آراء بالخيارات المفتوحة في قضية الكساسبة

آراء بالخيارات المفتوحة في قضية الكساسبة
الرابط المختصر

بعد يومين من انتهاء المهلة التي أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لإطلاق الأردن سراح السجينة العراقية ساجدة الريشاوي مقابل إفراجه عن الرهينة الياباني "الذي أعلنت لاحقا قتله دون أي ذكر للطيار الأردني الأسير معاذ كساسبة"، تواصلت آراء كتاب المقالات لقراءة هذا الحدث، مع حالة من انقطاع الأنفاس في الشارع الأردني خاصة حول مصير الكساسبة.

 

الكاتب فهد الخيطان يرى أن كل الاحتمالات في قضية الكساسبة لا تزال مفتوحة، مشيرا إلى ما حملته الأيام الثلاثة الأخيرة من تطورات دراماتيكية بلغت فيها الأزمة ذروتها.

 

ويصف الخيطان هذه الأزمة بـ"التمرين الحي لاختبار مدى صلابة الجبهة الداخلية وتماسكها، والتي كشفت "أن لدى الأردنيين مخزونا كبيرا من المشاعر الوطنية والإنسانية، تجلى في حملات التضامن مع الطيار وعائلته، وتموضعها كبند وحيد على أجندة كل مواطن أردني.

 

أما على المستوى الرسمي، فقد "عمل المئات من المسؤولين على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية على مدار الساعة ضمن ما بات يعرف بخلية الأزمة".

 

ورغم هذه الإيجابية، يشير الخيطان إلى أبرز الثغرات في التعامل مع قضية الكساسبة، بدءا بعدم تهيئة الدولة للرأي العام لدخولها ضمن التحالف الدولي ضد التنظيم، وعدم بذلها ما يكفي من الجهد السياسي والإعلامي لتقبل فكرة المشاركة في العمليات الحربية، وما يترتب عليها من خسائر، كما أنها لم تعرض رواية متماسكة تبرر هذه المشاركة.

 

كما ظهرت علامات الإرتباك على أداء مختلف الجهات الرسمية بعد إعلان "داعش" مهلة الساعات الأربع والعشرين الأولى، قبل أن تعود وتمسك بزمام المبادرة من جديد، ففي اليوم التالي تحكم الأردن بالرواية الإعلامية على نحو أفضل، لكن غياب المتحدثين الرسميين عن وسائل الإعلام باستثناء وزير الإعلام، منح بعض الأصوات المشاكسة فرصة لملء الفراغ.

 

أما الكاتب حسين الرواشدة فيعرب عن أمله بالتدقيق في ما يمكن أن نحققه من أرباح، وما يمكن أن يلحق بالطرف الآخر من خسارات، مهما كانت النتائج والسيناريوهات المتوقعة، وهو يعتمد على قدرتنا في إدارة “الملف”، مشيرا إلى عدة اعتبارات يجب أن الحرص عليها، "أولها أننا نتعامل مع هذ الملف بمنطق الدولة، بكل ما يفرضه من دلالات و استحقاقات، لا بمنطق العشيرة أو الشارع".

 

وثاني الاعتبارات، بحسب الرواشدة، هو أن المعركة التي نخوضها مع هذا التنظيم ليست فقط لاستعادة الطيار الكساسبة، وإنما هي معركة للحفاظ على وحدة مجتمعنا وتماسك جبهتنا الداخلية، فيما يتمثل الاعتبار الثالث بضرورة الاعتماد على أنفسنا في تحديد “خياراتنا” وفق مصالحنا الوطنية.

 

ويؤكد الكاتب نضال منصور على ضرورة ما قامت به الدولة من حسم في التعامل مع التنظيم، وإعلان استعدادها على عملية تبادل الريشاوي مقابل الكساسبة، شريطة توفر ضمانات بأنه ما يزال حياً وبصحة وبخير، لافتا إلى إيجابية ترك الباب مفتوحا أمام أي صفقة تبادل، لأن حياة الطيار الأسير تتقدم على كل الاعتبارات.

 

ويرجع منصور عدم إعلان الأردن لتفاصيل اتصالاته ووساطاته بإنجاز صفقة التبادل، إلى إداركه بأنه لا يتعامل مع دولة تعرف التزاماتها في القانون الدولي تجاه الأسرى.

 

ويشير إلى مخاسر التنظيم في حال أقدم على "حماقة" إعدام الكساسبة، لمعرفته بقدرات الأردن الأمنية على حدود "دولته المزعومة"، وتراجع حاضنته على أراضي المملكة.

 

إذن الاعتقاد بأن داعش تملك وحدها أوراق القوة بالتعامل مع الأردن وتفرض شروطها، صورة ليست مكتملة ولا صحيحة، ومع ذلك فإن الحرص على حياة الأسير تدفع الدولة للانحناء للريح حتى تمر العاصفة.

 

أما الكاتب جهاد المحيسن، فيرى أن نجاح التنظيم بعملية التبادل يعد انتصارا معنويا له، يؤدي على المدى القريب إلى زيادة جماهيريته.

 

ويؤكد المحيسن ضرورة رفض قواعد الاشتباك التي باتت تفرضها "القوى الإرهابية"، وتعطيل مشروعها السايكولوجي الذي يعزز من مكانتها في أذهان الناس العاديين.

أضف تعليقك