"الإرهاب" يزيح القضية الفلسطينية عن صدارة المشهد السياسي

"الإرهاب" يزيح القضية الفلسطينية عن صدارة المشهد السياسي
الرابط المختصر

تكاد الأحداث والمتغيرات المتسارعة بالمنطقة منذ سنوات، تغيّب القضية الفلسطينية، وتبعدها يوما بعد يوم عن صدارة المشهد السياسي العربي والدولي.

 

مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد يقول إن للقضية الفلسطينية وجهان؛ إسرائيلي وفلسطيني عربي، معتبرا أن الوجه الاسرائيلي لم يغب عن الساحة السياسية، بل كان يقف خلف الكثير من الفوضى التي ظهرت في بعض الدول.

 

أما الوجه الفلسطيني العربي، فكان بارزا من خلال الحراك السياسي الفلسطيني، خاصة بعد تحقيق المقاومة الفلسطينية انتصارا وصفه بالمذهل، خلال الحرب على قطاع غزة العام الماضي، بحسب الحمد.

 

 

ارتياح اسرائيلي

 

ويؤكد الحمد أن هذا الانتصار قوبل ببرود شديد دون تحرك عربي رسمي، نتيجة انشغالهم بقضاياهم الداخلية والإقليمية، ما أدى إلى إرباك الشعب الفلسطيني والحكومات، ودفع اسرائيل للتمدد بالضفة الغربية عبر الاستطيان، والتهويد، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.

 

ويشير الحمد إلى أن اسرائيل وعبر تاريخها الطويل تستخف بالدول العربية، وتشعر بارتياح، نتيجة اعتقادها بأن تلك الدول مرتبطة باتفاقيات دفاع عسكري مع أمريكا وروسيا وبعض دول أوروبا، فضلا عن التزام إسرائيل بمعاهدات مع الأردن، والسلطة الفلسطينية، ومصر، وعقدها المفاوضات مع لبنان وسورية.

 

أحداث الربيع العربي وسيادة أجواء ديمقراطية في المنطقة وتحقيق إرادة الشعوب، كل ذلك ساهم أيضا بارتياح اسرائيل خلال الآونة الأخيرة، حسب رأي الحمد.

 

ويرى الحمد أن التحول الحاصل في المنطقة نتيجة توسع الإرهاب والتطرف، يقف خلفه ما وصفه بشبهات كبيرة جدا، مما يثير عدة تساؤلات تحتاج إلى إجابات حول من هؤلاء؟ وماذا يريدون؟ ولماذا يشغلون الأمة العربية بأفعالهم؟

 

"إيران تلعب دورا كبيرا في المنطقة، في محاولة منها لاستقطاب بعض الدول العربية من خلال تقديم المساعدات المالية والتجارية، وتوفير الأسلحة لبعض المنظمات المتطرفة، فضلا عن تقديم إغراءات لبعض القادة العرب، ما يساهم في انشغال تلك الدول عن القضية الفلسطينية العربية"، يقول الحمد.

 

تجاهل إقليمي وعالمي

 

من جانبه يشير مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية محمود العقرباوي إلى التراجع الملموس وعدم الاهتمام بالقضية الفلسطينية بالشكل الذي كانت عليه سابقا، مؤكدا عدم بقائها على سلم أولويات المجتمع الإقليمي والعالمي.

 

ويعتبر العقرباوي أن الأردن لا يزال مهتما بالقضية الفلسطينية، ويسعى باستمرار لإيجاد حلول تنصف الشعب الفلسطيني، كإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وإعادة الحقوق للاجئين الفلسطينين وعودتهم، إلى جانب تعويضهم عن معاناتهم نتيجة تهجيرهم من وطنهم.

 

ولترسيخ القضية الفلسطينية من جيل إلى آخر، تعمل دائرة الشؤون الفلسطينية بحسب العقرباوي على بث برامج تتحدث عن النكبة، وعقد ندوات ومهرجانات داخل المخيمات، فضلا عن استضافة شخصيات سياسية لها باع طويل في العمل السياسي في المملكة للحديث عن القضية الفلسطينية.

 

وبحسب العقرباوي فإنه منذ 67 عاما على اللجوء الفلسطيني، التزمت الدول المانحة لوكالة الغوث "الأونروا" بتمويلها حتى انتهاء القضية، مشيرا إلى أن نسبة الدعم المقدم للاجئين الفلسطينيين لم يعد يوائم النمو السكاني الطبيعي للاجئين.

 

ويسضيف الأردن منذ عام 1948 ما نسبته 42% من اللاجئين الفلسطينيين من مجمل اللاجئين بالدول العربية المضيفة، فيما بلغ إجمالي عدد الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم ما يقارب الـ 12 مليون فلسطيني.

أضف تعليقك