الباحث الاستراتيجي الصايغ: يستبعد تورط الأردن بضربة عسكرية على سوريا (صوت)

الباحث الاستراتيجي الصايغ: يستبعد تورط الأردن بضربة عسكرية على سوريا (صوت)
الرابط المختصر

استبعد الخبير الاستراتيجي والباحث في مركز " كارنيغي للسلم الدولي" الدكتور يزيد الصايغ تورط الأردن في توجيه ضربة عسكرية لسوريا، مؤكداً أنه دور الأردن سيقتصر على أن يكون ادارياً.

كما واستبعد الصباغ في حديث خاص "لعمان نت" توجيه أي ضربة عسكرية إلى سوريا من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة، موضحاً بأنه "لا رغبة ولا استعداد لمجموعة أصدقاء سوريا على القيام بعمل عسكري بري ضد سوريا".

وحول عقد الاجتماع العسكري الدولي في الأردن، أوضح الصايغ أن اختيار الأردن لعقد الاجتماع يعطي بعداً عربياً للموافقة على أي ضربة عسكرية لسوريا.

مرفق نص المقابلة كاملة والتي أجراها الزميل حمزة السعود

السؤال: اتجاهات متسارعة لتوجيه ضربة محدودة إلى سوريا؛ هل نحن أمام نقطة الا عودة، بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكية تشيك هيجل أن الجيش الأمريكي جاهز لتوجيه ضربة بعد تلقيه أمر بذلك من الرئيس الأمريكي؟

الصايغ: يبقى احتمال أن الولايات المتحدة ان تستنج تحقيق أهداف دون استخدام القوة، والسؤال هنا ما الذي تريده الولايات المتحدة وحلفائها؟ إن هذا السؤال لم يتم توضحيه حتى الآن، هل إن الغرض من الضربة العسكرية إن حدثت هو عقاب النظام السوري على ما ارتكبه جراء إستخدام أسلحة كيماوية، هذا على افتراض أنه تم تثبيت ذلك أصلا؟ .

السؤال: من الممكن المقصود اعادة التوازن على الارض؟

الصايغ: إذا كان العمل العسكري موجّه ضد الترسانة الكيماوية للنظام السوري، أو ضد بعض مراكز القيادة ممثلة بمواقع الأسلحة الكيماوية، أو الفرقة الرابعة أو الحرس الجمهوري، فهي ضربات محرجة رمزيا بشكل خاص وتدل على تصميم الولايات المتحدة على ضرب النظام السوري، ولكن هذا لا يعني بالضرورة تغير الموازين على الأرض، خصوصا في حال بقاء النظام والمليشيات التابعة له متماكسة على الأرض، ومن الواضح ان الولايات المتحدة والقوى الأخرى لا يوجد لديها الإستعداد السياسي ولا حتى العسكري على الأرض للقيام بأكثر من ضربات من الجو او الصواريخ الموجهة "كروز" وهذا يدل على عدم وجود عمل عسكري لاحق واسع على نطاق كبير يقلب الموازين على الأرض.

وهذا يعدينا إلى سؤال ما هي الغايات المباشرة من العمل العسكري حالياً لو حصلت ضربات بعد يومين أو ثلاثة، هل الغرض هو فقط العقاب وتقديم الدليل الواضح على مدى عزم الحلفاء للوقوف في وجه أي تصعيد مستقبلي للنظام أو استخدام مستقبلي للكيماوي، أم هناك توقع أن النظام السوري سيترتب عليه التزام بعدم استخدام الكيماوي أو وضع هذه الأسلحة تحت مراقبة الطرف الروسي أو أي طرف ثالث؟ .

