البطانية الملجأ الاخير للمواطن الأردني

البطانية الملجأ الاخير للمواطن الأردني
الرابط المختصر

رافقت لقاءات الحكومة لتدارس حل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الأردن مع النقابات والاحزاب ، اجتماعات مصغرة بين أفراد عدد من العائلات الأردنية للوصول الى ميزانية توفر لهم الدفء خلال شتاء 2012.

يبحث عدد من المواطنين الأردنيين عن مشتقات نفطية تمد مدافئهم بحرارة تقيهم البرد والبحث عن مصدر رزق اضافي، حيث ودع عدد من العائلات "السولار" منذ ما يقارب الأربع سنوات حينما حررت أسعار المحروقات ، وربما يستغني عنها عدد آخر من العائلات في نهاية الشهر الحالي ان طبقت الحكومة توجهها في رفع الدعم عن المشتقات النفطية، فمن المتوقع أن يصل نسبة رفع أسعار السولار الى 33% الأمر الذي سيدفعهم لاستبدال المدافىء المركزية بمدافىء الغاز والكاز.

بات تجمع أفراد الأسرة في غرفة واحدة أمام "صوبة" وحيدة واغلاق أبواب الغرف الأخرى حتى لا يتسرب البرد تلك الغرف طقس من طقوس فصل لا يرحم ارتفاع اسعار أساسيته جيوب الأسر الفقيرة والمتوسطة.

تفكر الأسر في آلية جديدة تضمن زيادة عمر اسطوانة الغاز أو "جالون" الكاز، فالتوقعات تشير الى أن سعر اسطوانة الغاز قد يصل الى 10 دنانير ونصف مما يعني زيادة 4 دنانير ونصف على سعرها الحالي، أما فيما يخص سعر الكاز والذي يباع حاليا بـ 51.5 قرش للتر، فسيرتفع الى 68.5 قرشا للتر، ان أصدرت الحكومة قرارا رسميا برفع الدعم عن المشتفات النفطية وايصال الدعم لمستحقيه.

ويشغل بال الأسر أثناء تحضيرات ميزانية الشتاء عبارة "رفع الدعم عن المشتقات النفطية" دون الأخذ على محمل الجد العبارة التي ترفقها الحكومة بتصريحاتها "مع ايصال الدعم لمستحقيها" والتي تقدر بدفع 100 دينار سنوياً لكل مواطن أردني، فيما كانت آراء أخرى قد اقترحت أن يكون مقدار الدعم 50 ديناراً، بحسب مصادر مالية كطلعة لـ "عمان نت".

البدائل لم تتوقف عند الأردنيين باستبدال السولار بالكاز أو الغاز أو تحديد ساعات معينة لتشغيل مدافئهم لإطالة عمر "الجرة" التشغيلي، فعدد من المواطنين فكر باستخدام الحطب كمصدر جديد للدفء، ولعل أغلب من يتجه الى شراء الحطب هم العائلات التي يحتوي بيتها على "موقدة نار" تتم فيها عملية الاحتراق وامداد البيت وسكانه بالحرارة اللازمة بشكل صحي الى حد ما، الا أن المنازل المزودة بتلك المدافىء التي تعتمد على الحطب ساكنيها من الطبقة الغنية.

ويبقى التوجه الى اسطوانة الغاز قبل رفع الدعم هو الحل السريع لدى المواطن الأردني حيث سجل الطلب على الغاز المنزلي امس الأثنين زيادة ملموسة بلغ 163 الف اسطوانة، مقابل 95 الف اسطوانة نهاية الاسبوع الماضي، ليستطيع شراء الاسطوانة بـ 6.5 دنانير قبل نهاية الشهر.

وتعمد العائلات المتوسطة في الأيام الحالية لـ "ورشة" اخراج الملابس الشتوية والبطانيات والسجاجيد من الخزائن المنزلية ، ولعل زيادة البطانيات لكل فرد من أفراد الأسر هو الملجأ الأوفر لدى المواطنين الذي يزيد من العمر الافتراضي لـ "صوبة" الغاز وذلك لامكانية تشغيلها على "عين" واحدة بدلا من ثلاثة ان ما التحف كل فرد بـ "بطانية" ترافقه أثناء تناول الطعام ومتابعة التلفاز والدراسة حتى الوصول الى فراشه للنوم.

أضف تعليقك