اختطاف السفير... غموض الحادث وتعدد التكهنات

اختطاف السفير... غموض الحادث وتعدد التكهنات
الرابط المختصر

بدأ منذ صباح الثلاثاء تناقل الروايات المختلفة حول اختطاف السفير الأردني لدى ليبيا فواز العيطان على يد ملثمين مدنيين في العاصمة طرابلس وإصابة سائقه، وسط غموض ترك لأصحاب الرأي مساحة لطرح السيناريوهات التي صاحبت الحادث واستشراف مآلاتها.

فالكاتب محمد خروب، يرى أن حادثة الاختطاف تشكل ذروة الفلتان الأمني وحال تفكك "الدولة" التي لم تقم في واقع الحال في ليبيا.

ويستعرض خروب في مقال له في صحيفة "الرأي"، جوانب ضعف الدولة الليبية وحالة عدم الاستقرار، وزيادة نفوذ الجماعات القبلية المسلحة.

فـ"في بلد يتعرض فيه رئيس الوزراء للاختطاف، لن يكون مستغربا تعرض سفير دولة عربية أو أجنبية للخطف، كا حصل مع السفير العيطان"، بحسب الكاتب فهد الخيطان.

ويشير الخيطان إلى أن واشنطن وبكل قوتها وحضورها الاستخباري والأمني في ليبيا لم تستطع حماية سفيرها من القتل وسفارتها من الحرق في بنغازي، إضافة إلى تعرض العديد من الدبلوماسيين والصحفيين إلى القتل والاختطاف في ليبيا خلال الأشهر الماضية.

أما الكاتب ماهر أبو طير فيشير إلى أن الدبلوماسية الأردنية تعرضت دوما إلى حوادث شبيهة من اغتيالات وتفجيرات، في أكثر من عاصمة، وهذا قدر الدبلوماسي الذي يخدم في المناطق غير الآمنة، وفي الدول الهشة أمنيا.

روايات ونظريات و"تكهنات":

يعرض الخيطان ما تم تداوله من روايات منذ لحظة الاختطاف، والتي يعتبر أنها أقرب إلى التكهنات، حيث ذكرت وسائل إعلام ليبية أنها حذرت منذ أسابيع من عملية يجري تدبيرها لاختطاف السفير الأردني، ولم يتبين بعد إن كانت السلطات الليبية قد أخذت هذا النبأ على محمل الجد أم لا.

"ثم ظهر عنصر جديد مثير للاهتمام، ويتمثل بأن هناك مجموعة متطرفة ليبية اختطفت السفير للضغط على السلطات الأردنية للإفراج عن مواطن ليبي يقضي عقوبة السجن المؤبد في الأردن بتهمة المشاركة في نشاط أرهابي، ويدعى محمد الدرسي".

ويشير الخيطان إلى استبعاد أن تقبل الحكومة الأردنية التفاوض مع جماعات مثل تنظيم القاعدة، أو تستجيب لمطالبها، إذ لم يسبق للأردن أن دخل في مفاوضات من هذا النوع من قبل ومع جماعات مصنفة على لائحة الإرهاب، مضيفا بأن السلطات الأردنية ستلجأ للقنوات الدبلوماسية السرية والأمنية لتخليص السفير من قبضة الخاطفين.

ويقدم أبو طير سبع نظريات لحادثة اختطاف السفير، أولها أن يكون خلف الاختطاف مجموعة ليبية متشددة تريد المقايضة على سجناء في الأردن من ذات الاتجاه، مشيرا إلى شخصية الدرسي.

وثاني النظريات، تتحدث عن عمل انتقامي من الأردن على خلفية سقوط نظام القذافي واعتقاد أنصاره أن الأردن شارك مع عواصم أخرى لوجستيا وفنيا بالشراكة مع الناتو في إسقاط نظام القذافي، وهو احتمال وارد على ضعفه بسبب التوقيت.

وثالث النظريات تتحدث عن مجموعة ليبية قامت بالخطف على خلفية انتقام شخصي، والرابعة تتمثل بالرغبة بمس استقرار الحكم الليبي الحالي، وخامسها يفترض أن هذه مجموعة تريد فدية أو مبلغا من المال مقابل إطلاق سراح السفير.

أما النظرية السادسة فيصفها الكاتب بالمهمة، وهي أن كل القصة تعبير عن صراعات بين أجنحة أمنية في الدولة، فيما يعتبر النظرية السابعة "الصاعقة"، وتتمثل بأن يكون خلف الاختطاف اتجاه تنظيمي معين، وأن يكون الخاطفون من الأردنيين،  للمقايضة على سجناء أو قضايا محددة، إلا أنها تبقى نظرية ضعيفة جدا، بحسب أبو طير.

ويدلل أبو طير على خطورة التقييمات في عمان، بوقف رحلة طيران الملكية الى طرابلس، وهذا يعني مخاوف عميقة من وجود تهديدات لأي مصالح اردنية، وهو ما يشير إلى أن العمل قد يكون منظما، لاستهداف مؤسسات الأردن وأبناء الاردن، لاعتبارات مختلفة.

أضف تعليقك