هل ينزل الإخوان من فوق الشجرة؟!
مفاوضات التقريب التي بدأتها بعض الأحزاب المشاركة في الانتخابات النيابية بين الحكومة والحزبين المقاطعين (العمل الإسلامي والوحدة الشعبية)، لم تأت أكلها حتى اللحظة، فأعلن الحزبان المقاطعان عن آلية وبرنامج مقاطعة الانتخابات النيابية.
المفاوضات غير المباشرة تأتي برعاية حزب الرسالة ممثلا بأمينه العام حازم قشوع الذي أعلن مشاركته بالانتخابات حتى قبيل إقرار قانون الانتخاب.
هذه الوساطات بدأت منذ اللقاء الثاني لوزير الداخلية نايف القاضي مع الأحزاب، حيث أكد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور أن الأحزاب الحاضرة دعت الإخوان للمشاركة، ولكن المصلحة الوطنية "تقتضي المقاطعة"، بحسب منصور.
قشوع اعتبر أن الهدف من وراء مفاوضات التقريب هو مشاركة كافة الأطياف في الانتخابات القادمة وتحديداً الحزبية منها، إلا أن البعض يرى في هذه الدعوات نقلاً وتمثيلاً للرؤية الحكومية بشكل غير مباشر.
وإن كانت مقاطعة الإخوان على وجه الخصوص تأتي في صالح الجميع من أحزاب ومستقلين من حيث حسابات الربح والخسارة، إلا أن الأحزاب التي تقود الوساطات غلبت فكرة مشاركة الجميع على فرصها بالوصول إلى البرلمان، وقد يفهم البعض هذا الاهتمام حملاً للراية الحكومية للترويج للانتخابات والذود عنها.
الانتقال إلى المفاوضات المباشرة يزداد صعوبة يوم بعد يوم مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث يقول عضو مجلس شورى الإخوان زكي بني رشيد أن مطالب الحركة الإسلامية واضحة للعودة عن قرارها، مؤكداً على أن الأغلبية العظمى في الحركة مع المقاطعة.
ونفى بن رشيد أن يكون هنالك أية قنوات فتحت للحوار معهم بمن فيها المرجعيات العليا التي أشارت إليها التقارير الصحفية، "ولا يوجد أي اتصال حقيقي للقاء رئيس الوزراء سمير الرفاعي".
الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور قال أن مناشدة الأمناء العامين للأحزاب المشاركة في الانتخابات لإقناع حزب الجبهة بالمشاركة لن يؤثر على قرار المقاطعة.
ولكن قشوع لمس أجواء إيجابية في مفاوضات التقريب، تفتح الباب إلى إمكانية عودة الأحزاب المقاطعة عن قرارها، مرجحاً دخول الإخوان المسلمين إلى المفاوضات المباشرة مع الحكومة قبل الحصول على ضمانات مرجعيات عملية المشاركة البرلمانية.
أما أمين عام الحزب الوطني الدستوري فأعرب عن حرص حزبه على مشاركة الإخوان وجميع المقاطعين في الانتخابات، ولكن على الحكومة أن تبادر في فتح حوار واسع.
خيارات مشاركة الإخوان والقطاعات الأخرى بالانتخابات بدأت بالتضاؤل، مع اقتراب موعد الاستحقاق، فخيارا تدخل رأس الدولة أو تأجيل الانتخابات بقيت كخيارات محدودة لعودة الإخوان وغيرهم عن قرارهم بالمقاطعة؛ فهل ينزل حزبا العمل الإسلامي والوحدة الشعبية دون هذه الخيارات من فوق الشجرة؟!.
ان أمين عام حزب الرسالة الدكتور حازم قشوع باشر بدعم من عدد من الأحزاب الأردنية بوساطة هدفها ان يكون المشهد الحزبي متكاملا وممثلا من كافة الاطياف في الانتخابات النيابية المقبلة.
وأكدت المصادر ان قشوع نقل لمسؤولين في الحكومة منهم وزير الداخلية نايف القاضي مطالب الاخوان المسلمين بعد عدة لقاءات جمعته مع امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور وعدد من القيادات السياسية للجماعة.
واشارت الى ان شروط الاخوان المسلمين للعدول عن قرار المقاطعة تركزت على تقديم ضمانات لشفافية ونزاهة الانتخابات. وفيما يخص جمعية المركز الاسلامي فالواضح ان الاخوان المسلمين تفهموا صعوبة حسم امر الملف في الوقت الراهن كون قضيته لا زالت منظورة امام القضاء الاردني.
ويفترض ان يكون المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الاسلامي ناقش في اجتماعه اليوم السبت وساطة الاحزاب والرسائل المتبادلة التي نقلها الدكتور قشوع بين الحكومة والاخوان المسلمين.
وكان قشوع اجتمع قبل اجتماع المكتب التنفيذي بساعة مع حمزة منصور لوضعه باخر تطورات الموقف الرسمي على الدفع باتجاه عودة الاخوان المسلمين عن قرار المقاطعة.