الاكتظاظ وسوء الخدمات واقع المراكز الصحية

الاكتظاظ وسوء الخدمات واقع المراكز الصحية
الرابط المختصر

اطباء يهجرون العمل في المراكز الصحية بسبب الاكتظاظ

نفد صبر سلوى خليل احدى مراجعات مركز صحي الهاشمي الشامل بعد ساعة ونصف من طول انتظارها في طابور المراجعين للسجل الطبي على حد تعبيرها .

وتقول سلوى" في كل مرة اتي بها المركز ارى طابورا لا ينتهي إلا بعد ساعات الظهيرة، فلا يوجد سوى موظف واحد يخدم مئات المراجعين، وهذا ما يجعلني اشعر بالتوتر والضيق".

وتشهد المراكز الصحية الأولية الشاملة في العاصمة اكتظاظا بعدد المراجعين لها، ونقصا في كادرها الطبي والأدوية في صيدلياتها، فضلا عن سوء الأبنية وقدمها فهي غير مهيئة لخدمة المراجعين.

هذا ما أكده بعض المراجعين اللذين التقت بهم "عمان نت" خلال جولتها داخل بعض أروقة المراكز الصحية.

سمية الاحمد توافق سلوى الرأي وتحدثت عن طول فترة انتظارها منذ ساعات الصباح الباكر بلهجة لا تخلو من العصبية بقولها" موظف واحد لا يكفي لتسجيل هذا الكم الهائل من المراجعين ".

واشتكى الحاج ابو محمد من عدم توفر الادوية التي يحتاجها في صيدلية المركز مما يضطر الى مراجعة المركز اكثر من مرة حتى يحصل على الدواء، او يقوم بشرائه على نفقته الخاصة".

اما الحاج فتحي الذي كان جالسا على إحدى مقاعد غرفة الانتظار، بانتظار الطبيب لمعالجته يشتكي سوء معاملة بعض الاطباء للمراجعين بقوله" أخلاقهم ضيقة ومنفرة ولا ذنب للمريض اذ كان لديه امر يزعجه.

مدير مركز صحي الهاشمي الشمالي الشامل الدكتور عثمان ابو زيد، يقر بوجود نقص في الكادر الطبي والموظفين المركز، ما يسبب أزمة واكتظاظ للمراجعين ".

ويضيف ابو زيد " يستقبل المركز بشكل يومي ما يقارب 1800 مراجع ، مما يشكل ضغطا على العاملين في المركز، هذا ما ادى الى هجرة العاملين لمراكز صحية اخرى اقل ضغطا في عدد مراجعيها ".

وبالرغم من مطالبات ابو زيد لوزارة الصحة بتزويد المركز بعدد من الاطباء لسد هذا النقص إلا ان الوزارة لا تتجاوب مع هذه المطالب بحسبه

في شهر اذار من العام الحالي، امر الملك عبدالله الثاني بناء طابق اضافي لمركز الصحي الهاشمي على ان ينتهي في ايلول من ذات العام ، جاء ذلك لتقليل الضغط المراجعين على المركز ، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم الانتهاء منه.

الامر الذي أرجعه مدير مركز صحي الهاشمي الشامل الدكتور عثمان ابو زيد الى بطء الاجراءات التي تتخذها وزارة الصحة في تنفيذ مخطط البناء .

من جانبه برر مستشار وزير الصحة لشؤون المكرمات الملكية قاسم النعسان عدم تجهيز الطابق وتسليمه في موعده المقرر باكتظاظ المراجعين مما شكل عائقا امام المتعهد ، متوقعا الانتهاء منه مع نهاية هذا العام .

حال مركز صحي القويسمة الاولي ليس افضل من حال المركز الصحي الهاشمي، فمراجعيه ايضا يشتكون نقص الاطباء فيه وعدم توفر الادوية المعالجة لهم، وترهلا بالمبنى.

مدير المركز الدكتور عيسى الكوز اكد وجود نقص في عدد الاطباء التي تقدم خدمة للمواطنين ، وهذا ما يؤدي الى اكتظاظ المراجعين وبطؤ في العمل، حيث يستقبل الطبيب المعالج من 150 إلى 220 مريضا يوميا".

ويضيف الكوز ان المركز لا يوجد فيه سوى طبيب واحد متخصص لمعالجة الأطفال على مدار الاربع ايام، وما تبقى من ايام يقوم الطبيب العام بمعالجة الأطفال".

ولا يستطيع الطبيب العام الوحيد المتواجد في المركز لخدمة المراجعين من حصوله على ابسط حقوقه من اخذ إجازة ،بسبب عدم توفر طبيب بديل يحل مكانه بحسب عيسى

صيدلية المركز يراجعها ما يقارب 700 شخص يوميا، مما يساهم في نقص الأدوية التي يحتاجونها، بحسب الصيدلاني علاء ، موضحا انه خاطب وزارة الصحة لأكثر من مرة لمعالجة هذا الامر ولكن دون جدوى ".

من جانبه نفى مدير صحة العاصمة في وزارة الصحة الدكتور ليل فايز وجود نقص في الكادر الطبي في المراكز الصحية، وإعاد اسباب ازدحام المراجعين في تلك المراكز لتركيزهم على مراجعة المراكز الصحية في وقت مبكر وهي ساعة الذروة ما بين 8 صباحا حتى 12 ظهرا، مما يبين ان كثرة المراجعين تحتاج الى وجود اطباء بعدد اكبر .

واعتبرا فايز ان الزيادة في عدد المراجعين والانتظار في المراكز الصحية يعني الجودة في تقديم الخدمة لهذه المراكز

وينتهي الدوام في المراكز الصحية الساعة الرابعة عصراً، مما يمنح المواطن وقتا كافيا لمراجعة المركز في أي وقت قبل انتهاء الدوام دون ان يحصر نفسه في وقت الذروة يقول فايز

ونفى فايز وجود نقص في الأدوية المزودة لصيدليات المراكز، معتبرا ان المريض المراجع يصر على تناوله دواء معين، علما ان هناك ادوية بديلة يستطيع صرفها المراجع في حال لم يتوفر الدواء الذي يريد.

هذا و يخدم العاصمة 123 ﻣرﻛزا ﺻﺣﯾﺎ ﺷﺎﻣﻼً وأوﻟﯾﺎ ، يقدمون اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻧﺣو ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن ﻧﺳﻣﺔ.

أضف تعليقك