اختيار التخصص الجامعي.. بين ميول الطالب ورغبة الأهل

اختيار التخصص الجامعي.. بين ميول الطالب ورغبة الأهل
الرابط المختصر

"بينما أنهى أغلبية أقراني تعليمهم الجامعي، لا زلت في سنتي الدراسية الجامعية الأولى بتخصص اللغات، بعد مضي أكثر من عامين دراسين على مقاعد الهندسة"، هكذا تروي الطالبة ريم الخطيب ملامح قصتها.

 

والأمر كما تقول ريم، لا علاقة له بالرسوب ولا هو أحجية، "بل هو وصف لحالتي كطالب عرف التخصص الذي يناسبه، بعد عامين ونصف من دخوله للجامعة"

 

ولا ترى ريم في المدة التي قضتها في كلية الهندسة التي اكتشفت أنها لا تناسبها، فترة طويلة، إذا ما قارنتها بما سيبقى لها من المستقبل في حال استمرارها بدراسة تخصص قد يحدد مصير حياتها.

 

وتتظافر عدة أسباب منها ما يرتبط بالأسرة والمدرسة وحتى الطالب نفسه، قد تدفعه لاختيار تخصص جامعي غير مناسب، وهو ما ينعكس على مصيره العلمي والعملي، إضافة إلى جودة المخرجات التعليمية.

 

وفي محاولة لتجاوز سوء الاختيار، انطلقت عدة مبادرات توعوية، تهدف لمساعدة الطلبة باختيار التخصص الجامعي المناسب، ومنها مبادرتي "الأوائل" و"عينك على مستقبلك".

 

يقول مؤسس مبادرة الأوائل حسام عواد إن انشغال طلبة الثانوية العامة بالتركيز على أدائهم خلال الامتحانات، دفعهم لإطلاق المبادرة لتقديم الخدمة التوعوية باختيار التخصصات الجامعية.

 

ويوضح عواد بأن المبادرة عقدت العديد من ورشات العمل والمحاضرات استفاد منها حوالي 6 آلاف طالب في كل من العاصمة عمان ومحافظة اربد، ومن خلال مجموعة من المتطوعين و المختصين، لتوعية الطلبة و إبراز المعلومات الكافية لهم.

 

فيما تقول الطالبة صفاء الخطيب "لم تكن مشكلتي الحقيقية في كوني لا أعلم ماذا أريد، بل في عدم تقبل والدي للتخصص الذي أرغب بدراسته، فقد كانت رغبتي تتمثل بالدخول إلى كلية الهندسة، بينما كان يرى والدي أن تخصص الهندسة للذكور فقط و بيئة العمل فيه غير مناسبة للإناث".

 

و يلفت حسام عواد إلى أن " الأهل الذين يحددون تخصصات أبنائهم الجامعية بحسب رغبتهم، يحولون الطالب إلى شخص تابع وفاقد لصفات القيادة، حتى قيادة ذاته!".

 

و يؤكد عواد على ضرورة أن يراعي الطالب لدى اختياره للتخصص ميوله و قدراته، مضيفا بأن هناك إمكانية لتحويل التخصص في العام الجامعي الأول دون خسارة أي عدد من الساعات الدراسية، من خلال دراسة المواد الأساسية المشتركة بين جميع التخصصات، ثم الاتجاه إلى التخصص الذي يجده الطالب أكثر مناسبة.

 

فيما تلفت الطالبة ريم الخطيب إلى أهمية إرشاد المدرسة للطلبة في المرحلة الثانوية ومساعدتهم بتحديد التخصص المانسب، "فربما لو كان في مدارسنا التوعية الكافية، لما اضطررت لتحويل تخصصي بعد عامين ونصف من الدراسة".

أضف تعليقك