أيهما الخبر : الدعم أم رفع الأسعار؟

أيهما الخبر : الدعم أم رفع الأسعار؟
الرابط المختصر

رغم أن رفع الأسعار والتعديلات على قيمة ضريبة المبيعات لقائمة من السلع شكل الحدث الابرز خلال الشهر الماضي، الا أن ذلك لم ينعكس على أداء وسائل الاعلام التي غلبت على تغطياتها المواد المتعلقة بدعم الخبز وألياته، فهل تشكل هذه الحالة من التغطية الإعلامية في الوسائل الأكثر انتشارا نموذجا على خلق أجندة إخبارية موازية ولفت الاهتمام لقضايا اخرى .

وحاول رصد أجراه "أكيد" لأداء وسائل الاعلام حيال القرارات الاقتصادية الحكومية الأخيرة وتداعياتها، الاجابة على سؤال من الذي شكل قيمة أخبارية أكبر؛  حدث رفع  الدعم عن الطحين ورفع الأسعار والضرائب أم آلية الدعم الحكومي.

ورصد فريق (أكيد) من خلال محركات البحث المحتوى الإعلامي الذي تناولته عشرة وسائل اعلام، خمس صحف يومية وخمسة مواقع أخبارية تحظى باهتمام الجمهور، خلال مدة شهر من يوم 18 كانون أول وحتى 18 كانون ثاني.

وبين البحث أن وسائل الاعلام العشرة تناولت خلال هذا الشهر قضايا دعم الخبز، ورفع الأسعار من خلال 358 محتوى اعلاميا، وتباينت القوالب الصحفية التي عرضت للقضية بين الخبر والمقال والتقرير ، وبمعدل نشر يومي وصل الى نحو 35 مادة اعلامية في الوسائل العشر وبمعدل 3.5 مادة في كل وسيلة.

وأظهر الرصد أن نسبة المواد المنشورة في الصحف حول الدعم  كانت أعلى من المواد حول رفع الأسعار، حيث حازت تغطيات الدعم على نسبة 37% من المحتوى الاخباري، مقابل 33% لرفع الاسعار فيما تناولت 30% من المواد الدعم والرفع معا.

وبين الرصد أن المحتوى الاخباري المتعلق بالدعم النقدي بدل الخبز، تصدرته صحيفة الدستور بنسبة 45% ثم الغد 40% ثم الرأي 37%، ثم السبيل 32% والأنباط بنسبة 32%، وذلك من حجم المادة التي نشرتها كل صحيفة فيما يخص قضية الدعم ورفع الأسعار.

وأظهر أن السبيل كانت الأكثر نشرا للمحتوى الإخباري حول رفع الأسعار39% ، ثم الأنباط 36% وتلتها الدستور 32% والغد 30% وأخيرا الرأي 29%.

فيما كان 38% من المواد الصحفية المنشورة في صحيفة الرأي تتناول موضوعي الدعم ورفع الاسعار، ثم الانباط وتلتها الغد ثم السبيل وبعد ذلك الدستور.

اما من حيث القالب الصحفي فشكلت الاخبار 54% والتقارير 18% والمقالات 28%، فيما غابت التحقيقات والتقارير الاستقصائية عن هذا الموضوع .

وكانت الرأي أكثر الصحف نشرا للقالب الخبري في تناولها مواضيع الدعم، وبنسبة 63% ، ثم الدستور وتلتها الغد والانباط ثم السبيل.

ويلاحظ أن 18 % من المحتوى الإخباري كان عبارة عن تقارير صحافية وهي نسبة مقبولة لتوضيح تفاصيل هذه القضايا الاقتصادية التي تهم جميع فئات المجتمع الأردني، وكانت بنسبة 26% في صحيفة السبيل و24% وهي نسبة جيدة ، ثم تلتها الأنباط والرأي والدستور.

أما مقالات الرأي فكانت بنسبة 28% بالمجموع العام، وأبرزها الدستور بنسبة 35%  ثم الانباط ، ثم السبيل  وثم الغد والرأي بنفس النسبة 24% .

