ميدل ايست آي: نتنياهو مشعل فتيل الأزمات بين الأردن وإسرائيل

الرابط المختصر

تطرق موقع ميدل إيست آي البريطاني للأزمة المتصاعدة بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي، واصفا اياها بـ الأزمة المتصاعدة، وقالت الصحيفة في تقرير للزميل محمد العرسان ان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتحمل مسؤولية التأزيم مع الأردن.

 

نص التقرير

تتصاعد الأزمة الدبلوماسية بين الأردن واسرائيل بشكل متسارع عقب رفض رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة المصادقة على طلب أردني لتوريد المياه من إسرائيل. كما نشرت وسائل اعلام عبرية.

هذا الموقف سبقه امور اخرى تسبب في مزيد من التوتر بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ونتنياهو، وفي الأسبوع الماضي، منعت الأردن طائرة نتنياهو من التحليق في الأجواء الأردنية وهو في طريقه لزيارة الإمارات، ما أدى إلى إلغاء نتنياهو لهذه الزيارة للمرة الرابعة، وجاء ذلك بحسب وسائل الإعلام العبرية؛ ردا على اعتراض الاحتلال على الترتيبات الأمنية التي اتفق عليها سابقا مع عمان لترتيب زيارة ولي العهد الأردني للمسجد الأقصى، ما تسبب أيضا بإلغاء الأمير زيارتَه لمدينة القدس المحتلة.

  محطات توتر

العلاقة المتوترة مع نتنياهو، جعلت الملك الأردني يدعم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس وهو ألد اعداء نتنياهو، وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" التقى الملك عبد الله في فبراير الماضي غانتس سرا في عمان، وهذا "يبدو أنه اغضب نتنياهو كثيرا" كما يرى المختص في الشؤون الإسرائيلية الصحفي ايمن الحنيطي.

 

الحنيطي يعرض لـ"MEE" ابرز محطات التأزيم بين الأردن واسرائيل والتي كان نتنياهو طرفا بها، يقول "العلاقة بين الأردن واسرائيل متأزمة تاريخيا بسبب نتنياهو، ففي عام 1996عندما كان نتنياهو رئيسا للوزراء حاول اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس  خالد مشعل، ثم توترت عندما اقدم الجندي احمد الدقامسة على قتل اسرائيليات في منطقة الباقورة عام 1997".

 

"ولم تنته محطات التأزيم في عهد نتنياهو كان هناك استهداف واضح للوصاية الهاشمية على المقدسات التي تم انتهاكها من خلال اقتحامات المتطرفين ومحاولة نشر بوابات الكترونية على مداخل الأقصى، وفي 2014 قتل القاضي الأردني رائد زعيتر على جسر الملك حسين، وحادثة مقتل أردنيين على يد رجل أمن في السفارة الإسرائيلية،2017 واستقباله استقبال الأبطال من قبل نتنياهو،وصولا الى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة 2018 والتحالف مع دول عربية في محاولة لايجاد دور لها على حساب الوصاية الهاشمية".

 

ومن محطات التأزيم عند هذا الأمر، إذ تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أيلول/ سبتمبر 2020 بضم أراض في غور الأردن، وشمال البحر الميت، في حل شكل الحكومة المقبلة، الأمر الذي دفع الملك الأردني للقول بأن "خطوة كهذه سيكون لها أثر مباشر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وإسرائيل ومصر".

 

على الجانب الآخر ورغم محطات التأزيم مضت الحكومة الأردنية بتنفيذ اتفاقية الغاز مع إسرائيل وضخ الغاز الطبيعي يناير 2020 وسط معارضة شعبية وحزبية كبيرة.

عضو مجلس الأعيان، والوزير السابق، د.محمد المومني يعتقد أن "اي رئيس وزراء اسرائيلي غير نتنياهو سيكون أفضل للأردن، الاردن الاتصالات مقطوعة مع نتنياهو ولا يحظى باي مصداقية بدوائر صنع القرار".

يقول لـMEE "نتنياهو شخصية انتهازية ممكن يعمل اي شيء كي يتمكن من البقاء على قيد الحياة سياسيا، حتى لو عنى ذلك أن يأزم علاقته بالآخرين ويهدد العلاقات الثنائية مع الأردن وكان ذلك واضحا عندما استقبل الحارس قاتل الاردنيين في السفارة 2017 استقبال الابطال واهان مشاعر الاردنيين وهذا اغضب الاردن والملك".

يؤكد المومني ان "الأردن ملتزم بمعاهدة السلام بين الطرفين، لكنه في ذات الوقت غير مضطر للقبول ببهولانيات نتنياهو الشعبوية".

الملك لا يثق في نتنياهو

المحلل والكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني، داود كتاب،  يقول لـ MEE" إن "الملك لا يثق في نتنياهو".

 

"التوتر بين الأردن وإسرائيل سببه بالأساس عدم ثقة الملك عبد الله الثاني برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وجاءت مشاعر الملك نتيجة لعديد من الحالات التي نكث فيها نتنياهو وعود قطعها أمام الملك ومنها الوعد بعدم السماح للمتطرفين اليهود من الوصول الى المسجد الأقصى المبارك و ونشر الكاميرات وعدم التحقيق في حادثة مقتل القاضي الاردني زعيتر وعدم الاكتراث في محاسبة الحارس الإسرائيلي الذي قتل اردنيان و غيرها من الأمور التي سممت الأجواء وخلقت عدم الثقة بين العاهل الأردني ورئيس وزراء اسرائيل".

حقوق الأردن المائية

نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، ممدوح العبادي، يتفق مع كتاب أن الملك لا يثق بنتياهو، "الملك لم يتلقى اي اتصالات من نتنياهو يرفض الحديث معه".

 

يقول لـ"MEE"، نتنياهو حاقد شخصيا على الملك عبد الله، هو يميني متطرف لا يؤمن بحل الدولتين ولا عملية السلام، وينظر الى الأردن بشكل توسعي، واصطدم نتنياهو بموقف الأردن الحازم من صفقة القرن، وجرأة بالغة".

 واشاد العبادي بموقف الأردن منع نتنياهو من الطيران فوق الأجواء الأردنية، داعيا الحكومة الاردنية "المطالبة بحقوق الأردن في المياه التي سرقتها اسرائيل عبر مد انابيب من بحيرة طبرية الى الجنوب".

واستطاع الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1964 عبر "الناقل الوطني" ضخ مياه نهر اليرموك إلى بحيرة طبريا في شمال فلسطين المحتلة ومن ثم إلى الأجزاء الجنوبية بأنابيب يبلغ طولها حوالي 130 كيلومترا.

 

الحكومة الأردنية ردت  على سؤال عبر منصة "اسأل الحكومة" حول تهديدات نتنياهو بعدم تزويد الأردن بالمياه: "اتفاقية السلام الموقعة بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل، حددت الحقوق المائية من نهر الأردن ونهر اليرموك، كما ضمن ذلك في ملحق المياه رقم 11/ 2 الذي يشتمل على جميع التفاصيل".

ويتقاسم الأردن وإسرائيل في مياه بحيرة طبريا ونهري اليرموك والأردن، إضافة إلى آبار جوفية. ووفقاً للملحق 2 الذي يفصّل المادة 6 من نص المعاهدة، تحصل إسرائيل على 12 مليون متر مكعب من مياه نهر اليرموك في فترة الصيف، و13 مليون متر مكعب في فترة الشتاء، فيما يحصل الأردن على "باقي التدفق".

التقرير في موقع ميدل ايست اي