التكافل الاجتماعي.. محاولة السوريين لمواجهة أعباء اللجوء
قد تكون آثار اللجوء التي يعيشها السوريون، ذات جوانب سلبية عديدة، إلا أن ذلك لا يلغي بعض المظاهر الإيجابية التي برزت في تعاضد الكثير منهم، خاصة من ذوي المداخيل المالية الجيدة، أو ممن كانوا يقيمون في الأردن قبل الأزمة في بلادهم.
وتجلى ذلك التعاضد، بعد أن أرسل برنامج الأغذية العالمي رسالة للسوريين، تطالب من لا يجد نفسه منهم مستحقا للكوبونات الغذائية، للتقدم بطلب إلغائها لتوجيهها لآخرين.
علاء أحد السوريين الذين ولدوا في عمان، يعمل مقاولا، اضطر للتسجيل في المفوضية بسبب طلب مدرسة أبنائه، وحصل على كوبونات غذائية، كغيره من السوريين، إلا أنه تقدم بطلب إلغاء لها لتتوجه لمن هو بحاجة لها من اللاجئين، مؤكدا على ضرورة وقوفهم بجانب بعضهم لمواجهة مصاعب الحياة.
أما اللاجئة أم بهاء، والتي نال مرض السرطان من جسدها وأجبرتها ظروف العلاج لأن تلجا إلى الأردن، إلا أنها تقتسم الكوبونات الغذائية بينها وبين جارتها التي فقدت زوجها، لتتحمل أعباء تأمين معيشة بناتها الخمس.
فيما فضل سمير الذي جاء إلى عمان قبل 10 سنوات، استمراره بالحصول على كوبونات، رغم وضعه المادي الجيد، ليقدمها كل شهر إلى أسرة فقيرة يطلع على وضعها بشكل شخصي.
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الأردن شذى المغربي، تقول إن البرنامج حاول منذ بداية الأزمة السورية تقديم المساعدات للسوريين، إلا أن طول الأزمة وشح التبرعات، اضطره لتقديمها منذ نيسان الماضي لمن هم أشد حاجة.
وتؤكد المغربي أن هناك من اللاجئين السوريين من تبرعوا وألغوا المساعدات الخاصة بهم، لتذهب إلى سوريين آخرين هم بأشد حاجة.
وتشير إلى تقديم 35 سوريا بطلب لإلغاء كوبوناتهم، ومنهم من كان محتاجا فعلا لها، واصفة ذلك بالخطوة التكافلية المتميزة.
التكافل الاجتماعي والإنساني، سلوك يزيد من ترابط المجتمعات، خاصة في ظل الأزمات والظروف الاستثنائية كما هو حال السوريين، يواجهون به مصاعب الحياة، وأعباء اللجوء.
إستمع الآن