الانفتاح على إيران.. بين التوجّس والتثمين

الانفتاح على إيران.. بين التوجّس والتثمين
الرابط المختصر

الأخبار التي انتشرت في وسائل الاعلام المحلية، حول توجه الحكومة الاردنية، للسماح للإيرانيين بالدخول الى المملكة، دون الحاجة الى الحصول على تأشيرة، أثارت موجة من التجاذبات، بين داعم يرى أنها ضرورة سياسية في ظل المستجدات الاقليمية والدولية، ومعارضٍ يعتبرها خطوة متسرعة تهدد استقلالية الاردن.

بدارين: تحوّل سياسي ذكيّ

الكاتب والمحلل السياسي بسام البدارين ربط التوجه الاردني بـ "الغزل التكتيكي" بين ايران والولايات المتحدة، والتفاهمات الجديدة بين الجانبين، التي انعكست على الموقف من الأزمة السورية.

البدارين قال ان الحكومة الاردنية تحاول لفت نظر الايرانيين إلى أن الاردن لديه الاستعاد لإعادة النظر في بعض المسائل الملحة والأساسية بالنسبة لهم، وعلى رأسها مسألة التأشيرات والسياحة الدينية التي طالما لها سعى الايرانيّون، مضيفا أن هذا القرار لا يمكن النظر إليه باعتباره قرارا إداريا، بل هو قرار سياسي بالدرجة الاولى.

وأقر البدارين بوجود تحفظات على هذا التوجه تتعلق بالأعباء الأمنية المترتبة على فتح الأبواب للإيرانيّين للدخول الى الاراضي الأردنيّة دون الحصول على تأشيرة، لكنه لفت الى ضرورة انتهاج تحركات تكتيكية تفرضها المتغيرات السياسية، حيث أن الأردن "مضطر لإعادة صياغة علاقته بإيران" بعدما فرضت نفسها كلاعب إقليمي مهم، و"لا يمكن تجاهل دورها في المنطقة".

وأضاف البدارين إن إيران تجلس الآن على طاولة التسوية الشاملة في المنطقة وليس فقط فيما يتعلق بالملف السوري، مشيرا إلى أن الأنظمة الخليجية المتحالفة مع الاردن خرجت من دائرة التأثير، في ظل التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2، وبالتالي "لا بد أن يحاول الأردن لفت نظر الإيرانيين إلى أنه يستطيع الاستدراك لإنشاء علاقات جديدة مبنية على الثقة معهم". وختم البدارين بقوله "أن هذا التوجه يحسب لصانع القرار الاردني" ، معتبرا أنه "تحول سياسي مرن وذكي".

بني سلامة: ينبغي تشجيع نظام روحاني

ويميل أستاذ العلوم السياسية محمد بني سلامة للاتفاق مع رأي البدارين، حيث يرى أن التوجه للانفتاح في العلاقات مع ايران، "خطوة حكيمة من صانع القرار الاردني، ولا بد منها"، مؤكدا ضرورة انتهاج سياسة منفتحة نحو الايرانيين، من زاوية "تشجيع النظام السياسي الايراني بقيادة الرئيس الجديد حسن روحاني، على الانفتاح على العالم العربي"، بعيدا عن توجهات الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد "الذي حاول ان يفرض نوعا من الهيمنة على المنطقة، من خلال لعب دور إقليمي بارز على حساب الدور العربي وخصوصا الدور السعودي والمصري"، على حدّ تعبيره.

وأضاف بني سلامة انه بالرغم من أن الرئيس روحاني "لم يحدث إنقلابا في السياسات الايرانية"، لكنه "ابتدأ بتوجهات وخطابات إصلاحية مشجعة" بما يخدم مصالح العرب ومصالح الايرانيين.

وأشار إلى أن الفرصة الان متاحة أمام الايرانيين للتصالح مع الدول الكبرى، وإيجاد صيغة جديدة للتعايش مع دور الجوار، "في ظل سياسة الانفتاح الايرانية الجديدة". مؤكدا في الوقت ذاته "أن مواقف الاردن السياسية يجب أن تكون منسجمة مع ما يحدث في البيئة الإقليمية من تطورات وتفاعلات".

النجداوي: إيران خطر على الأمّة

أما عضو المكتب السياسي في حزب البعث العربي الاشتراكي هشام النجداوي فجافى ما ذهب اليه البدارين وبني سلامة، محذرا من اتخاذ خطوة نحو هكذا توجه، حيث يرى في ايران "خطرا على الامة العربية" قائلا "ان ايران تحمل مشروعا قوميا فارسيا توسعيا" كجزء من عقيدتها الايديولوجية.

وذهب النجداوي للقول بأن العلاقات الامريكية الايرانية هي علاقات استراتيجية، وان كل ما يشاع عن الخلافات العميقة بين الجانبين ليست أكثر من "دربكات إعلامية" تهدف الى تصوير ايران على أنها دولة مقاومة وممانعة، قائلا إن ايران على أرض الواقع، تنفذ كل ما هو مطلوب منها ضمن الأجندة الامريكية.

واختتم النجداوي حديثه بقوله "إن الحكومة الاردنية سترتكب خطأً كبيرا في حال سمحت للإيرانيين بالدخول الى الاراضي الاردنية دون رقابة"، لما سيترتب على ذلك من مخاطر أمنية، وان الانفتاح على العلاقات مع ايران "سيزعزع استقلالية الاردن".

أضف تعليقك