نجمة في سماء القدس

نجمة في سماء القدس
الرابط المختصر

 "أريد أن أضئ نجمة في سماء القدس المظلمة" بهذه الجملة الرائعة أجمل المخرج اللبناني  الأصل الفرنسي الجنسية  نبيل الأظن  عمله الفني الجديد الخاص بالقدس والأراضى الفلسطينية فما أن وصل  المخرج  اللبناني مدينة القدس التي قال إنه يشعر فيها بشعور غريب ويلمس حميمية للمكان لم يجدها في أي مكان آخر، حتى بدء بتفحص المكان من أجل عمله الجديد والذي اختار له القدس عن باقي مدن العالم كباريس التي يعيش فيها أو بيروت مدينته التي يعشقها أو أية عاصمة أخرى !!

 هذا العمل الذي أطلق عليه " ليل الليالي"يعتقد القائمون عليه من المسرح الوطني الفلسطيني"الحكواتي" والمخرج نبيل الأظن أنه فريد من نوعه  كما قال جمال غوشه مدير المسرح الوطني وعلامات الرضا بادية عليه من هذا العمل حتى قبل أن يبدأ تنفيذه عندما قال في مؤتمر صحفي "هذا الحدث الثقافي مميز بكل المقاييس من حيث عدد المشاركين فيه الذين زادوا عن 60 مشاركا من ست دول هي فرنسا واسبانيا وايطاليا والولايات المتحدة ولبنان وفلسطين وبذلك يكون الأضخم في فلسطين منذ سنوات طويلة كما أنه يتميز من حيث الدمج بين التراث والتمثيل والموسيقى والغناء والأعمال البلهلوانية لترسم جميعها لوحة فنية رائعة الجمال، ويتميز كذلك بمكان العرض حيث خرج عن المألوف وتوجه إلى الفناء الخارجي ليكون جزء من المكان وليبعث فيه الحياة.

 إن هذا الكلام وهذا الإقبال من إنسان مخلص لفنه الذي يوظفه للإنسان يبعث الكثير من الأمل في نفوس المقدسين التعبين، يبعث الأمل بأن هناك ما يمكن عمله كل في مجاله من أجل القدس، من أجل أن يشجع المقدسي على المقاومة وعلى البقاء، فرغم أن العمل الفني "ليل الليالي" ليس عملا سياسيا بقدر ما هو عمل فنى من التراث  كما قال المخرج نبيل الأظن إلا أن  السياسة، كل السياسة فيه، فمجرد  إجراء هذا العمل في القدس وتجنيد هذا الكم الكبير من الفنانين( أعتقد أن هذا العمل هو الأكبر من بداية العمل المسرحي في القدس قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما) كما أن اختيار القصة من التراث ألف ليلة وليله فيها الكثير من التلميح على التصريح، فيها الكثير من الرسائل ذات المضامين السياسية، بل إن مجرد  هذا التواجد في حد ذاته رسالة !! 

 وكما قال الأظن إن أجمل ما في الموضوع هو أن الألوان الزاهية التي أركز عليها في أعمالي الفنية، فهذه الألوان  تبعث على الأمل تبعث على الحياة وسط الألم والحزن الذي تعيشه القدس، فنحن لا نريد أن نزيد دراما على الدراما التي يعيشها المقدسي، نحن نريد أن نجعله يبتسم  نريده أن يقبل على الحياة نريد أن نضع نجمة في السماء الظلماء، نريد أن نعطى القدس نكهة أخرى،  نريد أن يرى الجميع القدس بصورة خاصة، فالكل يري القدس بمظهر يومي مأساوي نريد أن يراها بروح التفاؤل مع الموسيقى الخاصة بغض النظر عما سيكون عليه مدى الإقبال عليه من المقدسين فإن مجرد أن يكون هناك عمل في هذا الوقت هو إنجاز كبير على عكس الإنجازات الكبيرة التي يحققها الزعماء على الورق وعبر ميكروفون الإذاعات وكاميرات التلفزة، فالقدس بحاجة إلى مثل المخرج اللبناني  نبيل الأظن وليست بحاجة إلى تصريحات فارغة من أي مضمون ...

والحديث المقدسي مستمر