د. مهند العزة

"الفن مين يوصفه إلا االلى عاش في حماه * والفن مين يعرفه إلا اللى هام في سماه". تلخص هذه الأبيات من قصيدة "أنشودة الفن" للشاعر صالح جودت التي لحّنها وغنّاها محمد عبد الوهاب في منتصف العقد الرابع من القرن الماضي؛ فلسفة تذوّق الفن والمؤهّلات الوجدانيّة للذوّاقة، إذّ لا بد أن يكونوا من العاشقين لفحواه

في زيارة أسعفني حظّي أن أقوم بها لمنظمة اسمها "Pilot Dogs” https://www.pilotdogs.org في ولاية أوهايو الأمريكيّة، عايشت تجربة التنقل لمدة ساعة ونصف تقريباً مع الكلبة "Poppy” من فصيلة “Golden Retriever” وهي من كلاب القيادة “Guide Dogs” التي يتم تدريبها بحرفيّة عالية لمساعدة الأشخاص المكفوفين على

"إذا أردت أن تطاع، فأمر بما هو غير مستطاع". في هذه القاعدة المعوجّة وجد سدنة الكهنوت أولي العِوَج ضالّتهم لاختطاف العقل وجعله غلاماً مُستَرَقّاً لدى عبيد النقل، فنزلوا به من عليائه عنواناً للحقيقة وأصل مكنونها إلى دَرْك العبثيّة وفوضى مجونها، ومن كونه أصل المعرفة وحاضنتها إلى جعله صنيعة الخرافة

"دَعْ عَـــنْــكَ لَــوْمِــي فَــإِنَّ اللَّــوْمَ إِغْــرَاءُ * وَدَاوِنِــي بِــالَّــتِــي كَــانَــتْ هِــيَ الــدَّاءُ". بيت الشعر هذا لأبي نواس الذي مضى مثلاً يُضرَب بمناسبة وبغيرها، ينطبق على عبارة "النقد البنّاء" التي يكثر مرضى حساسية النقد استخدامها مع بغضهم لمعناها ومغزاها لما تسببه من

مطالعة ما درج عدد من الفقهاء على استخدامه من ألفاظ نابية وعبارات مهينة واتهامات بالتكفير والفسق والزندقة والابتداع... ضدّ بعضهم البعض بسبب خلاف مذهبي أو فقهي؛ مع قراءة مقولة (الحافظ بن عساكر) الشهيرة: "لحوم العلماء مسمومة" التي ما انفكّ المتفيقهون علماء "على كلّ لون وما يطلبه المستمعون" يتاجرون بها

التلفزيون الأردني مثله مثل التلفزيونات الرسميّة في الدول العربيّة والإسلاميّة؛ لا يكاد يتذكّرها المشاهدون إلّا حينما يحدث فعل غير مألوف أو يصدر تصريح مثير للجدل في أحد برامجها أو لقاءاتها أو تقاريرها التي لا يشاهدها سوى المعد والمخرج والمصوروّن وقلّة من أقارب الضيوف والمقدّمين. هذا العزوف عن متابعة