اعداد المنتحرين بتزايد والبطالة بمقدمة الاسباب

اعداد المنتحرين بتزايد والبطالة بمقدمة الاسباب
الرابط المختصر

تتهاوى الأمال فتسقط معها تفاصيل الحلم, ويبدأ اليأس بالتجوال تحت قناديل الصمت فلا يعود هناك متسع للمزيد من الخيبات، فتبدو جميع الطرق المؤدية للرجاء متهالكة. و القفزات نحو الموت هي المبتغى المتفرد لشباب لم يتجاوزو العشرينيات او الثلاثينيات من العمر, قرروا انهاء حياتهم , وان اختلفت اساليبهم لكن الانتحار هو النتيجة النهائية.

 

إلا ان ما هو أكثر رعبا من فكرة القنوط المطلقة لدى هؤلاء الشباب، ذلك العدد المتزايد في الاونة الاخيرة وخاصة ما نسمعه يوميا من تساقط للأرواح من "جسر عبدون "على سبيل المثال، الذي خرج ربما من صفته المرورية والجمالية الذي شُيد لأجلها، الى وسمة الموت التي علقت فيه مؤخرا.

 

 

حتى بات لهذا المكان خصوصية لدى المقبلين على الانتحار فأرتفاعه الشاهق واطلالته على الحياة بثوانيها الاخيرة بدت اكثر رومانسية من غيرها من وسائل الانتحار الاخرى, لهذا اكتسب هذا الجسر صيته المأساوي. وربما الكثير من عابريه تتسلل الى اذهانهم صور للمنتحرين، وما الذي وراء ذلك الفعل الذي اسدل الستار على حياتهم.

 

اما ايجاد حلول تعيق عملية الانتحار من على هذا الجسر فهي مازالت قيد الدراسة حسب تصريحات مازن فراجين مدير الدائرة الاعلامية والناطق الاعلامي بأمانة عمان.

 

 

لكن وجود هذا المكان لم يكن خيارا وحيدا للمنتحرين فقد تعددت وسائل واساليب الانتحار حتى جاءت الدراسات موضحة. ان حالات الانتحار تتنوع ما بين الانتحار التام ومحاولة الانتحار حسب بعض الاحصاءات الاجتماعية التي دلت اغلب نتائجها الى ان اكثر العوامل المؤدية الى الانتحار هي العوامل الاجتماعية اولاً، تليها العوامل النفسية، ثم العوامل الاقتصادية.

 

 

كما وضحت النتائج ان زيادة معدلات الانتحار من حيث العدد في المناطق الحضرية اكثر منها في الريف إلا ان معدلات الانتحار في المناطق الريفية تعد هي الاكبر اذا ما احتسبنا النسبة المؤية لكل مئة الف من السكان, ويعود ذلك بالتأكيد الى قلة فرص العمل، بالاضافة الى العوامل الثقافية ، والثقافة الحديثة المكتسبة بفعل الغزو التكنلوجي .

 

 

و النتائج الاحصائية اشارت ايضاً الى ان النسبة لدى الذكور اعلى منها عند الاناث بأعداد المنتحريين,  في حين جاءت الوسائل المستخدمة في الانتحار متنوعة مابين المواد السمية اولا, ثم وسيلة الشنق, يليها السلاح الناري وهو الااكثر استخداما في الانتحار التام.  و بينت النتائج وجود علاقة ذات دلالة احصائية بأن اكثر الفئات العمرية ارتكابا للانتحار هي فئة الشباب, بالاضافة الى وجود علاقة بين الطلاق والانتحار ، وبين البطالة والانتحار.

 

 

اما اخر الاحصاءات فأشارت الى ان العاصمة كانت صاحبة الرقم الاعلى بعدد المنتحرين.

 

وبهذا الخصوص يشير الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع الى حالات الانتحار قائلاَ: ارتفعت حالات الانتحار في السنوات الاخيرة على مستوى الاردن بشكل واضح ومرعب وان حالات الانتحارتتوزع بين ثلثين من الذكور وثلث من الاناث مثلما اكدته الدراسات الاخيرة . لكن الخطورة ايضا في الموضوع هي انه في ظل ارتفاع حالات الانتحار ما زالت عملية التوعية ضعيفة وغير كافية.

 

 

كما يوضح الدكتور الخزاعي بأن الاسباب والدوافع وان كانت متعددة ومختلفة الا انها غالبا ما تعزى للعامل الاقتصادي والبطالة والمرض بألاضافة الى الخلافات الاسرية التي لها دوركبير احيانا ولها بالمقابل دور في ثني الراغبين بالانتحار عن فعلهم .

 

اما عامل فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على حل المشاكل وفقدان الثقة بالمحيط  . يراه الدكتور الخزاعي سببا رئيسياً اخر مؤدياً الى حالات اليأس المطلق والاكتأب وبالتالي الى مؤدياً الى الانتحار . ولهذا لابد من متابعة التغيرات النفسية على الافراد المحيطين بنا  فالمقبلين على الانتحار دائمين التذمر من الحياة ومنعزلين، وغير راغبين بالانخراط بالحياة بأشكالها المتعددة .

 

وعن ارتفاع حالات الانتحار في الأونة الاخيرة يوضح الاستاذ حسين الخزاعي: انه في العام 2009 كان هناك 39 حالة انتحار تام اما في العام 2016  فلدينا حسب الاحصاءات 120 حالة، في حين تأكدت 124حالة في العام 2017 ، ونتوقع ان يكون العدد اكبر لهذا العام، كما نتوقع استمرار الحالات بالتزايد في حال استمرار الظروف الاقتصادية والاجتماعية على وضعها الحالي.

 

 

وذكرت منظمة  الصحة العالمية بأن معدل الانتحار على وجه العموم بوضع يزداد سنوياً وهناك حالة انتحار كل 40 ثانية وان الفئة الاكثر عرضة االانتحار هم الشباب الذي تتراوح اعمارهم بين 15 و34 عاما وهو السبب الثاني للوفاة في الفئة العمرية من بين 15 الى 29 عاما.

.

أضف تعليقك