استذكر رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة خلال رعايته الندوة التي عقدتها جمعية عون الثقافية بالتعاون مع الجامعة الأردنية اليوم الذكرى الحادية والخمسين لمعركة الكرامة الخالدة.
وقال الطراونة في كلمة القاها بهذه المناسبة "انه في حضرة الشهداء والكرامة، ليس بوسع المرء الا أن ينحني اجلالا لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكان لأبطال الجيش العربي في معركة الكرامة من الفعل في الذود عن ثرى الأردن، ما لقن المعتدي الآثم درسا قاسيا، أعاد الاعتبار للجيوش العربية بعد فاجعتي النكبة والنكسة".
وأضاف أن الحديث عن الكرامة يقود إلى الحديث عن القدس، فالجيش العربي الذي صفع العدو ورده خائبا مدحورا كان له من التضحيات على أرض فلسطين الطهور ما يدفع لأن تكون تلك الأمجاد حاضرة في أذهان الأجيال.
وزاد أن القدس ليست للمساومة ولا تفريط بها، ولا تنازل ولا قبول بالمساس بالوصاية الهاشمية عليها، فالأردن قدم بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني التضحيات تلو الأخرى دفاعا عن القضية الفلسطينية، إلى أن ينال الفلسطينيون حقهم التاريخي والشرعي في إقامة دولتهم.
وتابع الطراونة أنه وفي مجلس النواب سيواصل جهوده في تعرية ممارسات الاحتلال وقوانينه العنصرية، واتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات في القدس المحتلة.
وختم كلمته بالقول " إن أرواح شهداء الجيش العربي ستبقى عنوان الكرامة، نستلهم من طهرها معاني الفخر والعزة، ومهما قدمنا من تضحيات فلن نجاريهم وأهلهم الصابرين مكانة أو منزلة".
وبدوره أكد رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة أن لمعركة الكرامة أعظم ذكرى للفخر والاعتزاز في نفوس أبناء الأسرة الأردنية، ففيها سطر الجيش العربي على ثرى غور الأردن الطاهر بدماء أبنائه أروع ملحمة تاريخية، نقشت الكرامة الخالدة بطولة جنود الجيش العربي على صفحات التاريخ وعانقت أمجاد الأجداد السالفين في حطين واليرموك وعين جالوت .
وبين أن الإنسان الأردني سيظل على الدوام قادرا على مواجهة التحديات والتحولات الصعبة لنهضة الوطن وصياغة النسيج الوطني.
وتحدث رئيس هيئة إدارة جمعية عون الثقافية أسعد العزام عن ما يمثل بعض جوانب مشروع جمعية عون في توثيق التاريخ الأردني.
وقال أنه لا يخفى على أحد بأن الأردن البلد الوحيد ممثلا بجلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني الذي لا زال يتحدثُ عن القضية الفلسطينية في كل مناسبة، ويطالب بحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينيِّة وعاصمتُها القدسُ الشرقيةٌ في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية صامداً بوجه المؤامرات.
وأضاف أن الأردن وبقيادته الهاشمية يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية التي ورث راية الدفاعِ عنها عن ملوكِ آل هاشم طيب الله ثراهُم الذين كانت القدس في قلوبِهِم كما هي في قلب كل أردني، فمنهم من دفعَ حياتَهُ ثمناً لمواقفِه المُشرفة.
منوها إلى أن الأردن لم ولن تنتهي تضحياته وهمتُهم العالية ولن يثنيهم أي شيء عن الوقوف إلى جانب الشعبِ الفلسطيني، والدفاع عن حقوقِهِم المشروعة.
وأسهب المنتدون في الحديث عن نقطة التحول الكبيرة في الصراع العربي الإسرائيلي في معركة الكرامة، التي تعد عنوان النصر والصبر، والصفحة المشرقة من صفحات الكبرياء الأردني ، التي انعشت آمال الأردنيين والعرب بأن الأمة قادرة على دحر الصهاينة، وعلى الصمود والإصرار على النصر بالرغم من عدم التكافؤ في العدة والعتاد.
واختتمت الندوة التي شارك فيها معالي عدنان ابو عودة، والفريق الركن المتقاعد العين غازي الطيب، وأحد اعضاء مؤسسي جمعية عون الدكتور بكر خازر المجالي، بفقرة شعرية قدمها الشاعر محمد فناطل الحجايا.