توصية نيابية بإلغاء المكرمات الجامعية وانتقاد غياب عدالة الاستثناءات
كشف عضو لجنة التربية والثقافة والشباب في مجلس النواب علي العنانزة عن وجود توصية من اللجنة النيابية بإلغاء كافة المكرمات والإستثناءات الجامعية ضمن خطة تستمر 5 سنوات، بحيث تُعطى منح مادية لأصحاب المكرمات في حال نالوا مقاعد جامعية بعد خوض التنافس من خلال القبول الموحد، مؤكدا عدم وجود قرار رسمي بهذا الشأن.
وأشار العنانزة "لعمان نت " إلى أن العاملين في الجامعات والمتعاملين معها سيلمسون تغييرا في سياسيات التعليم العالي في بداية العام الدراسي الحالي، وذلك ضمن تطبيق خطة " البرنامج الإصلاحي للتعليم العالي"، لافتا إلى وجود توصيات موازية لوزارة التربية والتعليم لضمان المساواة في نوعية التعليم المدرسي بين مختلف المدارس.
توجهات لجنة التربية والثقافة تأتي بعد أيام من مطالبات الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة ذبحتونا بوضع استراتيجة وطنية لفترة لا تتجاوز الخمس سنوات تعمل على الوصول للهدف الرئيسي وهو مجانية التعليم العالي، وإلغاء كافة الاستثناءات (بما فيها برنامج الموازي) بالتوازي مع الارتقاء بالتعليم المدرسي للمناطق “الأقل حظاً” وزيادة الدعم الحكومي للجامعات.
مطالبات ذبحتونا جاءت تعقيبا على الجدل الذي اثاره تضارب تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي وجيه عويس حول الإستثناءات الجامعية، عندما نسبت له تصريحات يؤكد فيها التوجه لإلغاء جميع الاستثناءات الأمر الذي سرعان ما نفاه عويس.
من جهته أكد أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مصطفى العدوان في لقاء عبر برنامج نبض البلد والذي يبث على فضائية رؤيا قبل ايام أنه لا يوجد أي توجه لإلغاء مكارم القبول في الجامعات، بعد جدل حول القضية.
وقال العدوان إن مكارم الجيش وأبناء المعلمين وأبناء المخيمات، ستبقى قائمة، ولا يوجد أي توجه لإلغائها واستبدالها بمنح دراسية.
الى ذلك يستبعد الكاتب والمحلل محمد أبو رمان امكانية تطبيق استراتيجية تعليمية تتضمن الغاء المكارم بالرغم من اعتبارها ضرورة وطنية لإنقاذ التعليم العالي ، وذلك في ظل وجود تيار " مقاومة لأي محاولات اصلاحية مكرسا لكل ما هو مخالف للقانون ومضرا بالإصلاح على انه حقوق مكتسبة، في ظل غياب ارادة حقيقة للإصلاح بمختلف نواحيه ".
من جهتها ، طالب منسق حملة ذبحتونا الدكتور فاخر دعاس بضرورة وضع أسس علمية لإلغاء مكرمات الجيش والمعلمين والمخيمات على ان تقترن بالإلغاء التدريجي للبرنامج الموازي و بالتوازي مع زيادة الدعم الحكومي للجامعات والبدء التدريجي بخفض الرسوم الجامعية وصولاً الى مجانية التعليم. مشيرا الى ضرورة العمل على تحسين التعليم في الأطراف لإلغاء استثناءات " الأقل حظا".
وأكد دعاس أن الحملة لا تطالب بإلغاء المنح الدراسية المادية المقدمة لأبناء الجيش والمعلمين والمخيمات انما مع الغاء المقاعد المخصصة لهم ضمن استراتيجة متكاملة .
استثناءات غير عادلة
يؤكد الكاتب أبو رمان أن الأضرار المرتبطة بقوائم الاستثناءات تكمن في تنامي ظاهرة العنف الجامعي، حيث أن غياب العدالة في سياسيات القبول يؤثر على قيم التعليم والتدريس والقبول، لتنتقل الأزمة من التعليم المدرسي الى الجامعي دون حل، إضافة إلى كونها سببا في تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة الجامعية من خلال تجنيد بعض الطلبة ضد القوى الطلابية الأخرى .
من جهته يتساءل العنانزة عن عدالة استثناءات " الأقل حظا " في ظل غياب معايير واضحة لتقييم مدارس المملكة، مشيرا في ذات الوقت الي الأضرار المترتبة على الغاء المكارم جميعها في الوقت الحالي بالأخص عندما يعتبر ابناء المكارم انها حقوق مكتسبة لهم.
ويتفق نقيب المعلمين مصطفى الرواشدة بعدم عدالة الإستثناءات، إلا أن مبررات عديدة تقف دون الغائها بحسبه، فمن ضمن الإستثناءات يحصل ابناء المعلمين على مكرمة خاصة نسبتها 5% ، يدافع عنها نقيب المعلمين على انها ضرورة في ظل تدني اجور المعلمين ، مشيرا إلى أن المطالبة بإلغائها دون حل جذري لسياسيات التعليم العالي سيحرم العديد من الطلبة في المناطق المختلفة من الحصول على مقاعد جامعية .
إلا أن محمد أحد منتسبي القوات المسلحة يرى أن مكرمة أبناء الجيش هي حق مكتسب، وذلك لتدني أجور العاملين في القوات المسلحة بحسبه، والتضحية والخطورة في عملهم اذا ما قيس بغيره من المهن .
هذا ويحق ل 55536 طالبا وطالبة ممن حققوا معدل 65% فما فوق التقدم للجامعات الرسمية في الوقت الذي نسبت به الجامعات الى مجلس التعليم العالي بقبول (31137) هذا العام،إلا ان العدد سينخفض الى حوالي (28) الف مقعد، ضمن القائمة الموحدة، بعد استثناء المقاعد للجامعة الالمانية وتلك المخصصة في التخصصات التي فيها القبول مباشر