السؤال: استراتيجيا القوى العظمى قالت أن هذا خط أحمر، وعندما يتجاوزه فمن باب الردع الاستراتيجي أن يكون هنالك قرار، ونحن نشهد تصريحات فرنسية وبريطانية بان هذا لن يمر دون رد؟

الصايغ: القوى العظمى عندما تقوم بعمل عسكري، فانه يكون مربوط بغايات محددة سياسية أو غير سياسية، وهذه الغايات لم يتم توضحيها حتى الآن، حيث أن أمريكا وضعت الخط الأحمر منذ أكثر من عام ولم تلتزم فيه، وكانت توجد مبررات واسباب لعدم التحرك عسكريا، وبما ان الادارة الأمريكية توصلت لنقطة استخدام السلاح ضد النظام السوري، فالسؤال، هل هذا لانقلاب قناعتها، ام اضطرارها لأسباب سياسية انية ان تقوم بعمل ما؟ وهل الغرض من ذلك القيام بالعمل ثم التوقف والتراجع طالما التزم النظام السوري بالخط الأحمر؟ هل سيكون هذا كافي للولايات المتحدة؟ أم يتطلب من سوريا تقديم خطوات اضافية من سوريا وهي الخطوات؟.

السؤال: البرود الروسي والايراني في هذا الخصوص يزيد من الشكوك من تزويد الضربة، أليس كذلك؟

الصايغ: لا ليس بالضرورة، خاصة أن روسيا والصين في مجلس الأمن، إضافة إلى إيران، معترضة على السلوك الغربي المعادي للنظام السوري، لكن أيضاً روسيا التزمت في شهر حزيران بالاتفاق مع مجموعة الثمانية، بعدم السماح باستخدام السلاح الكيماوي ومعاقبة من استخدمه، وروسيا في موقف محرج اليوم من جهة تحاول أن تثبت أن الثوار من استخدموا السلاح وليسوا النظام، وقد يصر على انتظار تقارير الامم المتحدة في ريف دمشق، ولكن روسيا غير قادرة على الإعتراض بقوة في ضوء ما حصل، من المستبعد ان ترسل طائرات او صواريخ مضادة للطائرات لحماية الأجواء السورية .

السؤال: اذا حدثت ضربة محدودة، ماذا سيكون رد فعل النظام السوري؟

الصايغ: اذا كانت الضربة محدودة فإن النظام السوري سيتهم القوى الإمبريالية ويؤكد على صموده وسيمتص الضربة، وكذلك ستفعل روسيا وإيران ويحاولوا لململة الموقف الإستراتيجي الخاص بهم، لكن ما هي الخطوة القادمة، فإذا حصلت الضربة وأعلن النظام أنه غير معني ولا مهتم بما حدث، فهل ستكتفي الولايات المتحدة بتقديمها لضرية واضحة امام العالم، أم ستجد نفسها مضطرة للقيام بالمزيد من العمليات العسكرية لتأكيد موقف ما، وهذا يعيد طرح سؤال، ما هي الشروط والخطوات العملية المطلوبة من سوريا أو نيابة عنه الروس؟

السؤال: إذا توسعت العمليات العسكري، ألن يكون هنالك دور لروسيا أو ايران أو تركيا؟

الصايغ: هناك احتمالات عدة، ونعرف أن رئيس الأركان الأمريكي قدم منذ أسابيع خمس خطوات محتملة للعمل العسكري في سوريا تتراوح بين تزويد المعارضة بالسلاح، وفرض الحظر الجوي الكامل على سوريا وغيرها من الخيارات، ونظريا يمكن أن تنتقل الولايات المتحدة من الضربة المحدودة إلى أوسع من ذلك، ولكن من الواضح أيضا أن البنتاغون غير مرتاح لاي عمل عسكري، وهذا لا يمنع ان يحدث عمل عسكري لكنه اعتبار مهم، والأمر الثاني أن أي عمل يتطلب جهد وعمل كبير لمدة أسابيع وأشهر، مثل إقامة منطقة حظر جوي التي تتطلب دوريات جوية مستمرة، تتطلب طائرات تزويد بالوقود ومجموعة أمور وخيارات عسكرية أعتقد انها لا تزال مستبعدة ، لذلك قد نشهد تكرار لضربات جوية أو كروز ضد مراكز قيادة او اتصال ضد قواعد دفاع جوي وكله بهدف التأثير بالإرادة السياسية للنظام وارغام النظام على التراجع والقبول بخطوات معينة لم تتضح حتى الآن.

