الأردن والتغير المناخي.. آخر المتسببين ومن أوائل المتضررين

الأردن والتغير المناخي.. آخر المتسببين ومن أوائل المتضررين
الرابط المختصر

لم تكن المملكة بمنأى عمّا يشهده العالم من التأثيرات والتغيرات الناجمة عن التغيير المناخي، وانعكاسه على الحياة اليومية للمواطن.

 

ويرجع الخبير المناخي جمال الموسى هذا التغيير إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تسبب الارتفاع التدريجي للحرارة في الطبقة السفلى القريبة من سطح الأرض، ما يؤدي الى ارتفاع في الغازات الدفيئة.

 

وترى مديرة التغير المناخي في وزارة البيئة دينا الكسبي، أن الأردن يعد المتأثر الكبير من تلك التغيرات المناخية وغير متسبب بها، خاصة وأنه لا يعد من الدول الصناعية الكبرى.

 

ومن أبرز تلك الغازات المنبعثة والمتسببة بالاحتباس الحراري، بحسب الموسى، بخار الماء وثاني اكسيد الكربون والميثان، وهو ما يحدث بشكل تدريجي وعلى فترات زمنية طويلة.

 

كما يعد النشاط الإنساني أحد المسببات الرئيسية لانبعاث تلك الغازات كتطور شبكة المواصلات التي تعتمد على الوقود والفحم والبترول والغاز الطبيعي كمصدر أساسي للطاقة، إضافة إلى إنشاء المصانع، وفق الموسى.

 

ويشير إلى أن زيادة الغازات الدفيئة أصبحت ملاحظة بشكل كبير، حيث تفوق نسبتها حاجة الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة الأرض ثابتة عند مقدار معين.

 

وبلغت نسبة زيادة غاز ثاني اكسيد الكربون منذ الثورة الصناعية حتى الآن 35% ، بينما معظم الغازات الدفيئة ارتفعت بمقادير متفاوتة، يضيف الموسى.

 

كما يعزو الموسى كثرة الأعاصير وقوة درجاتها وتكرارها في بعض الدول، إلى التغيرات المناخية وزيادة حرارة سطح الأرض، الامر الذي ينعكس على طبيعة الطقس وعدم الاستقرار الجوي خلال الموسم المطري.

 

بينما توضح دينا الكسبي أن قطاع الطاقة والنقل من أكثر المصادر المسببة للانباعاثات الدفيئة، اذ يشكل قطاع الطاقة ما نسبتة 73% من معظم الانبعاثات الصادرة في المملكة.

 

وتؤكد الكسبي أن تلك الانبعاثات تنعكس حتما على المواطنين سلبا، نتيجة ازدياد موجات الجفاف، وقلة مصادر المياه وشحها، وارتفاع في درجات الحرارة، بالإضافة إلى زيادة نسبة أعداد الأمراض التنفسية، نتيجة التلوث البيئي.

 

كما ينعكس شح المياه على قطاع الزراعة والمنتجات الغذائية سلبا، وفق الكسبي.

 

وكان وزير المياه والري حازم الناصر قد أبدا مخاوفه من الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وآثار التغير المناخي التي ستنعكس مباشرة على المياه، داعيا إلى ضرورة التصدي الى تلك العواقب .

 

ويشير الناصر إلى أن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام بدا مبكرا، منذ شهر نيسان الماضي، معتبرها بمثابة انذار لوزارة المياه لوضع السيناريوهات الممكن تطبيقها لعبور صيف باقل الكلف المائية والمالية.

 

وتشير دراسات متخصصة إلى أن الهطول المطري للسنوات القادمة في الاردن سينخفض بنسبة 15 %، وان التبخر سيرتفع 3 %، وان الطلب على المياه لأغراض الزراعة سيرتفع 18 %، في حين أن كميات المياه المتاحة ستنخفض حوالي 30 % وفق الناصر.

 

ويتوقع الخبير المناخي الموسى أن تتعرض الممكلة الى العديد من التغيرات المناخية خلال السنوات المقبلة، واصفيا إياها بالطبيعية باعتبارها انعكاسات للذبذبات الطبيعية للكرة الارضية .

 

وللحد من تلك الانعكاسات تشدد الكسبي على ضرورة العمل الجاد والمتواصل للتكيف مع تلك المتغييرات والتقليل منها قدر الامكان.

 

وتؤكد أن وزارة البيئة قامت بتوقيع العديد من الاتفاقيات الدولية للحد من تلك الانباعاثات بنسبة 14 %، كما تعمل وفق مشاريع بمشاركة بعض الوزارات المعنية لإدراج مفهوم التغيير المناخي ومكافحته.

 

وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يؤدي التغير المناخي في الفترة ما بين 2030 و2050، إلى وفاة ما يقرب من 250 ألف شخص حول العالم.

 

كما توصل "تقرير المخاطر العالمية"، الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يجمع تقييمات من 750 عالما وخبيرا، إلى أن أحد أكبر خمسة مخاطر يواجهها العالم في عام 2017، هو أسلحة الدمار الشامل.

 

أما المخاطر الأربعة الأخرى، فتتعلق جميعها بالمناخ، كالتحول الجذري في الطقس، وأزمات المياه، والكوارث الطبيعية الكبيرة، وفشل في التخفيف من حدة آثار التغيرات المناخية والتكيف معها.