مراقبون: تصويت الأميين انتهاك لسرية الاقتراع وامتهان لهم
انتقدت منظمات مجتمع مدني وقانونيون آلية تصويت الأميين وفق ما حدده قانون الانتخاب لعام 2012؛ حيث ترى هذه المنظمات في آلية التصويت اختراقا لسرية الاقتراع التي نصت عليها القوانين الدولية والدستور الأردني.
ووفقاً لقانون الانتخاب لعام 2012؛ فإن الناخب الأمي أن يقسم اليمين بأنه لا يجيد الكتابة والقراءة، وهو ما يعلنه رئيس لجنة الاقتراع والفرز أمام عضويها، ليقوم الأمي بالهمس للجنة وهو ما يرى فيه البعض خرقاً لسرية الاقتراع.
استاذ القانون ليث نصراوين بين أن سرية الاقتراع تعني عدم معرفة أي شخص بالمرشح الذي اختاره الناخب، وهذا يشمل الجميع إضافة إلى أعضاء لجنة الاقتراع والفرز، “والقوانين الأردنية ما زالت تتجاهل هذه السرية حتى إقرار قانون انتخاب عام 2012.”
ويطلب من الناخب الأمي وفقاً للقانون أن يهمس بالمرشح الذي يرغب في انتخابه في الدائرة الانتخابية المحلية والقوائم لاعضاء اللجنة؛ حيث يطلب رئيس اللجنة من الناخب أن يذكر بصوت خافت لا يسمعه أحد سوى رئيس اللجنة وعضويها اسم المرشح والقائمة التي يريد انتخابها، أي الإبقاء على العمل بالآلية السابقة لانتخاب الأمي.
هذه الآليات في تصويت الأميين لاقت انتقادات عديدة من مؤسسات مجتمع مدني عدا عن خبراء قانونيين لما تمثله من مخالفة للقوانين الدولية وضمان سرية الاقتراع؛ حيث علق مدير مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني عامر بني عامر على هذا بقوله أن نسبة الأمية في الأردن لا تتجاوز 6%، ما يعني عدم الحاجة لتصميم قانون لهذه النسبة.
وأضاف بني عامر أن الإبقاء على التصويت بالهمس؛ يروج لبيع الأصوات من خلال تعمد بعض المواطنين إدعاء الأمية لإرضاء العشائر؛ حيث يدعي المواطن بالامية ليُسمع مندوبي المرشحين داخل مراكز الاقتراع ويتلقى المبلغ عند تصويته.
كما واعتبر قانونيون أن هذا يمثل امتهاناً لكرامة المواطن؛ حيث يرى نصراوين أن هذا الإجراء ينطوي على امتهان لكرامة الناخب في ظل معرفة جميع من في مركز الاقتراع بعدم معرفته القراءة والكتابة وهو ما قد ينعكس على الناخب الأمي الذي قد بفضل عدم التسجيل نظراً لما سيسببه ذلك من إحراج له.
وحول مدى تعديل آلية تصويت الأميين؛ بين بني عامر أن المركز يقوم بصياغة تعليمات بالتعاون مع الهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات لإعدادها للخروج من صيغة تصويت الأميين إلا أن الموضوع ما زال قيد البحث.
ويرى بعض القانونيين أن هنالك حلول وبدائل لتصويت الناخب الأمي؛ وبين في ذلك نصراوين بأن يتم تطوير ورقة اقتراع خاصة بالناخبين الأميين بصورة تضمن أن يقترعوا بصورة سرية وأن يتفادوا التصويت بالهمس لأعضاء لجنة الاقتراع، إذ يمكن أن تتضمن ورقة الاقتراع أسماء المرشحين وصورهم الشخصية أو أي رمز أو لون أو إشارة للتعريف بهم ليقترع الناخب الأمي من خلال التعرف على صورة المرشح أو على أي علامة فارقة له وذلك بوضع إشارة بالقلم أو بالبصمة أمام صورة مرشحه أو رمزه الخاص الدال عليه.
يشار هنا إلى أن إجراءات التسجيل للانتخابات؛ قد بدأت بعملية صرف البطاقة الانتخابية التي تستخدم لأول مرة في الانتخابات النيابية في الأردن.