نظافة مخيم البقعة..عبء يثقل الأنروا
تعتزم وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين إعداد خطة تجريبية تلزم سكان المخيمات فيها بإخراج النفايات بمواعيد محددة، والتي ستبدؤها في مخيم الطالبية أصغر المخيمات الموجودة في الأردن خلال الشهر القادم وبحسب ما أكد الناطق الإعلامي للأونروا مطر صقر لعمان نت.
تصريحات صقر جاءت ردا على شكاوى سكان مخيم البقعة من سوء النظافة في استطلاع رأي شمل عددا كبيرا من الأهالي، إذ أن النفايات تتراكم أكواما بين الأحياء السكنية وأمام المدارس وفي السوق، وفي كراج الحافلات، مع قلة عدد عمال النظافة، إضافة لعدم وجود حاويات داخل الأحياء.
يضطر الأهالي لجمع نفاياتهم في أكياس بلاستيكية أمام المنازل، ما يجعلها عرضة للعب الأطفال الذين لا يجدون سوى باب المنزل كمتنفس وحيد لهم ولعائلاتهم مع ضيق مساحة المخيم وتلاصق المنازل بعضها البعض، الأمر الذي يزيد من خطر انتشار الأمراض بين الأهالي إضافة لانتشار الروائح الكريهة والمظاهر غير اللائقة .
بعض السكان أشار إلى كثرة المراجعات للمراكز الصحية نتيجة اسهالات معوية تصيبهم كنتيجة لسوء النظافة، إضافة لانتشار الحشرات والقوارض التي لا تنفذ الوكالة حيالها حملات مكافحة.
تتولى وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين المسؤولية الكبرى لجمع النفايات في المخيم من خلال متعهد يلتزم بذلك، في حين تتولى لجنة خدمات مخيم البقعة مسؤولية تنظيف سوق البسطات الشعبي فيه .
اتهم السكان لجنة خدمات المخيم بالتقصير، وطالبوا الوكالة بزيادة عدد موظفيها، وإيجاد حاويات ومواقع مناسبة لمكبات النفايات التي تتواجد بين الأحياء وإخراجها خارج حدود المخيم.
بدورها أقرت الوكالة بأزمة في مسألة النظافة في مخيم البقعة تفوق قدرة الوكالة على حلها في وقت لم تعفي المواطن كمساهم في هذه الأزمة، يتزامن ذلك مع تحديات عديدة أبرزها الأزمة المالية، يقول صقر"عدد عاملي النظافة في المخيم يبلغ 82 عامل و6 مراقبين ومشرفين، أي بمعدل عامل لكل 1000 مواطن، وهذا العدد غير كافي من أجل توفير العناية الصحية على الوجه الأمثل لسكان المخيم، إضافة إلى الدوام الرسمي للعمال هو بين الساعة السابعة والثانية فقط ".
ويضيف " بسبب ضيق شوارع المخيم لا تتمكن الآليات الكبيرة من العمل لجمع النفايات فيه كما أن الحاويات لدينا حجمها كبير ويصعب وضعها داخل الأحياء السكنية.
ويتابع صقر "المبالغ المالية التي تدفعها الوكالة لمتعهد النظافة في مخيم البقعة غير مجدية وغير مشجعة له لتقديم الخدمة على الأوجه الأمثل" .
كما أن الوكالة حاولت مع بلديات قريبة من المخيم لتتولى مهمة النظافة لكن أيضا لم تقبل وذلك لأنها مهمة صعبة والمخصصات المالية غير مشجعة ".يقول صقر.
أما بالنسبة لعدم وجود حاويات أو مواقع مناسبة للمكبات فهذه المشكلة يجب حلها من الحكومة يقول صقر" الوكالة لا تتحكم بمواقع الحاويات أو المكبات، وذلك لأن هامش الحرية محدود للغاية بإيجاد مواقع مناسبة لها، لأننا نحتاج لاستملاك قطع خارج حدود المخيم وهي مسألة يجب أن تحلها الحكومة ".
ويؤكد صقر أن الوكالة ستسعى للتخفيف من حدة أزمة سوء النظافة في مخيم البقعة وذلك بالتعاون مع دائرة الشوؤن الفلسطينية خلال الأيام المقبلة، وستسعى لإيجاد مناطق بديلة لمكبات النفايات التي ساهمت في خلق المشكلة.
في حين أن دائرة الشؤون الفلسطينية تؤكد مداومة لجنة خدمات المخيم التابعة لها حفاظها على نظافة سوق البسطات الشعبي، وهذا ما أشار إليه مدير مكتب دائرة الشؤون الفلسطينية في محافظة البلقاء رفيق خرفان "لدينا خمسة عمال نظافة في السوق، ثلاثة منهم عاملون الآن، والسوق أصلا لا يحتاج سوى لعاملين، ويتواجدون بعد الساعة السابعة مساء لتنظيف السوق طيلة أيام الأسبوع ".
وأشار خرفان إلى تنفيذها مشروع حيوي داخل مخيم البقعة يتمثل بتنفيذ توسعة لشوارع المخيم ليصل عرضها إلى 20 متر مربع وبخلطات اسفلتيية وبشكل منظم "الشوارع ستصل شمال المخيم بجنوبه وسيكون الشارع بخطين وجزيرة وسطية وإنارة ،خلال أقل من سنة سيلمس المواطنون الفرق من خلال هذا المشروع".
هذا ويصل عدد سكان المخيم إلى 95 ألف نسمة، وعدد الأسر فيه 19 ألف أسرة، موزعة على 8400 مسكن .
ويجري تجميع النفايات في المخيم في 13 نقطة خاصة بذلك، ويبلغ المعدل اليومي لمجموع النفايات الصلبة إلى 60 مليون طن .