الأيتام السوريون.. غربة عن أحضان الوطن
لم تكتف الحرب الدائرة في سورية بآثارها التي تركتها على الأطفال، بانتزاعهم من حضن وطنهم، بل سرقت من عدد كبير منهم حنان الوالدين أو أحدهما، ليباتوا أيتاما في دول اللجوء.
هند ومهند شقيقان سوريان لجآ إلى الأردن مع جدتهما وعميهما، فقدا والديهما في مدينة حمص، يكتسي وجهاهما بمسحة من ألم اليتم والغربة.
جدة الطفلين أم هزاع، أصبحت بمثابة الأم والأب لهما، الأمر الذي تقبله حفيدها مهند لأنه كان صغيرا عند وفاة والديهما، فيما رفضت هند فكرة غيابهما، واللذين تسأل عنهما دوما، مطالبة باللحاق بهما، دون أن يمر يوم بلا ذكرهما.
وتحاول الجدة الخمسينية وعمهما التخفيف عنهما باصطحابهم في نزهات ترفيهية، لافتة إلى صعوبة الموقف لدى تساؤلهما في العيد عن سبب غياب والديهما خلافا لباقي الأطفال الذين ينعمون بدفء الوالدين.
وأشارت إلى أن الطفلين مكفولان من جمعية الكتاب والسنة، حيث تحاول تلبية احتياجاتهما بهذه الكفالة، حيث حرصت على وضع هند في مدرسة خاصة، إضافة إلى المساعدات التي تتلقاها من مختلف الجمعيات كجمعية “زكاة”.
وفيما يتحدث مهند عن معيشته مع جدته، ويروي قصت وفاة والديه، رفضت هند الحديث عن هذا الحادث، مفضلة روايته بدموعها.
أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية أيمن المفلح، يشير إلى وجود عدة برامج خاصة بكفالات الأيتام السوريين في المملكة، ومنها البرامج الاجتماعية والنفسية، وخاصة في فصل الشتاء حيث يتم تأمين بعض الألبسة ومسلتزمات التدفئة.
ويؤكد المفلح عدم وجود أي إحصائيات رسمية بعدد الأيتام السوريين في الأردن حاليا، إلا أن العمل جار على إعداد إحصائية ستكون جاهزة قريبا.
فيما يقدر العدد الإجمالي للأطفال السوريين الأيتام بنحو ثمانمئة ألف طفل، موزعين على مختلف المحافظات السورية ودول اللجوء المجاورة وأهمها الأردن وتركيا ولبنان، في ظل ضعف المساعدات المقدمة لهم فيما يتعلق باحتياجاتهم في مجالات الصحة والتعليم والغذاء والإيواء.
وكانت مؤسسة (سيريان ريليف) قد أشارت في تقرير لها، إلى أن 7.3 ملايين طفل سوري بحاجة ماسة للمساعدة، واصفة حال 5.3 ملايين منهم بالوخيمة، وأن من بينهم مليوني طفل يصعب الوصول إليهم في مناطق الصراع المحتدم في سورية.
أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقدرت عدد الأسر التي فقدت رجالها المعيلين بـ82 ألف أسرة،في حين فقدت حوالي 2300 أسرة الأمهات، الأمر الذي قد يساعد على توقع العدد الهائل للأطفال السوريين الأيتام.
إستمع الآن