وداويها بالتي كانت هي الداء ..
ما أن اطلق وزير العدل الأردني حسين مجلي تصريحه الأ ول، حول تأييده لإطلاق سراح الجندى أحمد الدقامسة- الذي أطلق النار على الطالبات الإسرائيليات في منطقة النهرين على الحدود الإسرائيلية الأردنية قبل سنوات طويلة ، وأتبعه الوزير ذاته بتصريح أوسع وأعمق عن إسرائيل ورأيه بها ، في مقابلة مع صحيفة العرب اليوم الصادرة في عمان-، حتى قامت الدنيا ولم تقعد في إسرائيل، وخاصة في وزارة الخارجية التي جندت كل طاقاتها من أجل خلق وضع متوتر مع الأردن، لهدف في نفس وزير الخارجية افيغدور لبيرمان الذي يخوض هذه الأيام صراعا علنيا خفيا ضد رئيس الحكومة بنيامين نتاهيو ، في إطار الاستعدادات الداخلية الإسرائيلية لخوض الانتخابات القادمة والتي بدأت رياحها تهب على إسرائيل، وفي هذا المقانم صدق من قال ذات يوم بأنه لا يوجد سياسة خارجية إسرائيلية بل كلها سياسة داخلية حزبية ضيقة، وهذا ينطق على طريقه تعامل وزارة الخارجية من جهة ومكتب رئيس الوزراء من جهة أخرى في موضوع تصريحات وزير العدل الأردني .
ما علينا
المهم إن إسرائيل (أو قسم منها )، استشاطت غضبا، وانتظرت وانتظرت، لمعرفة الموقف الأردني الرسمي وكأنها كانت تتوقع أن تعتذر الحكومة الأردنية وأن تطلب الصفح والعفو عن هذه الخطيئة (حسب إسرائيل) وأن تعاقب الوزير، ولكن جاء الرد الذي لم تتوقعه أية جهة في إسرائيل ولا حتى مكتب رئيس الوزراء كما قال بعضهم لوسائل الإعلام ، مما أربك بصورة غير مسبوقة الخارجية الإسرائيلية ، التي لم تعرف كيف تتعامل مع هذه السياسة الأردنية غير المعهودة، والتي وصفها أحد الإسرائيلين الدبلوماسيين السابقين ، بأنها ينطبق عليها المثل " داويها بالتى كانت هي الداء " أو المثل الآخر ( من فمك أدينك ) أي أن الأردن ردت بنفس الأسلوب الذي تعودت إسرائيل استخدامه في ردها على كل منتقديها، وتستخدم عبارات مهترئة ومبتذلة في محاولة منها لتهرب من أي تصرف يقوم به مسوؤل، أو وزير أو متطرف ، والأمثلة كثيرة ، ولعل آخرها ، تلك التصريحات التي صدرت خلال الأشهر الماضية عن الأردن، مثل الوزير دان اردان الذي قال إن الأردن هي فلسطين، وتبعه بعد ذلك عضو الكنيست العنصري اريه الداد ، والذي عقد مؤتمر دوليا دعا إليه جميع الذي يهلوسون نفس الهلوسه، متسخدمين عبارة تمثل إفلاسهم السياسي والأخلاقي ألا وهو أنه الوطن البديل، واجتمعوا في تل ابيب تحت عين ونظر الحكومة ، بل والأدهي بتمويل حكومي لمثل هذا الاجتماع الذي تعرف الحكومة الإسرائيلية أنه يضر بعلاقاتها مع دولة عربية هامة ومحورية في المنطقة، ورغم ذلك اكتفى رئيس الوزراء والناطقين باسمه بالقول أن هذه التصريحات لا تعبر عن الموقف الحكومي الرسمية وإنما هي آراء شخصية تمثل أصحابها فقط ( يا سلام ) ، وأن إسرائيل دولة ديمقراطية وتحترم الاخنلاف بالرأي . ( يا عينى) وعندما جاء الرد الأردني بنفس النهج ونفس العبارات ، أصيبت الخارجية الإسرائيلية بالبلبلة ، فهذا الرد الأردني غير متوقع ..
هنا من قال من المحللين الإسرائيلين وحتى من المسوؤلين إن هناك محاولة لزج اسم الأردن في الحملة الانتخابية التي بدأها زعيم حزب إسرائيل بيتنا في صراعه على أصوات اليمين والمين المتطرف في المجتمع الإسرائيلي، ولهذا لم يستبعد هؤلاء أن تتصاعد هذه الحملة في المستقبل القريب وخاصة حول مدينة القدس والتي يعتبرها الأردن خطا أحمر لا يمكن تجاوزه ، فالهاشميون وعبر التاريخ قدموا الغالي والأرواح دفاعا عن المدينة المقدسة ، والسؤال يبقى هل تنجح المحاولات الإسرائيلية اليمينية بجر الأردن إلى الصراع الداخلي الإسرائيلي؟ إن الأردن قرر التعامل مع إسرائيل بنفس الأسلوب ؟! وهذا ما ستثبته الأيام القادم
وللحديث بقية