 المواقع الاخبارية

نشرت المواقع الإخبارية الخمسة خلال الشهر الأخير حوالي 200 محتوى اعلاميا  حول الدعم ورفع الاسعار، ونلاحظ أن إهتمام المواقع برفع الأسعار كان أعلى من الدعم،وبالمقارنة بالصحف كانت أيضا نسبة إهتمام المواقع برفع الأسعار هي الأعلى بالمقارنة .

وبين الرصد أن 55% من المحتوى الإخباري في المواقع تناول رفع الأسعار، فيما تناولت 30 % من المواد الاعلامية الدعم، و15% الدعم والرفع بشكل متواز.

وأظهر الرصد ان موقعي سرايا 74% وعمون 66% الاكثر تركيزا على رفع الاسعار، ثم خبرني بعد ذلك رؤيا وجفرا، فيما كانت رؤيا الاكثر اهتماما بالدعم وبحوالي 53% من المحتوى الذي قامت بنشره ثم جفر 41% وبعدها خبرني 35%.

وغلب القالب الخبري على المحتوى الإعلامي في المواقع ، وبنسبة 65% وهو أمر يتوافق مع طبيعة المواقع الإخبارية الالكترونية، والتي في الغالب تقدم مادة قصيرة وسريعة، ومن ثم جاءت التقارير وبنسبة 22%، وتلتها المقالات بنسبة 13% .

ونلاحظ ان المقالات تغيب في بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية، وأن اهتمامها ينصب على تقديم الخبر والتقرير بشكل أكبر من مقالات الراي.

نماذج من التغطية

ونلاحظ أن الاهتمام بارتفاع الأسعار جاء في فترة متأخرة وفي الأيام القليلة الماضية، وبعد اعلان الحكومة تعديل الضرائب فيما كان سابقا الاهتمام منصب على الدعم من خلال تتبع تصريحات الحكومة واللجنة المالية في مجلس النواب حول دعم الخبز وقيمة الدعم وطرق ايصال الدعم للمواطنين.

وكان هناك تباين وتمايز في عرض خبر رفع أسعار الخبز وزيادة الضريبة على السلع، ففيما كانت تميل الصحف بشكل أكبر الى استخدام  مفهوم  تعديل الضرائب ،كانت المواقع تستخدم مفهوم  رفع الأسعار .

وشمل رفع الضرائب عددا كبيرا من المواد والسلع الاستهلاكية فيما رفع الدعم ارتبط فقط بالخبز، وفي التغطية الخبرية نجد ان رفع معدل الضرائب لم يحصل على نقاش واسع بالمقارنة مع دعم الخبز.

نماذج من التغطيات

وفيما يلي نماذج من تناول الصحف والمواقع لموضوعي تعديل الضرائب ورفع الاسعار :

تقرير للغد "تخبط الأسواق بعد رفع الأسعار أشار الى أن أسواق مواد استهلاكية وخضار وفاكهة شهدت حالة من التخبط وعدم الاستقرار خلال اليوم الأول بعد قرار رفع الضريبة على 164 سلعة في السوق المحلية إلى 10 %، فيما نشرت تقريرا بعنوان "غموض حكومي يلف معايير دعم الخبز وقائمة السلع المشمولة بالضريبة.

اما صحيفة الرأي فقد نشرت خبرا بعنوان، الحكومة تُقرّ آليّة الدعم وتدعو للتسجيل  اشار الى قرر مجلس الوزراء في  صرف دعم نقدي للأسر الأردنية التي لا يزيد مجموع دخل أفرادها عن 12000 دينارسنوياً، وللأفراد الذي لا يزيد دخلهم السنوي عن 6000 آلاف دينار أردني سنوياً.

 ونشرت الدستور خبرا "بعنوان القضاة: 70% من الأردنيين سيشملهم الدعم بعد "رفع الخبز وزيادة الضريبة" وخبر أخر بعنوان تطبيق الضريبة الجديدة على الادوية الاحد المقبل.

أما السبيل فنشرت تقريرا بعنوان "انتقاد قرارات الحكومة حول رفع أسعار الخبز وإلغاء إعفاء ضريبة المبيعات فيا تناولت الانباط  في تقرير هذه القضية الاقتصادية بالعنوان التالي "مناقشات موازنة إلغاء الدعم واقرار الغلاء  تنطلق اليوم".

