أعباء اللجوء تثقل كاهل المرأة السورية وتهضم حقوقها

أعباء اللجوء تثقل كاهل المرأة السورية وتهضم حقوقها
الرابط المختصر

تعد غالبية فئات اللاجئين السوريين حسب جنسهم في الأردن من النساء والأطفال، بسبب ما خلفته الحرب في بلادهم من فقدان لأرباب الأسر سواء بموتهم أو أسرهم أو مشاركتهم في العراك هناك، النساء السوريات يعملن لساعات طويلة ل توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهن، وخاصة اللاجئات خارج مخيمات اللجوء.

 

في ظل ظروف اللجوء تواجه المرأة السورية أعباء أكبر عن غيرها في رعاية أفراد الأسرة، مريم الجهماني لاجئة سورية في الأردن عاد زوجها وابنها إلى سوريا، وهي اليوم تتحمل مسؤولية البيت وتعمل خادمة في المنازل بأجر زهيد، وأحيانا تضطر للقيام بأعمال زراعية صعبة لا تتناسب مع صحتها بسبب مرضها وسنها الذي ناهز الخامسة والأربعين عاماً، كما تحملت معاناة فصل الشتاء والعاصفة الثلجية بدون وسيلة تدفئة بسبب سوء أوضاعها المعيشية.

 

فيما تركت اللاجئة نورالزعبي دراستها، كونها البنت الكبرى والتي تتحمل مسؤلية البيت، لتعمل كبائعة في سوق الزعتري، نور كانت تحلم بإكمال دراستها العليا بمستقبل أفضل من عمل في متجر في مخيم الزعتري براتب 75 دينارا شهريا ولمدة 13ساعة في اليوم، وتؤكد أن عملها صعب وأجرها زهيد، إلا أن هذا المبلغ "البسيط" يساعدها في سد حوائج أسرتها بحسبها.

 

المشكلة في رأي اللاجئة سوسن البيطار، أن الكثير من العائلات السورية فقدت رب الأسرة والابن وكل معيل، واليوم المرأة في المخيم عليها الوقوف في ساحة العمل، والذهاب إلى السوق وتربية الأطفال، وتشكو البيطار أيضاً من ضياع حقوق المرأة في مخيمات اللجوء، وتصفه بالظلم الكبير.

 

الباحثة الاجتماعية في مجال حقوق المرأة لينا جزراوي ترى أن أكبر المتضررين من حركة اللجوء ومن يدفع أعباءها في المجتمع هم المرأة والطفل، فاللاجئ قادم أساسا من ظروف سيئة، مؤكدة أن اللاجئات السوريات في الأردن يتم استغلالهن في أعمال دونية ولساعات طويلة.

 

وأشارت الجزراوي إلى استغلال المرأة في المجتمعات العربية بصورة عامة، بغض النظر عن جنسيتها، وسواء كانت المرأة لاجئة أو غير لاجئة، وجاء ذلك حسب ما ترى الجزراوي من فكرة ومنظور مجتمعي منتشر، ينظر للمرأة كحلقة أضعف وأسهل للتحكم بآرائها واستغلالها، منوهة إلى أن اللاجئات و كون أغلبهن لا يحملن شهادات دراسية أو لا تتوفر لديهن فرصة العمل على الشهادة العلمية،  مضطرات إلى القيام بأعمال صعبة لسد حاجاتهن الأساسية.

 

الأخصائية الاجتماعية في اتحاد المرأة في الأردن منتهى اللتيم  أكدت لـ"سوريون بيننا" أن استغلال المرأة لساعات طويلة بالعمل وبأجر زهيد مخالف لقانون العمل الأردني، والذي يحدد190 دينارا أردنيا الحد الأدنى للأجور، وبثمان ساعات عمل يومية، وتقول أن عمل النساء واستغلالهن في أعمال طويلة يأتي لأن الرقابة على عمل المرأة يبقى أقل من الرقابة على الرجال، فهي تضطر للعمل بدل زوجها حتى لا يتم تسفيره كون اللاجىء لايستطيع العمل.

 

تعيش اللاجئة السورية حياة صعبة في مجتمعات اللجوء، فقد دفعت وحدها ثمن الحرب غالياً، لتبقى أحلامها معلقةً بأمل العودة للوطن وبيوم مشرق يمنحها حياة أفضل.