 

رحّل العام 2013 للعام 2014 ذاكرة سيئة على الوسط الثقافي في الأردن، على المستويين؛ الرسميّ وغير الرسمي؛ شكاوى في الصفحات الثقافية للصحف اليومية، اعتصامات، ومطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى في أحاديث المثقفين داخل المقاهي والصالونات الثقافية.

 

ومن بين تلك الأحداث السيئة ما تعلق باعتداء على فرقة الموسيقي الأردني طارق الجندي من قبل موظفين في مركز الحسين الثقافي، والذي كتبت عنه الصحافة الأردنية وحتى العربية، لتشكل حالة رأي عام طالب من خلالها كثيرون بإقالة مدير المركز عبد الهادي راجي المجالي.

 

وبالتوازي كانت وتيرة الاحتجاج تتزايد على الأخبار التي تسربت من خلف أسوار وزارة الثقافة عن نيتها وقف مشروع التفرغ الإبداعي، الوزيرة ذهبت في قرارها إلى آخره، وأعلنت بالفعل في بداية الأمر تجميد المشروع، واتهمت البعض بأنهم “أنصاف مثقفين”، وأن المشروع يجب أن يتوقف لما شابه من عدم شفافية وموضوعية، وتوقف المشروع لأول مرة منذ إقراره في العام 2007 بالرغم من الاحتجاجات الواسعة.

 

بعيداً عن المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية، كانت المجموعات الثقافية الشبابية تعمل دون الالتفات لعدسات الكاميرات وصحفيي القسم الثقافي في وكالة الأنباء الأردنية الرسمية؛ على المستوى الفردي من خلال أمسيات شعرية وقصصية و معارض فنية، وحفلات موسيقية، أو جماعية تطوعية كمعارض الكتب مثل مجموعة “إن كتاب” ومعارض أزبكية عمان العديدة، التي أكّد مديرها التنفيذي حسين ياسين لــ "عمّان نت" أن العام 2014 شهد إقبالاً غير مسبوق على شراء الكتب في المعارض التي أقامتها الأزبكية في مختلف مناطق المملكة.

 

ويضيف ياسين أنه كان هناك تعاون مع بعض الجامعات في إقامة هذه المعارض، بالإضافة إلى التعاون الكبير الذي أبدته أمانة عمان الكبرى في توفير المكان لإقامة المعرض، والذي شهد إقبالاً غير مسبوق بحسبه.

 

وتتكرر الانتقادات على وزارة الثقافية من ياسين، موضحا “لم نلق تجاوبا من الوزارة للتعاون في إقامة المعارض للسنة الثانية على التوالي”.

 

لكن هل الوضع بهذا السوء؟ نعود من البداية، إذ تؤكد الوزيرة من خلال حديثها لــ عمّان نت أن إلغاء مشروع التفرغ الإبداعي لم ينته، وبعد أسبوع سيكون هناك مؤتمر صحفي للإعلان عن جوائز وزارة الثقافة التي ستمنح سنوياً، وضمن شروط صارمة وموضوعية، يحكم عليها مجموعة من الأكاديميين الأردنيين داخل لجنة ستترأسها بنفسها؛ لتجاوز أي اختلالات في المشروع السابق.

 

وعلى المستوى الآخر، واصل الموسيقي الأردني طارق الجندي وأعضاء فرقته نشاطاتهم بعد تلك الحادثة المشؤومة، كان آخرها إصداره لألبومه الجديد ومشاركته في حفل موسيقي من أجل البتراء مع مجموعة من الموسيقيين الأردنيين، للتأكيد على هوية المدينة، و ربما كرد على إحدى اتهامات بعض الموظفين في المركز الثقافي الملكي بأنه أهان العلم الأردني.

 

بعيداً عن الأنشطة الثقافية، قريباً من الإبداع، ونبدأ من حقل السينما، إذ شكل 2014 عاماً مهماً في السينما الأردنية، سواء داخل الأردن أو خارجها كما يؤكد الناقد السينمائي ناجح حسن.

 

ويقول حسن أن السينما الأردنية واصلت في العام 2014 حراكها المتزايد، من خلال إنجاز بعض الأفلام المهمة التي لاقت حضوراً عربياً وعالمياً، مثل فيلم ” ذيب” للمخرج الأردني ناجي أبو نوار، وهو فيلم روائي طويل شارك في مهرجانات عالمية مثل تورتنو وفينيسيا والقاهرة.

 

ويضيف أن الملفت في هذا العام منح جوائز الدولة التقديرية لصناعة الأفلام، بالإضافة إلى ظهور وجوه جديدة لجانب الوجوه القديمة في صناعة هذه الأفلام.

 

وبلهجة أقل صخباً عن رابطة الكتاب وغيرها يعلق حسن على دور وزارة الثقافة، إذ دعاها للمزيد من الدعم للقطاع السينمائي الأردني الذي يبشر بالخير على حد تعبيره.

 

في حقل الرواية، وبعيدا عن الكم المنشور، وبالاقتراب من النوع، نجد أن رواية أردنية واحدة هي “شرفة الهاوية” فقط للأديب الأردني إبراهيم نصرالله، صعدت للقائمة الطويلة لأرفع جائزة عربية في هذا الحقل وهي بوكر.

 

إلّا أن الناقد والأكاديمي الأردني سليمان الأزرعي علّق في حديث لــ "عمّان نت" على سبب ندرة وصول الرواية الأردنية لقائمتي بوكر الطويلة والقصيرة بقوله أن الجائزة على أهميتها فإنها لا تشكل معياراً لجودة الرواية، منوهاً في ذات الوقت أن نصرالله روائي مجيد، وترك أثراً كبيراً في هذا العام من خلال رواياته العديدة.

 

يرفض العام 2014 أن يرحل دون تسجيل نقلة نوعية هذه المرة في مجال مختلف، أي المهرجانات ذات الطابع العربي الجديد مثل مهرجان خان الفنون، الذي طرح نفسه كمهرجان عربي في العاصمة عمّان بالإضافة إلى أربع مدن أردنية لمواجهة التجهيل وسد الفراغ الذي أحدثه غياب المهرجانات الكبرى التي توقفت جراء الأحداث في الوطن العربي داخل عواصم مثل دمشق، تونس، والقاهرة.

 

واختارت مجلة دبي الثقافية لعدد شهر يناير 2015، الصادرة قبل أيام قليلة، أن تطبع مجموعة الأديب الأردني محمود الريماوي “عمّ تبحث في مراكش” وتوزعها مع المجلة لأهميتها.

 

وتواصل أزبكية عمان في العاشر من هذا الشهر فعالياتها بعيداً عن وزارة الثقافة، من خلال معرض ضخم، كما أكّد مدير الأزبكية التنفيذي حسين ياسين لـ"عمان نت".

أضف تعليقك