وفيما يخص المواقع الاخبارية، تناول موقع خبرني هذا الموضوع بعنوان "ماكينة رفع الاسعار تستأنف دورانها قريبا أما رؤيا الاخباري فنشر خبرا بعنوان  رسميًا .. بدء العمل بقرارات رفع الأسعار الجديدة ، اما سرايا فقد نشر خبرا بعنوان وزير الصناعة يكشف تفاصيل جديدة عن قيمة و آلية صرف الدعم النقدي لمستحقيه بعد رفع سعر الخبز .

 ونشر موقع جفرا خبرا بعنوان  قوائم الضريبة الجديدة على السلع فيما نشر موقع عمون مداخلة رئيس الوزراء الأسبق العين سمير الرفاعي خلال اجتماع اللجنة المالية لمجلس الاعيان بعنوان الرفاعي يدعو الى دراسة اثر رفع الاسعار على المواطن.

الصالح العام وأجندات الأخبار

وقال المختص في الشؤون الاقتصادية مازن إرشيد ان "الرسالة الاعلامية الحكومية ركزت خلال الشهرين الماضيين على الدعم الذي سيقدم للمواطنين من حيث القيمة وموعد التطبيق دون توضيح تفاصل القرارات التي سيتم الاعلان عنها وتشمل رفعا على أسعار السلع غير الخبز، الامر الذي انعكس على اداء وسائل الاعلام بشكل عام".

وتابع "الاعلام الاردني لم يلعب بأغلبه دورا في الترويج للقرارات الحكومية برفع الاسعار، لكن أداءه كان ضعيفا في الوصول الى المعلومات وتقديمها للقاريء"، في مقابل "قيام بعض وسائل اعلام بتبني سياسية للترويج للدعم وعدم التركيز على القرارات الاقتصادية الأخرى الخاصة برفع أسعار قائمة كبيرة من السلع".

وأشار الى أن أداء وسائل الاعلام الذي غابت عنه المعلومات، تسبب بالمفاجأة من حجم القرارات برفع أسعار السلع فور اعلانها من قبل الحكومة والتي لم يتحدث عنها الاعلام في وقت سابق قبل اصدار القرار، وقال ارشيد " كنا نتمنى أداء أفضل من قبل وسائل الاعلام والكتاب تحديدا قبل أن يؤخذ المواطن على حين غرة".

وأقر الصحفي المختص بالشؤون الاقتصادية فايق حجازين بأن الأخبار والتقارير التي نشرت في وسائل الاعلام ركزت بشكل واضح على الدعم وألياته على حساب باقي القرارات الحكومة برفع الأسعار والضرائب، "لإنه يمثل الرسالة التي تريد الحكومة إرسالها للمواطن، بمعنى أن هناك توجيها لترويج مسألة الدعم".

وأشار حجازين الى أن غياب المعلومات وعدم توفرها شكل سببا هاما في عدم تطرق وسائل الاعلام الى حزمة القرارات الحكومية المتعلقة برفع أسعار قائمة كبيرة من السلع، لافتا الى محاولاته الشخصية المتكررة للحصول على قائمة تلك السلع قبل اتخاذ القرار الا ان جميع تلك المحاولات باءت بالفشل بسبب التكتم الحكومي.

وقال "هناك بعض وسائل الاعلام مارست التضليل ضمن سياق تغطيتها لقضية الدعم وفرض الضرائب على السلع، مقابل سعي وسائل اعلام اخرى للبحث عن الحقيقة لكن غياب المعلومات تسبب في وقوعها أيضا في شرك التضليل، ما شكل مفاجأة للمواطن من حجم القرارات المتخذة".

وكان "أكيد" نشر تقريرين يتحدثان عن تغطية وسائل الاعلام الاردنية لما يتعلق بقرارات رفع أسعار الخبر والضرائب وتباين التصريحات حيالها، تحت عنوان تناقض التصريحات الرسمية حول أرقام الموازنة والدعم يربك أداء وسائل الإعلام  ، والتقرير الأخر ناقش تناول قضية الدعم تحت عنوان (بريزة) الملقي وقيمة الدعم تكهنات نيابية وحكومية في الإعلام.

أضف تعليقك