وعادت غزة وعاد الفيسبوك

وعادت غزة وعاد الفيسبوك
الرابط المختصر

مرة اخرى وبالتاكيد لن تكون الاخيرة عادت غزة الى العناوين الدموية، كما تعودنا عليها دائما، عادت الى عناوين الصحف وجميع وسائل الاعلام الرسمية والخاصة وحتى تلك الوسائل غير المهنية التي يطلق عليها اسم وسائل التواصل الاجتماعي ، ومرة اخرى تكون عودة غزة اكثر دموية واكثر تحديا، قبعد ان وصلت الصواريخ الى بئر السبع وكانت اسرائيل تعتبر ذلك خطا احمر في الحرب الاخيرة ، وصلت الصواريخ هذه المرة الصواريخ الى القدس وهزت صفارات الانذرات الاحياء العربية واليهودية ، مما اصاب القيادة الاسرائيلية بحالة من الذهول بعد انه لم يعد هناك اي من الخطوط الحمراء ، وليعرف الجميع ان الحروب تختلف كل مرة عن الحروب السابقة ... فهي اكثر قبحا واكثر دموية واقل رجولية ومواجهة قهي اقرب الى الالعاب الالكترونية.. عن بعد ..!

ما علينا ...

المهم ، انه عندما يتم قصف غزة بكل انواع الاسلحة الطيارة والمتطورة، وغير المرئية، وبعد قليل سياتى دور الاسلحة الثقلية القاتلة والوحشية، نجد كل الاعلام الرسمي والخاص والاعلامين والصحفيين الاسرائيلية على اختلاف توجهاتهم والوانهم السياسية والحزبية ،وقد تجندوا قلبا وقالبا وبدون اي نقاش ، على اساس انه عندما تتحدث المدافع تسكت الاقلام ، لصالح المؤسسة العسكرية الرسمية كالعادة منذ الانتفاضة الثانية، مما افقد تلك الوسائل الاعلامية كل المهنية المطلوبة وجعل المصداقية اخر همهم، واصبح الصحفيين لسان حال المؤسسة العسكرية والسياسية، بل انهم يساهمون في تضليل الراي العام باخفاء المعلومات او جزء منها .

اما وسائل الاعلام الفلسطينية فهي الغائب الحاضر في مثل تلك الاوقات العصيبة، فهي لا تعرف كيف تتعامل مع الوضع بمهنية وتفضل ان تكون في خندق واحد مع الموقف الرسمي سوءا كان في الضفة الغربية او في قطاع غزة ، ولهذا تجند ان تغطيتها باهتها ومبالغ فيها ، وها يفقدها اهتمام جمهور مستهلكي وسائل الاعلام، والذين ملوا هذا التخلف الاعلامي ،

وامام هذا الوضع حيث تختفى وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية، لتحل محلها تلك الوسائل التي لا تعتمد الا على الشائعات ونقل الكلام الفاضي ، والتلاعب بمشاعر البشر، الا وهي وسائل التواصل اجتماعي وبالتحديد الفيسبوك، الذي تحول الى ساحة للسخافات على غرار ان البامبرز اصبح عليه طلب في اسرائيل ، او هذا التعليق يطلب بيبي نتنياهيو اغنية اللي شبكنا يخلصنا ،والاخطر ان يتحول الى ساحة للاشاعات واصبح الصحفي يجد نفسه يقضى وقته ينفد ما ياتى من اشاعات في الفيسبوك ، بدل ان يقوم بعمله ، فهذا الشخص الذي يحلف اغلظ الايمان بانه شاهد الصواريخ تتطاير من فوق راسه وسط تل ابيب ، او هذا الشخص الذي اقسم بحياة اولاده ان شاهد الطائرة وهي تسقط بالقرب من منزله . او تلك المراة التي تقسم وهي المتدينة بانها شاهات الصواريخ تسير من فوق منزلها باحد احياء القدس ، وغيره من شائعات اعتبرها البعض بانها فشت خلق، وبعضهم اعتبروها رفع لمعنويات الشعب الفلسطيني ، تلك المعنويات التي وصلت الحضيض في الاوانه الاخيرة ، خاصة وانه الاوضاع تسير به من انهيار الى انهيار، من انهيار اقتصادي الى انهيار ثقافي واخر اخلاقي .. لدرجة ان الجميع بات يبحث عن متنفس وشئ يرفع من معنوياته .... ونسي هؤلاء ان هذه الشائعات تضر ولا تنفع، تضر بالمجتمع وبتماسكه، وهي عبارة عن تخاريف عجائز ... ونجد الشباب المتحمس يندفع بقوة الشباب العظيمة ، ليدفعوا الثمن لاحقا عن شئ يبدو للوهلة الاولى لامع مزهر ، ولكن بريقه اني سوف يليه بالتاكيد مزيد من الاسى ... والالم والحزن وخيبة امل عميقة !!

ان وسائل التواصل الاجتماعي لن تكون مصدر معلومات بل هي مصدر اشاعات ومضيعة للوقت، وكل من يطلق على تلك الوسائل اسم الاعلام الجديد ، اعتقد انه حان الوقت لان يعيد التفكير فيها من جديد... فليس كل ما يلمع ذهبا، المطلوب جيل مهني من الصحفين وليس جيل من الفيسبوكين الهواة المروجين للاثارة والشائعه وخراريف العجائز، فعصر المعجزات قد ولى من زمن طويل، ونحن في عصر الافعال والحقائق والارقام ..!

وحماك الله يا غزة ، حماك اهلك من كل سوء ....

وللحديث بقية

أضف تعليقك