يا فرحتك يا قدس !!
ان كل متتبع لما تنشره وسائل الاعلام المحلية ابتداء من صحيفة " القدس " مرور بالصحف الفلسطينية الاخرى والوسائل الرسمية من اذاعة وتلفزيون ، وانتهاء بالمواقع الالكترونية الاخبارية المقدسية منها والعربية والمحلية ، يلاحظ ان الخبر المقدسي قد اختفى كليا هذه الايام ، وكأنه خبر موسمي او خبر للأيام الهادئة ، خبر يملئ الفارغ في وسائل اعلام المختلفة ، وان نشرت بعض هذه الوسائل خبرا ما عن القدس فإنه يكون خبر "رفع عتب" كما يقال ، لان كل الانظار موجهة الى الحملة العسكرية الضخمة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية عامة وفي الخليل بشكل خاص ، تلك الحملة التي استهدفت البشر والحجر على حد سواء ، وما رافق ذلك من انتهاكات خطيرة للغاية لأبسط حقوق الانسان ، قد يكون هذا مبررا حقيقيا ومقبولا ، وواقعيا وله ما يبرره ، ولكن ما لا يمكن قبوله ان تختفى القدس كليا عن الاعلام ، وكأن شيئا لا يحدث بها ، او كأنها انتقلت بقدر قادر ، او قدرة رئيس التحرير الى جزر القمر ، او انها تحولت اخيرا الى مدينة هادئة يعيش فيها الحمل الى جانب الذئب بسلام وامن ...!! وهذا ليس صحيحا على الاطلاق
ما علينا
المهم ، ان هذا التصرف يمكن تفسيره بقصر نظر المحررين ، وبعدم المهنية ، فالفرق بين المحرر والمراسل هو ان المحرر او رئيس التحرير لديه القدرة على رؤية الصورة بكاملها وبكل جزئياتها ، وبالتالى تكون له المعرفة والخبرة التي تحدد اولوياته الوسيلة التي يتراسها ، من منطلق علمه بجمهوره سواء كان الجمهور مستمع او قارئ او مشاهد ، ولكن الواقع يقول ان المحرر الحالي ليست لديه هذه القدرات التي تحدثنا عنها ، ولهذا نجد ان الصورة المنقولة للجمهور غير كاملة بل ومشوهه وفيها الكثير من الاخطاء القاتلة التي تساهم بتحقيق هدف الاخر الذي يعمل على عزل المدينة ، عزل عاصمة الدولة الفلسطينية ان اصبحت هناك دولة اصلا !!
اليكم بعض الامثلة عما يجرى في القدس تجاهلته وسائل الاعلام وبالأخص المقدسية منها معركة الاستيلاء على المنازل بطرق الزعرنه وبالقوة وبغير وجه حق ، مما يعمق الانقسام المجتمعي في المدنية التي تعاني من انهيار تام في منظومة الاخلاق ، فهذا يعتدى على منزل هذه السيدة العجوز لأنها وحيده وليس لها عائلة واسعة او عشيرة تدافع عنها ، بل وصلت الوحشية الى رميها خارج منزلها ، احراق محتوياتها الشخصية لها ، وبعد ذلك يدعو المعتدي الى جلسة عشائرية يعرف انها جلسة ضلال ، لان الجماعة جماعته وعلى السيدة ان تطلب عوضها من الله فقط ، لان البشر الضلالين الذين يدعون الاصلاح لن ينصفوها ، ففي النهاية سيقبضون ثمن ضلالهم من المعتدي ، وهكذا ذهبت عشرات المنازل لعائلات مقدسية لم تجد من يقف الى جانبها
الموضوع الاخر حرب الثأر الدائرة في القدس بين عدد من العائلات والتي اودت بحياة عدد من الاشخاص ، حرب مستمرة منذ سنين ويتم استخدام احداث انواع الاسلحة والقنابل اليدوية وما الى ذلك ، لا احد يتحدث عنها في محاولة للحد منها او تطويقها ، تاركين العائلات تقتل بعضها بعض ، والطرف المجرم بهذا هم رجال الاصلاح الذين لا يصلحون بل يعقدون الامور
ففي القدس مع اختفاء الامن يلجأ كل شخص الى حمل السلاح ضد اخيه او صديقه او جاره تحت اعين الشرطة الاسرائيلية التي لا تحرك ساكنا ، حمل السلاح يكون عادة لأتفه الاسباب ، كما حدث عندما وقعت حرب اشبه بحرب داعس والغبراء بسبب الخلاف بين طفلين على نصف شيكل ، استخدمت في تلك الحرب الاسلحة الثقيلة ، واقصد اسلحة فعلا ثقيلة وحرقت المنازل والمحال التجارية وقتل العديد من البشر ، كل هذا لا تجده بوسائل الاعلام التي تتنافس فقط على الاعلان وعلى الاشاعة
في القدس ايضا اقتحامات الاقصى والتي تحولت لتكون عادية مع اداء بعضهم الشعائر الدينية وسط صمت غريب عجيب من الجهات المسوؤلة سواء كانت الاوقاف الاسلامية او السلطة الفلسطينية ، فالأقصى يعانى وهو غير موجود في وسائل الاعلام الا في خبر لا يتعدى سطر واحد مفاده اقتحام المتطرفين يهود وصرخ المرابطون الله اكبر .. وانتهى الخبر
هذه بعض الامثلة عما يجرى في القدس ولن تجدها في وسائل الاعلام ..!! ولكن نجد في وسائل الاعلام مثلا ان مؤتمر الصحفيين العرب يتلو بيانه الختامي في الاقصى ( يا فرحتي على هيك صحفيين يأتون تهريب الى القدس ويتلون بيانهم داخل الاقصى خشية اغضاب الشرطي الاسرائيلي على ابواب المسجد حتى لا يقوم بطردهم .... فبدل ان يقوم كل صحفي باجراء تحقيق او مقابلة او تقرير عن القدس ويلتقى البشر الصادمين نجده يأتى بهدوء الى الاقصى في ختام مؤتمر يحمل اسم القدس ، ويجتمعون في الاقصى بعد صلاة ركعتين تحية المسجد ويتهامسون فيما بينهم ويخرج علينا الصحفيين المرافقين بتصريح يقول انه البيان الختامي
يا هناك يا قدس في هكذا صحفيين عرب ..!
وللحديث بقية
شبكة أخبار البد