السؤال: الجميع يتحدث عن سرية ما حدث من اجتماع عسكري دولي في الأردن، ولم يتسرب عنه شيء وعلاقته بما يحدث في سوريا، برأيك هل الاجتماع برتوكولي محدد منذ أشهر أم له أهداف أخرى؟

الصايغ: لا أعتقد أن الإجتماع لقادة الجيوش في عمان مؤخرا هو اجتماع بروتوكولي، لكن هناك ما يسمى دبلوماسية الإكراه، وهي نوع من الخطوات الظاهرة المكشوفة الغرض منها حمل الطرف الثاني على التراجع عن سلوكه او قبوله بشروط معينة، ولذلك نلاحظ أن في الأيام الاخيرة أغلب الخطوات المتخذة من بريطانيا او امريكا هي خطوات علنية، فلم يحاولوا اخفاء الإجتماع في عمان، بل ان كشفه هو جزء من خطوات تدل على جدية من أجل حمل النظام السوري على التصرف بطريقة معينة، واعتقد ان هذا الإجتماع اختص بالامور العسكرية وبغرض التنسيق بين الأطراف العشر المشاركة، ولكن وضع الشروط الأساسية التي على أساسها يتم اعلان المهمة او العودة للوضع السابق فهي من اختصاص القيادات السياسية .

السؤال: برأيك لكن لماذا في عمان، لماذا لم يعقد في أي دولة أخرى، كتركيا مثلا؟

الصايغ: عقد الاجتماع في عمان ربما كان لإظهار البعد العربي على الموافقة على توجيه الضربة للنظام، وليس مجرد قرار غربي او قرار للناتو، لانه لو كان الإجتماع في تركيا مثلا لكان سيفهم كامتداد لقرارات للناتو، والحلف لن يقوم بحد ذاته بتنفيذ الضربة، حيث أن الولايات المتحدة لديها في الأردن مجموعة من الجنود والضباط وصواريخ الباتريوت التي تجعل من الأردن قاعدة إدارة الصراع .

السؤال: وبالتالي هذا يستدرجنا إلى سؤال هام، في حال توسع العمليات العسكرية اتجاه سوريا، هل من الممكن تورط الأردن في الموضوع وهي الدولة الحدودية الصغيرة مع سوريا؟

الصايغ: طالما أن العملية العسكرية القادمة تبقى في مجال العمليات الجوية والقصف الصاروخي من بعد، فلا أعتقد ان دول الجوار داخلة مباشرة في الموضوع حيث ان الطائرات الأمريكية موجودة في الخليج وعلى حاملات الطائرات، كما من الممكن استخدام صواريخ الكروز من البحر المتوسط، ولن تكون بحاجة للأردن.

تورط الأردن مستبعد إلا إذا كان التوسع في العمليات بسبب تعمد النظام السوري توسيع العمليات بهدف تهديد الطرف الآخر بفتح جبهات على حدود الأردن او محاولة تهجير مئات الآلاف عمدا الى الأردن بهدف عمل إغراق للأردن ولبنان كنوع من الإبتزاز كما حدث مع صربيا في كوسوفو عقب العملية العسكرية للناتو.

السؤال: إذن تستبعد تورط الأردن في أي هجوم عسكري ضد سوريا؟

الصايغ: ولا أرى رغبة أو استعداد أو قدرة لدى مجموعة أصدقاء سوريا على القيام بعمل بري ولا أرى أي سيناريو بدخول الجيش التركي إلى سوريا وهو الإحتمال الأكبر من تدخل الجيش الأردني، أما صواريخ الباتريوت هي دفاعية وتستخدم للحماية من الصواريخ البالستية التي ممكن أن تطلق من سوريا، والولايات المتحدة ستكون حساسة اتجاه هذا الموضوع وتتفادى احراج دول الجوار وستعتمد على قواعدها في البحر المتوسط أو الخليج كما فعلت في العراق إبان الحرب تجنبا لإحراج الدول العربية المجاورة .

أضف تعليقك