هل تعتبر الفضة ملاذا آمنا أمام ارتفاع أسعار الذهب؟

الرابط المختصر

مع الارتفاع الكبير في أسعار الذهب، باتت الفضة تجذب اهتمام بعض المستثمرين كخيار بديل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ورغم أن الفضة لا تحظى بشهرة الذهب كملاذ آمن، إلا أنها أصبحت وجهة استثمارية لبعض الأفراد والدول، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية، وفقا لخبراء في الاقتصاد.

الاستثمار بالفضة بحسب الخبراء  يمكن أن يحقق عوائد طويلة الأجل، خلال فترات الانكماش الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم وسط الحروب والاضطرابات الجيوسياسية، كما أن تزايد الطلب على هذا المعدن في مثل هذه الأوقات يعكس أهميته كأداة تحوط أمام تقلبات الأسواق وغلاء الأسعار.

كما انتشرت العديد من الفيديوهات لتجار مجوهرات الذهب والفضة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تتحدث عن ارتفاع أسعار الفضة بسبب ارتباطها بأسعار الذهب، ويدعو المستهلكون إلى الاستثمار في معدن الفضة خلال الفترة المقبلة.

وفقا للتسعيرة العالمية ليوم الخميس، يبلغ سعر الأونصة من الفضة 23.85 دينار أردني، فيما يصل سعر الجرام إلى 0.77 دينار، وسعر الكيلوجرام إلى 766.96 دينار.

 

هل الاستثمار بالفضة فرصة؟

الصحفي الاقتصادي محمد خريسات يوضح بأن الذهب يعد مخزنا للقيمة وأداة اسثمارية لمواجهة التضخم ويحافظ على قيمة الأموال في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، في المقابل، يرى أن الفضة ليست أداة استثمارية بنفس قوة الذهب، رغم تحقيقها أرباحا جيدة في الفترة الحالية.

ويشير خريسات إلى أن سعر الفضة اليوم وصل إلى أعلى مستوى له منذ  12 عاما، مما يجعلها خيارا جيدا للاستثمار في المستقبل، خاصة في ظل الارتفاعات القياسية لأسعار الذهب، حيث تجاوز سعر الأونصة 2700 دولار، مع توقعات بأن يصل السعر إلى 3000 دولار مع نهاية العام.

تشهد الأسواق المحلية إقبالا متزايدا من المستثمرين على الفضة، بحسب خريسات الذي يعتبر بأنها قد تشكل بديلا استثماريا أمام ارتفاع أسعار الذهب، مشيرا إلى أن سعر أونصة الفضة يتراوح حاليا بين 28 و32 دولارا، ما يجعلها فرصة مناسبة للاستثمار، خاصة أن الفضة مرشحة للارتفاع مستقبلا بسبب استخدامها في الصناعات التي تشهد نشاطا اقتصاديا متزايدا، متوقعا أن تتوفر سبائك الفضة بشكل أكبر في الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة بسبب زيادة الطلب عليها.

ويؤكد خريسات أن الفضة لا تشترى بغرض الزينة مثل الذهب، لأن استخدامها في هذا السياق يؤدي إلى خسائر، لذلك ينصح إما بالمضاربة على الفضة عبر منصات تداول موثوقة أو بشراء أونصات الفضة مباشرة، مبينا أن أرباح الاستثمار في الفضة قد تكون جيدة مقارنة بسعرها الحالي، لكنها لا توازي العائد من الذهب.

 

الفضة ليست بديل

تستخدم الفضة بشكل أساسي في الصناعات المتقدمة، مثل التكنولوجيا وصناعة أشباه الموصلات التي تشكل عماد الصناعات الإلكترونية، كما تدخل الفضة في صناعة الهواتف الذكية والأنظمة الكهربائية، مما يعزز من الطلب عليها مع زيادة النشاط الاقتصادي في المستقبل.

ويعادل وزن أونصة الذهب حوالي 31.1 جرام، وهو نفس وزن أونصة الفضة، وينعكس ارتفاع أسعار الذهب غالبا على أسعار الفضة نظرا للارتباط الوثيق بين المعدنين.

من جانبه، يؤكد نقيب أصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات، ربحي علان، أن معدن الفضة ابدا لن يكون بديلا قويا أمام الاستثمار بالذهب، رغم أن الفضة تستخدم  في العديد من الصناعات، الا انها لا تعتبر استثمارا حقيقيا عند تحويلها إلى منتجات.

ويعتبر الحديث عن التوجه بالاستثمار في الفضة ياتي لأغراض دعائية، فالأشخاص الذين لا يستطيعون شراء الذهب قد يلجؤون إلى الفضة كخيار بديل.

في نهاية عام 1925، كان سعر أونصة الذهب 20.63 دولارا، بينما بلغ سعرها في نهاية عام 2020، حوالي 1893.66 دولارا، مما يحقق المعدن الثمين عائدا مركبا بنسبة 4.87% سنويا، على مدار 95 عاما.

كما اختتمت أسعار الذهب عام 2023 عند مستوى قريب من 2063 دولارا، بعد أن بلغت مستوى قياسي عند 2100 خلال شهر كانون الأول من العام الماضي.

في المقابل، كان سعر أوقية الفضة في نهاية عام 1925 حوالي 0.68 دولار، وارتفع إلى 17.14 دولار في نهاية عام 2020، مما يظهر عائدا سنويا بنسبة 3.46% خلال نفس الفترة، و يذكر أن أسعار الفضة أغلقت فوق مستوى 24 دولارا في نهاية عام 2023.

وعليه، يظهر أداء الذهب تفوقا على الفضة كاستثمار طويل الأمد، كما يشير الدكتور روبرت جونسون، أستاذ العلوم المالية في كلية هايدر للأعمال بجامعة كريتون الأميركية، وفقا لما ذكرته منصة "بانكريت" مؤخرا.